بعد أن حكمت محكمة الجنايات العراقية على الرئيس المخلوع صدام حسين بالإعدام شنقاً هتف

الرئيس وقال :

الله أكبر على الظالمين

الله أكبر على العملاء

الله أكبر على المحتلين المستعمرين

كان ينشد الأشعار دوماً قائلاً :


ليت هذا البشر ينقلب ويقلب وجهه

وحيداً كئيب النفس في الظلمات



أجرينا معه هذا الحوار الذى ربما يكون الأخير


هل انت متفائل بألإستئناف ...؟

نعم


عسى الله أن يأتي بخير

فإن لي عوائد من نعمائه غير بوائد

فكم شالني من قعر ظلماء

لم يكن ينقذني من قعرها حشد حاشد



لكن أنت تأمل في براءة أم سجن مدى الحياة ...؟

كله من ربنا خير


فلا أمل غير عفو الإله
ولا عمل غير ما قد مضى

فإن كان خيراً فخيراً أنال
وإن كان شراً فشرا يرى



ولو أطلف سراحك هل سترجع رئيس من جديد ...؟

لا.. لا.. لا..


أنا لا أريد الملك

أو أرجو من الدنيا حطاما

وما يقيني إلا فتى يرعى الزمام

وانا إن لم أنل ما ابتغي فعليك يا دنيا سلام



عند النطق بالإعدام كنت ثابت هل هذا استسلام منك ...؟

هذه قوه


فإن لي همة أشد من الصخر

وأقوى من راسيات الجبال



هل صحيح إنك سفاح وسفكت دم آلاف العراقيين ...؟

أبداً


تعد ذنوبي عند قوم كثيرة

ولا ذنب لي إلا العلا والفضائل



لكن أنت متهم بارتكاب جرائم فظيعة ضد الإنسانية ...؟

مظلوم


لا تلمني فتكن متهمي

إن عقلي لم يكن متهماً

ولُمْ الدهر على تقصيره

أخطأ الدهر وعمداً ظلماً



صارت عليك حكاية نعيب زماننا والعيب فينا .. و لا إيه ...؟


لا أنا بالذات


يعاملني دهري بعنف فليته

يجاملني يوماً كما جامل الخلق

وأسأله سلماً فيشهر سيفه

فيا دهر ما أقسى ويا بؤس ما أبقى


في مجموعة من العراقيين رحبوا بي قرار إعدامك وخرجوا في مظاهرات فرح ...؟


أعمل إيه


إلى الله أشكو عصبة من عشيرتي

يسلبوني في القول غيباً وشهدا

ولو عرفت هذه العشائر رشدها

إذاً لجعلتني دون أعدائها سداً

ولكني أراها أصلح الله حالها

وأخلقها بالرشد قد عدمت رشدا


هل هذا يعني أن أهلك ظلموك وجاروا عليك ...؟

نعم


وظلم ذوي القربى أشد مضاضة

على المرء من وقع الحسام المهند



لكن فى أيام حكمك ساندوك وانت قربتهم إليك ...؟


ما كان أنصاري من الناس ناصري

ولا كل أعضادي من الناس عاضدي

وهل أنا مسرور بقرب أقاربي

إذا كان لي منهم قلوب الأباعد

واتخذت أقارب لغوثي

ولكنهم أصبحوا كالعقارب



ما هو اتقصير من جانب أهلك ...؟


إذا قمت أبني في حماهم معقلاً

من المجد راحوا يسرعون له هدما

بنيت لهم مجداً مشيَّداً بالسيف

فلما تنامى مجدهم هدموا مجدي



هل أنت عضبان من أهلك وشعبك و سعيد من الدمار الحاصل لهم ...؟


لا لا


ولا أحمل الحقد القديم عليهم

فليس رئيس القوم من يحمل الحقدا

ولا يحمل الحقد من تعلو به الرتب

ولا ينال العلى من طبعه الغضب



أصبحت لكثير من الناس نسياً منسيا ...؟

نعم و لكن


سيذكرني قومي إذا جدَّ جدهم

وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

فياليت الدهر يدني احبتي إليَّ

كما يدني إلىَّ مصائبي



رأيك في الأميركان الخلعوك و جرحوا سمعتك ...؟

هم


قوم يرون ركوب العار مكرمة

ويدخلون من العوراء في حلل

لا يتقون من الفحشاء وصمتها

ولا يغارون من تغزال ذي كحل



بعض الملوك العرب في حالة صمت تام ماذا تقول لهم ...؟


بالله أدعوكم إذا ضمكم سمر

وخضتموا في أحاديث وأخبار

وجاء مطربكم و الكأس دائرة

في كف أحور يجلي إليه البار

إن تذكروني وتحسوها على نخب

على أشاطركم بعض السمار



ماذا تقول لاى ملك عربي على صلة تامة بأعدائك ...؟


احذر مقاربة اللئام فإنه ينبيك

عنهم في الأمور مجرِّب

قوم إذا أيسرت كانوا اخوة

وإذا تدنيت تفرقوا أو تجنبوا

واصبر على ريب الزمان فإنه

بالصبر تدرك كل ما تتطلب



رسالة للقاضي الذى حكم عليك بالإعدام ...؟


مالي أرى الصدق أصبح سبة فينا

وخير الناس شيخاً أوهما

عجباً أرى المقدام أصبح مذنباً يقصى

وذا الوجهين أضحى مكرما



وصية مجرِّب للطلباني ...؟



لا تفرحن بنعمة إن الزمان له انقلاب

إن الزمان محكم ساوى الأسود مع الذئاب

وقضى على الملك العظيم

من السرير إلى التراب

دع الرئاسة قد مضى

عهد الرئيس فلا مآب



ماذا تقول للشعوب العربية ...؟


يا بني قومي أفيقوا

أما خلقتم لتكونوا غنماً

ليتني أعرف ما أخركم

سادة كنتم فصرتم خدما



في مجزرة ألان في بيت حانون ماذا سيفعل العرب ...؟

لا شئ


أنا منذ خمسين عاماً أراقب حال العرب

وهم يرعدون ولا يمطرون

وهم يدخلون الحروب ولا يخرجون



ليه مش مكن يعملوا قمة عربية طارئة لي قضيتك و قضيتهم ...؟

ما خلاص


انقلب الدهر وانكسر المرق بتمامه

والصقر الكبير يزعق وخاطفاه حمامة

والتمساح غرق و احتاجلو لي عوامة

و أنا شفت الأسد يجري وراه نعامة



ما تقول كدا ياخ لسه الدنيا فيها ناس خيرين ...؟

أنا


أرسل العين على الخلق فلا ألقى الكراما

أترى الناس قساوة كلهم صاروا لئاما

ام كرام القوم ماتوا فأخذ الضعف استضاما



مع السلامة ومع نهاية كلماتي


بكى الشاعر الباكي يفرج كربه

وما أبلغ التعبير بالعبرات

و لم يبك عن ضعف

و إنما بكاؤه حنين إلى مجد