ليس انتقاصا من أحد عنوان هذا الموضوع .. ولا استعلاء على أحد .. ولكن الشيعة تعلموا ان يستسلموا لعواطفهم دون عقولهم خاصة .. إن تدخلت عمامة في وسط المعمعة .. أو حين يدق الطبل والبوق بطوط طوط حيددددددددددددددددددر ..
في كل يوم مائة شهيد على الأقل .. ولو حسبناها على طريقة المجرم حارث الضاري في تصريحه لقناة الجزيرة عن الاربعين الف الذين قتلوا في ظل حكومة الجعفري الطائفية .. والحبل على الجرار ..
أدلة لا تقبل الدحض تقول بأن قوات الاحتلال تستخدم مع الارهاب سياسة الباب الدوار .. القوات العراقية تلقي القبض على الارهابيين .. قوات الاحتلال تخرجهم الى الشوارع .. لماذا لأن العراق كما يريده بوش هو ساحة مواجهة الإرهاب الاولى في العالم .. كيف يكون العراق ساحة جذب للإرهابيين مالم يكن هناك ارهابيون يستقطبون الارهابيين من خارج العراق .. عملية سامراء الأخيرة والتي انتهت نهاية صامتة خلافا لبدايتها المدوية والتي قيل إنها اضخم عملية منذ احتلال العراق لم تكن الا غطاء لصرف الإنتباه عن إفشال عملية أخرى للقوات العراقية لتوجيه ضربة محكمة للارهاب في ريف بعقوبة والمدائن والنهروان .. في هذه الشبكة قلنا قبل فترة من الزمن ان هناك اتفاقا ضمنيا بين قوات الاحتلال وقوى الارهاب البعثي الوهابي مفاده لا تضربوا القوات الامريكية وانتم أحرار في ذبح الشيعة بالمفرد والجملة وبالطريقة التي ترونها .. بالأمس اعلن السفير الامريكي ابو عمر أن الاتصالات بين قوات الاحتلال وقوى الارهاب خفضت عدد الهجمات التي تتعرض لها قوات الاحتلال .. الإرهاب في العراق يجب ان يستمر بقرار امريكي .. والإرهاب سني من حيث هويته الطائفية .. ولابد ان يكون هناك ضحايا لهذا الإرهاب وهم حكما شيعة .. إذا ستنزفون دما بدون توقف .. وليس عليكم سوى ان تحصوا قتلاكم في كل يوم .. ثم عدد قتلاكم في الشهر وفي الحول .. ولن يسمح لكم بالقضاء على الارهاب أو إضعافه .. مادامت هناك قوات إحتلال في البلاد ..
إتحد الشيعة في إئتلاف .. رشحوا .. فازوا .. خلافا لكل دول العالم في العراق وحده اعلان نتائج الانتخابات يستغرق شهرين قمريين .. كل هذا حتى يستطيع زلماي زاد إخراج التركيبة الانتخابية وفقا لما تشتهيه مخططات المحتلين .. إئتلاف فائز هذا بحكم الواقع العراقي .. لكنه لا يملك الأغلبية بحيث يشكل الحكومة او يستغني عن الكتل الأخرى .. ووسط اللغط والضجيج المدار من قبل السفارة الامريكية عن تزوير الانتخابات .. جرى تزوير الانتخابات حقا حتى يكون الإئتلاف بلا جناحين .. وهذا ما كان ..
كل الأطراف التي شاركت في الانتخابات .. وفازت لها برامج وجداول أعمال وأهداف عامة تريد تحقيقها وتتفانى من أجلها الا الإئتلاف .. الكردي يعمل من أجل الأكراد .. والسني يبذل كل جهده من أجل السنة .. والشيعي يستخدم الشيعة من أجل مكاسبه الشخصية والحزبية .. وليمت كل يوم مائة شيعي فسيضيف الى رصيد اللطم والمتاجرة دماء جديدة .. وكأنه لا تكفي كل الجهود التي تتكالب على الشيعة اليوم وتحاول سحقهم أكثر من إضعافهم فيضيف اليها الإئتلافيون جهدا ..
