--------------------------------------------------------------------------------
فضائيات زمن الانحطاط - عبد المنعم الاعسم
(صوت العراق) - 24-12-2006
ارسل هذا الموضوع لصديق
اكاد لا اصدق هذا: احدى الفضائيات العراقية تقدم برنامجا يعلم الفتيان “المسلمين” على استخدام السلاح، وفنون تفجير الحافلات والمواقع، وطرق تفخيخ السيارات واستخدام جهاز التحكم والسيطرة، وان هذه الفضائية تحت الحماية وفوق القانون، وقال لي زميل اعلامي يتابع امر هذه الفضائية انها تبث الان بواسطة ستوديو جرى تركيبه في سيارة متنقلة، وان صاحبها حصل على ضمانات البث والاتصال التكنولوجي بالفضاء من دولة عربية لها شأن في السياسات الاقليمة وتلتزم محاربة العنف والارهاب وتحتضن ميثاق الجامعة العربية الذي يحرم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاعضاء، وقال لي هذا الزميل، ان العراقيين ليسوا جمهور هذه القناة الفضائية، فان اكثر مشاهديها هم من الجمهور الخليجي الذي يتبرع يوميا بصبيان يقودون، ويفجرون، السيارات المفخخة في العراق ليتناولوا، بعد ذلك، وجبة غداء في الجنة على مائدة رسول الله، وقال ايضا، ان فتاوي وزعت من مشايخ في الخليج تحضّ على مشاهدة هذه القناة وبخاصة البرامج التي تعلم مهارات تفجير الاسواق والاحياء وطوابير العمال “من اجل تحرير العراق من الاحتلال الاجنبي”.
مقابل ذلك، فان الحرية الوفيرة التي خاطبها يوما الفرنسي الدكتور كيوتين عام 1789 بعينين دامعتين قائلا” آه ايتها الحرية.. كم باسمك ترتكب الجرائم” قد يسّرت لفضائيات اخرى تفيض بالتحزب الطائفي المقيت وتطلق من الفضاء واليه ثقافة عفى عليها الزمن تحيل العراقي الى كائن نائح على حياته واقداره، ولا تتوانى ان تفتح عين الكاميرا على نداءات الانتقام.
يقول لي الزميل الاعلامي: دارت عائلة طبيب استشاري اختطفته جهة مجهولة على فضائيات “زمن الحرية” برجاء نشر نداء انساني الى الخاطفين، فلم يتعاطف معها احد وعادت خائبة، وقد اضطرت الى توزيع الاعلان مكتوبا بخط اليد على المستشفيات وجدران دوائر الشرطة..يقول الاعلان الذي لم تنشره الفضائيات: (نحن عائلة الدكتور... الطبيب الاستشاري في مستشفى... والاستاذ في جامعة... والذي اختطف في ايلول 2006 وتم دفع فدية كبيرة لخاطفيه في اليوم التالي، لكنه لم يعد حتى الان ، ولم نعثر عليه في السجون والطب العدلي، ولنا في الحي القيوم، ثم في الخيرين، امل كبير ان يكون ما يزال حيا، وجزاكم الله عن اطفاله الخمسة خير الجزاء).
قال لي الزميل الذي اثق في روايته بان العائلة المنكودة فاوضت ممثلي الخاطفين، وربما الخاطفين انفسهم، في احد مساجد الله، وانها سلمت الفدية المالية الكبيرة اليهم على سجادة يصطف عليها المصلون ووجههم نحو فاطر السماوات والارض.
نسيت ان اذكر ان الفضائية التي تبث من شاحنة متنقلة اعطت دروسا لمشاهديها الشهر الماضي بعنوان: السبل الناجحة لاختطاف عناصر العدو.
ــــــــــــــــــــــــــــ
..وكلام مفيد
ـــــــــــــــــــــــــــــ
“ لا ورع لسيء الخلق”.
الجاحظ
malasam2@hotmail.com
الاتحاد البغداديه