لماذا يخاف الاميركان من ظهور ابراهيم الجديد في العراق؟ أرسل لصديق
20 / 11 / 2006
لماذا يخاف الاميركان من ظهور ابراهيم الجديد في العراق؟
بقلم:جهاد العيدان

العراق نقطة الالتقاء ونقطة الافتراق في آن واحد للسياسة الاميركية في المنطقة فهو يمثل مرتكز الالتقاء من خلال محاولة الاقتراب من قواعدها في انجرليك وقطر والبحرين والكويت وحتى آسيا الوسطى وخصوصا من قاعدتها الأهم والأكثر مصيرية ألا وهو الكيان الصهيوني .
بمعنى ان وجود امريكا العسكري او الفيزياوي في المنطقة انما هو نقطة التقاء مع مصير الوجود الصهيوني في هذه المنطقة الحيوية والاسترتيجية في العالم وان سبب وجود هذه القوات اساسا ليس من اجل النفط كما يقولون فصدام وهب النفط لامريكا وكل ثروات العراق مقابل بقائه في السلطة وايجاد نظام الوراثه ليتنقل الى ولده عدي.
وليس من أجل ايجاد قواعد في العراق فهي قادرة كذلك على الاتفاق مع صدام ومع الاكراد في العراق لايجاد هذه القواعد كما ان منظومة قواعدها في المنطقة تكفيها من البحث او محاولة ايجاد قواعد أخرى.
كما ان وجود صدام كان يؤمّن لها بؤرة توتر حقيقيه في العالم حيث كان يمثل دائما نقطة صِدام مع الدول المجاورة ويخيف الدول العربية الخليجية(بعبع) ويمكن استخدامه وتحريكه ضد ايران في اي وقت يشاء او يطلب الامريكيون...
اذن كان الخطأ الاستراتيجي القاتل لامريكا يتمثل في ازاحة نظام صدام الذي فرضت عليه خطوط الطول والعرض وفرضت عليه حصار دولي وفرضت عليه نظام النفط مقابل الغذاء والدواء ونظام التفتيش الدولي مما يعني ان كل شئ كان بيد امريكا مع وجود صدام فصدام في تلك الحالة كان اشبه ما يكون بحاله سليمان (ع)عندما كان ميتا ولكنه كان متكأ على عصا نخرة ومع ذلك لم يجرؤ احد على الاقترلب منه ؟؟؟..
لكن السؤال المطروح لماذا عمدت امريكا الى اسقاطه واحتلال العراق رغم ان العراق كان محتلا بالاساس ولكن بالصورة التي توفر لامريكا ادوات تحريكية اكثر اداء واكثر فاعلية؟؟...
ولماذا جاء هذا القرار الذي كلّف امريكا الكثير الكثير وها هو يتفاعل اليوم حتى في داخل الولايات المتحدة ذاتها ليفرز معادلات ربما ستؤدي بامريكا الى حافات الهاوية.
الكثيرون استغربوا وتساؤلوا عن السر خصوصا الذين يدركون ان صداما خدم امريكا ومصالحها واستراتيجياتها في المنطقة اكثر من اي حاكم آخر واكثر من الصهاينة..
هل فعلا يخطط الامريكان لشرق أوسط جديد خال من صدام ومن تراكمات التاريخ وحقائق الجغرافيا؟ هل كان الامريكان يراهنون على زعامات جديدة في يافطات ديمقراطية؟
ام ان امريكا تنتظر وعدا لاهوتيا معينا!!!
الكثيرون تساؤلوا والكثيرون حللوا والكثيرون كتبوا حتى ان هنري كسينجر وزير الخارجية الامريكي الاسبق ومنظر السياسات الامريكية طرح تساؤلات حول هذا الاتجاه السياسي الامريكي الذي وصفه بالغريب في احدى كتاباته والذي مثلّه بالقطارالذي خرج عن سكة الحديد الاصلية او الطبيعية؟
بل ان بعض الكتاب رأوا في الاتجاهات الاخيرة لواشنطن محاولة انتحار مسبقة الاصرار وباهظة التكاليف..
وهذا يعني ان الساسة الامريكيين فكروا بعقول هي غير عقولهم وبطريقة تبدو وكأنها خارج الاطر السياسية المرسومة لها ....... واذا كانت هناك رسالة معينة من هذه التحركات او الانغماس في الوحل العراقي واسقاط الصنم الاطوع لهم في المنطقة فهي كانت –ولاشك- للحكام العرب جميعا وبدون استثناء حيث وجدناهم اطوع لامريكا حتى من رعاياها لدرجة انهم لم ينبسوا ببنت شفة لما يحدث داخل فلسطين من جرائم صهيونية يندى لها جبين الانسانية وحتى ان معمر القذافي قدم تعويضات لسقوط الطائرات المدنية الامريكية والبريطانية والفرنسية بسبب او بدون سبب.
