جيران العراق العرب يجتمعون ويخشون انتشار الفوضى
(صوت العراق) - 05-12-2006
ارسل هذا الموضوع لصديق
جيران العراق العرب يجتمعون ويخشون انتشار الفوضى
القاهرة (رويترز) - اجتمع وزراء خارجية الدول العربية المجاورة للعراق في القاهرة يوم الثلاثاء ينتابهم الفزع ازاء خطر انتشار الفوضى عبر الحدود غير أنهم يواجهون نفس المشكلات التي تواجهها الولايات المتحدة في التوصل الى سياسات يمكن أن تجدي نفعا بشأن العراق.
يقول دبلوماسيون ان نفوذ دول عربية مثل مصر والاردن والسعودية على بغداد ضئيل كما لم تحدث أثرا يذكر محاولاتها دفع الادارة الامريكية الى تغيير سياستها بشكل جذري.
والاجتماع الذي استمر يوما واحدا في مقر جامعة الدول العربية هو اجتماع للجنة العراق المنبثقة عن الجامعة وتضم ممثلين عن الجزائر والبحرين ومصر والعراق والاردن والكويت والسعودية والسودان وسوريا ودولة الامارات العربية المتحدة.
وطالب الوزراء في بيان عقب الاجتماع الحكومة العراقية بحل الميليشيات فورا والاسراع ببناء قوات الجيش والشرطة. لكنهم لم يقدموا اسهاما عمليا في وقف العنف في العراق.
وباستثناء سوريا فإن الحكومات الاقرب الى المناقشات هي حكومات يقودها سنة يخشون من النفوذ المتنامي لايران وحلفائها الشيعة في العراق.
وقال عريب الرنتاوي رئيس مركز القدس للدراسات السياسية في عمان ان النفوذ الايراني في العراق يجمع الحكومات العربية المحافظة في تحالف غير رسمي.
وأضاف أن اقامة هذا التحالف جزء من الاستراتيجية الامريكية لمواجهة النفوذ الايراني المتنامي في المنطقة الذي تنبهوا له عقب الحرب بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله المدعوم من ايران خلال شهري يوليو تموز وأغسطس اب الماضيين.
وقال مسؤول باحدى دول الخليج العربية طلب عدم الكشف عن اسمه ان الرياض تشعر بقلق عميق من أن السياسة الامريكية في العراق أصبحت تفتقد التجانس وتفتقر الى التوجه.
يقول محللون ان القمة بين الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاسبوع الماضي بعمان لم تتمخض عن قرارات مهمة يمكن ان تضع حدا للعنف.
وقال المسؤول الخليجي "انهم مرتبكون حقا.. أمامهم الكثير للغاية من الجهد.. ثمة حاجة الى خطة شاملة."
وقال دبلوماسي ان الزيارة التي لم تكن متوقعة التي قام بها نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني للسعودية أواخر الشهر الماضي جاءت بناء على طلب من الحكومة السعودية التي أرادت التعبير عن قلقها من أن السياسة الامريكية بشأن العراق وبشأن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني تفتقر الى هدف محدد.
كما أظهر الملك عبد الله ملك الاردن مؤشرات على قلقه العميق بشأن التطورات غير المتوقعة.
وقال الملك عبد الله خلال مقابلة ان المنطقة تتعامل مع احتمال قوي باندلاع ثلاث حروب أهلية في ان واحد سواء بين الفلسطينيين أو في لبنان أو في العراق.
وأضاف الملك عبد الله أنه حان الوقت لاتخاذ خطوة قوية حقيقية الى الامام في اطار المجتمع الدولي والتأكد من تجنيب الشرق الاوسط أزمة هائلة يخشاها الاردن ويرى امكانية حدوثها في عام 2007.
وشاركت الحكومة المصرية خلال الايام الاخيرة في سلسلة من الانشطة الدبلوماسية المرتبطة بالعراق ولبنان غير أنها لم تطرح بعد مقترحات جديدة.
كما أجرى الرئيس المصري حسني مبارك يوم الثلاثاء محادثات مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل.
وقال متحدث رسمي مصري ان الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي سيزوران القاهرة قريبا.
ورغم أن كثيرا من الحكومات تلقي باللوم على الولايات المتحدة بشكل غير معلن الا أنها تتطلع في الوقت نفسه الى واشنطن لايجاد حلول.
ويضغط الاردن باتجاه استحداث سياسات أكثر شمولا بشأن الافراد داخل الجيش العراقي لاستمالة المزيد من ضباط الجيش السابقين من الساخطين الذين يشكلون العمود الفقري للمسلحين.
ويقول مسؤولون أردنيون ان ذلك يمكن أن يسهم في اضعاف نفوذ الميليشيات الشيعية المدعومة من ايران.
وتكمن مخاوف في أن الفوضى في العراق ستزيد من النزوح الجماعي للاجئين العراقيين الى البلدان العربية المجاورة. واستقبلت كل من الاردن وسوريا مئات الالاف من العراقيين.
من جوناثان رايت
(شارك في التغطية سليمان الخالدي في عمان وأندرو هاموند في الرياض)