كل الكتل الأخرى متراصة .. متماسكة .. تتحرك نحو هدف واحد بما في ذلك كتلة إياد علاوي التي تشبه ثوبا تم ترقيع كل شبر منه بخرقة تختلف عن الأخرى .. الا الإئتلاف العتيد يحفر كل طرف فيه قبرا للطرف الآخر .. ولأنهم يتحركون بإسم الشيعة فالحفرة التي يحفرها الإئتلافي للآخر يقبر فيها ما لا يعد ولا يحصى من الشيعة .. ولسنا هنا في صدد البحث عن الاسباب والعوامل فتلك مهمة قد لا نستطيعها او تحتاج الى بحث طويل ..
في جبهة التوافق ثلاثة أطراف ومن أصول سياسية مختلفة .. هل رأيتم منافسة بين طرف وآخر .. هل سمعتم تفاوتا بين موقف هذا او ذاك منهم .. هل لمستم تنافسا بينهم ..
في الإئتلاف تعاركوا وتشاجروا وخجلونا امام العالم .. وجر كل واحد منهم ثياب الآخر على مرأى ومسمع كل الدنيا .. ثم حينما اتفقوا على آلية لتقديم مرشحهم قدموه الى الآخرين ضعيفا نجح بفارق صوت واحد وكان يمكنهم ان يجروا التصويت سرا وبدون علم احد .. ثم يقدمون الفائز على أنه مرشح الإئتلاف الذي يدعمه ويقف وراءه الإئتلاف بكل قوته .. ويحافظ الإئتلافيون على شرف اتفاقاتهم وتحالفهم .. فكان ذلك أول الهون كما قال سعد بن عبادة ..
ومن أول لحظة اعلن فيها الإئتلاف مرشحه بدأ التآمر وعلى قدم وساق وخاصة بين مجلس آل الحكيم والأكراد .. الى ان وصل الأمر الى مرحلة العلن وبات المجلسيون يحاولون بكل طريقة إسقاط مرشح الإئتلاف اكثر من اي طرف آخر ..
هل كان أحد من الامريكان والأكراد والسنة يجرؤ على المناداة بإقصاء الجعفري لولا ما لمسوه من تآمر الإئتلافيين عليه .. وبيد الإئتلاف اوراق قوية يستطيع بها ان يواجه جميع الاطراف .. الموقف من الرئاسات الأخرى .. رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب .. ويستطيع الإئتلاف لو اراد ان يرسل الجحش الكردي مخفورا الى مقره في السليمانية لينشعل بمسعود البارزاني وينشغل به البارزاني .. وينشغلا معا عن تخريب العراق وتدميره ..
ويستطيع الائتلاف لو أراد ان يجر زلماي زاد من أذنه .. وذلك بتعطيل العملية السياسية كلها .. وهذه اكبر كارثة للإدارة الامريكية التي تخشى ان يلاحقها الفشل في العراق الى واشنطن وهي على ابواب انتخابات حاسمة في الربع الأخير من هذه السنة حيث يواجه بوش وإدارته ضغوطا داخلية كبيرة يحاول ان يتلافى تأثيرها بإدعاء نجاح في العراق ..
ويستطيع الإئتلاف ان يقف الموقف الصحيح بالدعوة الى انهاء تدخل قوات الاحتلال في الشأن العراقي .. ومطالبة القوى الدولية لتشكيل قوات دولية تحل محل قوات الاحتلال وتكون بإمرة الحكومة العراقية لا فوقها .. ويستطيع .. ويستطيع .. لكن الروح الحزبية الضيقة .. والدسائس الرخيصة وطموحات الزعامة الشرهة تتاجر بدماء الشيعة .. وتدفعهم الى دفع المزيد من الضحايا والتضحيات .. بينما يجني الآخرون الثمار .. ويعقدون الصفقات .. بل ويتقدمون في انتزاع ما انتزع منهم ليبقى للشيعة اللطم .. وإحصاء الضحايا ..