علي الدلفي
بلاشك ان الحكم بالاعدام على صدام هو الحكم الذي لم يفاجئ احدا، فصدام رمز لكثير من الشرور التي لم تقتصر على العراق وحده،بل امتدت لتشمل الاقليم كله، فمن غيره ونظامه قد تمكن من تسمّيم أجواء السياسات العربية؟وهو الذي استحق بجرائم القتل الجماعي في الاهوار والجنوب والانفال التي لايجادل فيها الا فاقد للضمير والشرف والاخلاق، لقب سفاح العصر ورمز الجبروت والطغيان والتزوير.
ولكن الريبة والشك تكمن في تصريحات البعض كـ(الحزب الاسلامي العراقي) ممن يحاولون تعكير الاجواء وافساد الفرحة على المساكين الذين رقصوا وغنوا لنزول حكم الحق بالطاغية اللعين بعد ان طال انتظارهم (ربك يمهل ولايهمل)، فراحوا يدافعون عن صدام باسلوب خبيث مبطن قد تعلموه في مدارس البعث وحلقاته الحزبية التي يبدو ان اعدام الطاغية لم ينه عهدها، فالبصمات مازالت واضحة وتلامذة عفلق مازالوا يسرحون ويمرحون.. يصرحون ويتبجحون.. وينافقون ويلفقون..وأن كان بالامس صدام وطه ياسين رمضان وعلي حسن المجيد، فاليوم هناك طارق الهاشمي وسليم عبدالله واياد السامرائي وعدنان الدليمي .
عجباً لهم، تارة يطالبون باعدام مدينة كاملة(مدينة الصدر) ويصرون على خنقها بالحواجز والقضبان وأخرى يعارضون أصدار حكم الاعدام على صدام باسلوب اشد من ذلك الذي استخدمه طارق الهاشمي في مهاجمة موقف المالكي بفك الحصار عن مدينة الصدر، اذ انهم وبدل ان يحترموا رأي الناس ومشاعرهم ويلتزموا الصمت ازاء قرار المحكمة باعدام عرابهم وملهمهم وفارسهم الاوحد، راحوا ينفثون السموم حين ردوا على كلمة رئيس الوزراء حول قرار اعدام صدام ببيان اصفرأصدره الحزب الاسلامي العراقي بزعامة طارق الهاشمي واحد ابرز مكونات جبهة التوافق السنية جاء فيه«بماذا يفرح العراقيون كما دعاهم السيد رئيس الوزراء المالكي؟ ايفرحون بسقوط اكثر من ستمائة وخمسين الف شهيد.. ام يفرحون بتهجير عشرات الألوف من العوائل من بيوتهم أم بالفقر» بربكم ابعد اعدام صدام شيء يبعث السرور في القلوب؟ السوية طبعاً وليست من بها علل!!ام ان عهد صدام افضل وهم يشيرون الى عودته صراحة وليس ضمناً رغم اشتراكهم بالعملية السياسة واقرارهم لدستورها الذي يحرم الدعوة لافكار البعث وصدام؟

Ali_delfi@yahoo.com