تعلن في اعياد الميلاد
استراتيجية اميركية جديدة تعتمد ثلاثة خيارات متلازمة في العراق
واشنطن – الملف برس
ليس امام الرئيس الاميركي سوى الاسبوعين المقبلين ليجد مخرجاً ( مشرفا) له في الاقل للخلاص من المأزق العراقي الذي اعاد الى الذاكرة الجمعية ( لحظة فيتنام)، هكذا يمكن وصف حالة الرئيس بوش هذه الايام.
واذ تتصاعد الضغوط لتغيير طبيعة المهمة في العراق ، فان الادارة الاميركية تتلمس الطريق لاستراتيجية جديدة قابلة للحياة بالنسبة للرئيس ليعلنها في اعياد الميلاد في اطار التروي الان الذي يرتكز الان على ثلاثة خيارات رئيسية لاعادة تعريف الارتباط السياسي والعسكري الاميركي.
وبحسب مصادر مقربة الدائرة القريبة من الرئيس تحدثت لـ ( الملف برس) شرط عدم ذكرها، فان البدائل الاساسية تتضمن تدفق 15000-30000 جندي لفترة قصيرة الامد لتأمين بغداد وتسريع تدريب القوات العراقية، واعادة توجيه القوات الاميركية بعيدا عن الاشتباكات الداخلية للتركيز بشكل رئيسي على اصطياد الارهابيين المصطفين مع القاعدة ، والثالثة هي في تركيز الاهتمام السياسي في دعم الاغلبية الشيعية والتخلي عن الجهود الاميركية للامتداد الى المتمردين السنة.
ويتحرك بوش ومستشاريه بسرعة لاستكمال مراجعة البدائل الجديدة والتوصل الى الصيغة مرضية في الاسبوعين المقبلين، لكن بعض القريبين من العمليات، قالوا ان الهدف الاساسي يبدو اضافة بدائل الى الخطة التي قدمتها لجنة بيكر، غير ان البيت الابيض انكر نيته في ملامسة تقرير بيكر وقال بان هذه التوصيات يتم اعتبارها الى جانب التوصيات الداخلية.
ويبدو جدول بوش حافلاً اذ سيكرس معظم الاسبوع المقبل لمراجعة الموقف في العراق ، سيزور وزارة الخارجية اليوم الاثنين للتشاور مع فريق السياسة الخارجية، وبعد ذلك سيستضيف خبراء مستقلين في شؤون العراق، وفي اليوم التالي سيعقد اجتماعا عن طريق الفديو مع القادة العسكريين الاميركيين والسفير الاميركي في العراق زلماي خليلزاد ويذهب الى البنتاغون يوم الاربعاء للمزيد من التشاور.
وربما تقود مراجعة البيت الابيض الشاملة التي تتضمن وزارة الخارجية ومجلس الامن القومي والمخابرات الاميركية والبنتاغون ، الى توجيه بوش خطاب قبل اعياد الميلاد المقبلة.
واذا كانت احدى الخيارات يتضمن تدفقا جديدا للقوات الاميركية، لكن ليس هناك اتفاق على توصيف مهمة القوات الجديدة في العراق، سيما مع تزايد المطالبات داخل الادارة الاميركية بنقل مسؤولية المشاكل العراقية الى العراقيين انفسهم، وهو ما يعكس ، التعب والاحباط والرغبة الكبيرة في التحرر من العراق، بحسب المصادر ذاتها. ودللوا على ذلك بقول وزيرة الخارجية رايس:" لااحد منا يرى الموقف في العراق ايجابيا ، وكلنا نراه صعب تماما ".
وتقول المصادر الاميركية القريبة ان الخيار الاول يهدف لتسريع تدريب القوات العراقية والمساعدة في تأمين بغداد قبل تسليم المهمة للعراقيين، لاثبات امكانات القوات العراقية ، حتى تستطيع الولايات المتحدة البدء بانسحاب سريع .
وتضيف ان الخيار الثاني هو " خيار القاعدة "والتي ستحول المهمة الاميركية للتركيز على محاربة الارهابيين والتوقف عن الجوانب المحلية المتعددة للنزاع ، اذ ستجلس الولايات المتحدة المقعد الخلفي في النزاع الشيعي السني ، وبدلا من ذلك تركز على اصطياد عمليات القاعدة ، كما تقول المصادر .
وهذا الخيار يمكن ان يعني تحولا في طريقة العمليات ضد مدينة الصدر في بغداد، او من الجهود لوقف السيارات المفخخة والهجمات الطائفية، اذ ان الادارة الاميركية توصلت اخيراً الى حقيقة مفادها ( انها لاتستطيع لامنع ولا التدخل في الحرب الطائفية العراقية التي بدأت تحل محل عمليات المتمردين السنة والقاعدة كليهما) ،طبقاً للمصادر، التي أضافت ان الخيارين العسكريين ليسا مرتبطين بالضرورة، فالبعض من مصدر القوة يناقش اللجوء اليهما معا ، في حين يدعم الاخرون خيار القاعدة ولكن ليس التدفق العسكري الجديد.
لكن المصادر اشارت الى ان الادارة تركز حالياً وبشكل متزايد على متغير " الميل الى الشيعة " أو " حل ال 80% " الذي سيمهد السبيل لترك المركز السياسي للعراق وتسليم المسؤولية بشكل فعال الى الاحزاب الشيعية والكردية التي حازت على 80 % من نتائج الانتخابات قبل سنة مضت.
وقالت ان اكثر المتحمسين لحل 80 % هو مكتب نائب الرئيس ديك تشيني، في ظل مفاهيم الحقائق على الارض والارتباط التاريخي للولايات المتحدة مع الشيعة.
وكشفت المصادر عن ان تشيني جادل هذا الاسبوع بان الولايات المتحدة يجب ان لا ترى مرة اخرى وهي تتخلى عن الشيعة، وهم الاغلبية في العراق، في اشارة الى تخلي بوش الاب عن الشيعة بعد دعوتهم عام 1991 للانتفاضة ضد صدام حسين والتي ادت الى قتل الالاف منهم
الكاتب:
الملف برس
تأريخ أضافة ألخبر
المصدر:
الملف برس
11 - 12 - 06