المهم هو استرضاء واشنطن والابتعاد عن شرر غضبها ولعناتها.. وبتعبير اخر هو ان واشنطن حققت هذا المكسب الذي يعتبر هو
المكسب العلني والفريد من نوعه واذا كانت امريكا خسرت مصداقيتها في فشلها في تطبيق الديمقراطية في العراق الا انها كسبت قدرتها السحرية بالسيطرة على النظام العربي الرسمي واخضاعه للدرجة التي جعلته ابكماً وأصماً تجاه كل قضاياه المصيرية ...
ولكن ومع هذا الاستثناء الوحيد هل كان ثمة سبب معين وراء هذه الخطوة الامريكية التي يقال بان رامسفيلد وتشيني من وراءها ويقال ايضا بان جماعة (اللاهوتي- البيض )هم من خططوا ورسموا هذا التحرك على اساس وجود نص تلمودي يعيّن ظهور السيد المسيح ما بين عامي 2005 و2010 وهذا الظهور حسب قولهم لايكون الا بتمدد اسرائيل واتساعها لتشمل منطقة الشرق الأوسط برمتها كما ان بعض النصوص تشير الى خروج ابراهيم جديد من العراق على غرار ما جرى لنبينا ابراهيم (ع) الذي خرج من بابل العراقية ليذهب الى فلسطين والى الجزيرة العربية ولتشرق من سلالته وذريته تلك الشجرة النبويه الشريفة التي اضاءت العالم المظلم آنذاك وانقذته من جاهليته البغيضة....
اذن هناك نصّان كان يراودان الفكر اللاهوتي للمحافظين الجدد او اللاهوتين البيض الذين ارادوا استباق الاحداث لقطع الطريق امام ما يعتقدون انه سيخرج من العراق فهم ارادوا تحديد ورسم خطوط التمدد الصهيوني حتى افغانستان وكانت خطوتهم المتمثلة باحتلال افغانستان هي المعلم الاساسي على محاولة تحقيق تلك النبوءة الاولى..
اما الاتجاه نحو العراق واحتلاله واسقاط رجلهم العتيد صدام حسين فكانت لقطع الطريق على تحقيق النبوءة الثانية ومحاولة الحيلولة دون خروج (الابراهيم الجديد) ودون الحيلولة دون قيام هلال خصيب جديد يكون نواة للوحدة العربية ولتحرير فلسطين ولتحرير الانسان العربي المكبل بقيود وسلاسل ومعتقلات لا أول ولا آخرها...
واليوم وبعد انكشاف الخطأ القاتل باحتلال العراق سقط اللاهوت الامريكي الابيض في انتخابات الكونغرس الامريكي جاء العلمانيون البيض هذه المرة الذين يحملون مصالح اسرائيلية ايضا ولكن عبر بوابات احتواء نقاط التفجير وعبر اتباع نصائح الساسة الصهاينة الذين يؤكدون ان قطع الطريق امام ظهور ابراهيم الجديد يكمن في تقسيم العراق وتحويله الى كانتونات تتقاتل فيما بينها وتنشغل بالوضع الداخلي وهذا الأمر هو الذي سيعطي قوة لعوامل ظهور السيد المسيح من جديد الذي يعني استعلاء للدور وللوجود الصهيوني في المنطقة حسب رؤيتهم هذه .
وهذا الأمر هو ما بات يلوح في الافق مع صعود هؤلاء الى سدة الحكم الامريكي وان مسلسلا جديدا من التجارب السياسية والعسكرية ستطبق في المنطقة والمهم من كل ذلك هو المصلحة الصهيونية ، وهو الحفاظ على وجود هذا الكيان لان تجربة لبنان وفشل الصهاينة في تحقيق حلمهم اللاهوتي ذلك هو الذي دفعهم للانكفاء مجددا ولكن مع اعطاء الضوء الاخضر للعلمانيين البيض بالصعود في الكونغرس خاصة وان هناك نصا توراتيا آخر يقول ان موت آخر ملوك اسرائيل هو شهادة وفاة لكيان اسرائيل الذي سيقوم في مرحلة ثانية على وجود ومصير شعب فلسطين المظطهد والمظلوم وهذا ما يفسر ان اسرائيل تحاول ابقاء شارون حيا حتى ولو عبر الحالة السريرية التي هو عليها اليوم لان موته هذا يعني هذه المرة موتا لاسرائيل ولوجودها وللمخططات الغربية في المنطقة ومن هنا فالمطلوب الان هو عملية تسريع لكل عوامل التغيير في العالم واشعال كل الحرائق واثارة كل اشكال الفتنة هنا وهناك من اجل الحيلولة دون حصول هذا الامر وهذا ما نراه في الجنون الاسرائيلي في غزة وفي الضفة حيث تسعى اسرائيل الى اضعاف الدائرة الاقرب اليهم وتدميرها بشكل منهجي ومتواصل لابعاد الوقت المحدد لوفاتهم
التي ارتبطت هذه المرة باعلان وفاة الملك شارون وخوفا من قدوم المنقذ العراقي هذه المرة.