حزب الدعوة الاسلامية حزب عريق أصيل .. هو الحزب تضحيات الأول في العراق بلا منازع .. حزب أسسه الصدر الشهيد ذلك العملاق في الفكر والاخلاص والفقه وفي كل شيء .. حزب الدعوة أمل الأمة كما أوصى الصدر الشهيد الأمة بهذه الحركة خيرا .. حزب الدعوة لم يقع في فخ المخابرات الايرانية ودفع الضرائب تلو الضرائب حتى شقته المخابرات الايرانية لأكثر من مرة بسبب اصراره على استقلالية القرار العراقي في المعارضة العراقية .. حزب الدعوة لم ينجر وراء مؤتمر لندن ولم ينجر وراء المشروع الامريكي طيلة العقد الأخير .. هذا الحزب الذي قدم العلماء شهداء لأجل قضية العراق .. علماء في كافة الاختصاص في الفقه والطب والهندسة وكل العلوم .. الحزب الذي يحظى باحترام الشعب العراقي وعلى كافة اطيافه .. الحزب الذي كان الرقم الأصعب في معادلة القضية العراقية ولربع قرن مضى .. حزب الدعوة الذي لم يستجيب لثلاث دعوات من حكومة الكويت خلال العقد المنصرم لمجرد زيارة للكويت وتنسيق الجهود والدعم .. لم ينجر لذلك مبررا أن لذلك ضريبة وثمن يريدها منا أي طرف أقليمي يساعدنا ! ففي عالم السياسة لا توجد مساعدة ودعم لوجه الله تعالى .. حزب الدعوة الاسلامية بكلمة واحدة يمثل النقاء والصفاء الاسلامي والوطني منذ تأسيسه حتى اليوم .. حيث يقوده وينتمي اليه خيره الكوادر العراقية المؤمنة المخلصة .
كان رافضا للحرب ورافضا للاحتلال ويطالب باسقاط النظام العراقي عن طريق اطراف دولية لا عن طريق الحرب بل عن طريق تفعيل قرارات الامم المتحدة ذات الشأن .. وقد عانى أيضا ما عانى من هذا الموقف الأخير .. نرى حزب الدعوة الاسلامية اليوم ممثلاً بناطقه الرسمي الدكتور السيد ابراهيم الجعفري في المجلس الانتقالي ذات الصلاحيات المحدودة كما اعترف أكثر من عضو مجلس انتقالي اليوم .. ولهذا يأتي السؤال من كل من يثق بهذا الحزب .. لماذا المشاركة اذا لم يكن هذا المجلس مستقلاً بالكامل ؟ واذا كان الجواب أن الأغلبية العظمى - إن لم يكن الجميع - من القوى السياسية العراقية مشاركة في هذا المجلس وانه انطلق من أرض العراق وبعد سقوط النظام فلابد لنا أن نشارك .. نقول يمكن أن لا تعارضوا هذا المجلس وفي الوقت نفسه لا تشاركوا فيه لأنه لا ينسجم وطرحكم الأول والاخير المتمثل باستقلالية القرار العراقي ! .. لا ندري هل هناك ضغوطات من نوع خاص يتعرض لها هذا الحزب لكي يشارك ؟ أم أنها مسايرة ومناورة مؤقتة ! .. فقد عودنا حزب الدعوة الاسلامية طيلة مسيرته بالمواقف الصحيحة والموفقة والدقيقة ولا غرابة نتيجة لخبرة هذا الحزب الطويلة وتحليله العميق للأمور ووضوح أهدافه ومبادئه .. فلماذا هذا الانجرار اليوم ؟!
وهل يتمكن حزب الدعوة من التأثير على الأمور في المجلس الانتقالي بحيث يصب في صالح الشعب العراقي ؟ واذا لم تكن الامور في هذا المجلس على ما يرام هل يُبشر حزب الدعوة جمهوره العراقي المحب والوفي بانسحابه من المجلس الانتقالي كما عودنا في مثل هذه المواقف الشجاعة كما حصل بعد اشتراكه في مؤتمر صلاح الدين بداية التسعينيات فانسحب وأعلن أن مؤتمر صلاح الدين تسيطر على قراراته أمريكا بالكامل ؟
الأسابيع والاشهر القليلة القادمة كفيلة بكل هذه التساؤلات .