اين هو صدام ؟!!

بعد إسقاط تمثال الطاغية وسط بغداد في 9/4/2003 وانهيار نظامه، طلع علينا الحلفاء بقصص عديدة حول مصير صدام، تارة بأنه قد مات في القصف الجوي وانهم يقارنون الـDNA، و أخرى بأنه قد هرب خارج العراق ومرة بأنه قد يتواجد في الأنفاق أ والصحراء ، كما وضعوا مكافأة مالية لمن يدل عليه أو يقبض عليه حيا أو ميتا وكان آخرها 25 مليون دولار، وبعد إعلان هذه المكافأة المغرية بيوم واحد أذاعت فضائية الجزيرة رسالة صوتية لصدام يدعو فيها إلى الكفاح والجهاد والتكاتف ضد قوات الاحتلال ! وعلينا أن لا ننسى بأن صدام لم يتطرق أبدا في أي من رسائله الصوتية إلى قصص الخيانة التي تناولتها وسائل الإعلام عن معركة بغداد!

لقد ضيعوا الحقيقة، إلا أن هناك تفسيرات وتحليلات عديدة حول ما يجري فعلا حول قصة صدام ومنها:_

1. لغرض جذب انتباه الرأي العام الأمريكي والبريطاني إلى هذا الموضوع بدل الاهتمام بأسلحة الدمار الشامل وعلاقتها في تبرير إعلان الحرب.

2. لغرض التستر على ارتباطه مع الصهيونية، وهكذا يجعلون منه شخصية وطنية، رغم أن قواته لم تقاوم في بغداد بقدر مقاومتها في أم قصر.

3. لغرض تأكيد كون الأعمال المسلحة ضد قوات التحالف بأنها صدامية المنشأ والتوجه والقيادة وبالتالي يتقبل ويساعد الفرد العراقي الإجراءات العسكرية في مواجهتها.

4. لغرض دفع المواطن العراقي نحو الرضوخ التام للأمر الواقع وقبول الاحتلال بكافة تفاصيله وأهدافه باعتباره أفضل من العودة إلى عهد الطاغية .

5. لغرض إيجاد المبرر في بقاء الاحتلال للفترة التي تتطلبها مكافحة صدام وزمرته دون تحديد هذه الفترة الزمنية.

6. لغرض تهيئة الأذهان والأجواء لقبول تقسيم العراق إلى ثلاثة دول أو اكثر ، عندما يحين الوقت المناسب ليعلن فيه الحلفاء بان عملية البحث عن صدام و زمرته قد وصلت إلى طريق مسدود مما يجعلهم مضطرين إلى سحب قواتهم من المنطقة الوسطى فقط.

7. لغرض حسم موضوعه بعد فترة قد لا تطول كثيرا وذلك بالعثور على جثة بديل لصدام، وينسى الناس أمره، وهكذا يتم إنقاذ صدام الحقيقي ليعيش في مكان آمن.

تلك هي الاحتمالات من وراء المكافأة المالية المغرية لرأس المجرم صدام ورسالته الصوتية التي أعقبتها. إن الزمن هو الكفيل بظهور الحقيقة حول ما يجري في عراقنا الحبيب الذي كتب عليه الشقاء والمآسي والدمار والمصير المجهول.

محمد القيسي(صحفي)

تموز/ يوليو 2003