أعمال العنف الواقعة في بلادنا والتي تحصد أرواح العشرات يوميا كانت نتيجة حتمية لوقوعها في بلد بُني على تركة نظام مؤسسات دموية وكادر كبير من القتلة والمدربين على احدث الوسائل المتقدمة في العالم تُركوا في لحظة انتصار على قارعة الطريق دون التخطيط في مصيرهم ووجهتهم القادمة حتى وصلنا إلى هذا اليوم الذي يتعاضد فيه قتلة الأمس وإرهابيو اليوم ليزرعوا حدائق الدم ونار الفتنة الطائفية التي ولدت لنا كتائب من القتلة والمجرمين وقطاع الطرق . قد نحتار مستقبلا إذا ما تم لنا النجاة والعبور إلى الضفة الأخرى ، في أمر هؤلاء وأين سنضعهم وقد يتكرر الخطأ القديم من جديد وتبقى جحافل هذه الوحوش الضارية التي تعودت أن ترتزق من دماء الأبرياء وتتاجر بأرواحهم.. لنتوقف كثيرا في دراسة وضع وستقبل من كان إصبعه دائما على الزناد من اجل القتل وإشباع الغرائز دون مبرر . لقد كانت طوابير الأمن الخاص والمخابرات وفدائيو صدام وقائمة طويلة من الذين رهنوا حياتهم فداءاً لأمر القائد الفذ كافيةً لسحق الأبرياء من شعبنا فكيف بنا بطوابير جديدة التحقت في هذا الركب ووجدت نفسها في صفوفهم بحجة الدفاع عن معتقدات جهلوا حقيقتها وحملوا شعارات الدفاع عن الدين والمذهب والطائفة الواحدة ونسوا أو تناسوا في زحمة المنافع الشخصية وحصاد الدم إن عراقنا قد جمعهم بوحدة أرضه وسمائه وما تعرضوا له في ظله من ظلم لم يفرق بينهم ، بلدنا جمع الأقليات والطوائف والأديان السماوية . ونبقى نتساءل إلى أين سيؤول مصير من اعتاد القتل والسلب إذا أصبحت حكومتنا قوية وتملك زمام الأمور بيدها وتستطيع البطش بكل ما من شأنه زعزعة استقرار العراق . . إذن لابد لهؤلاء من مراعاة مصالحهم ومحاربة الحكومة قبل أن يقوى عودها ويشتد ساعدها ولا تُبقي لهم مكان .فمصلحتهم تقتضي أن لا يحدث هذا مستقبلا فعملوا على هدمه من الأساس وقد وحدهم هذا الهدف وان اختلفت أساليبهم في تطبيقه ، توحدوا ضد العراق في الوقت الذي نحن جميعا فيه بحاجة للوحدة ضد المحتل والوحدة من اجل العراق الجديد …