صدام بقلم كاتب سيرته: دكتاتور عرف ان الهزيمة تعني نهاية حياته
GMT 6:00:00 2006 السبت 30 ديسمبر
بي. بي. سي.



--------------------------------------------------------------------------------




لندن: اهتمت الصحف البريطانية الصادرة اليوم بخبر اعدام صدام وان كان اخبارها تمحورت حول "قرب" موعد الاعدام حالها حال جميع الصحف التي صدرت قبل الاعلان عن موعد اعدام صدام . وفي مقال اخر بعنوان " الدكتاتور الذي عرف ان الهزيمة تعني نهاية حياته" بقلم اندريو كوكبيرن، احد كتبة سيرة حياة صدام حسين، كتب كوكبيرن ان صدام حسين كان نتاج مجتمع يسوده العنف وعلمه ان حكم العراق لن يتم سوى بالخوف. ويسرد كوكبيرن سيرة حياة صدام ويشير الى مختلف مراحل حياته ومنها الفترة التي امضاها صدام في مصر عام 1963 قبل الانقلاب ضد حكم عبد الكريم قاسم حيث تعتبر فترة مجهولة في حياته.

ويشير الكاتب الى احتمال ان تكون الولايات المتحدة الامريكية قد اقامت علاقة مع صدام عن طريق وكالة المخابرات المركزية الاميركية خلال هذه الفترة ويشير الكاتب الى مقولة احد كبار مسؤولي الانقلاب وهو على صالح السعدي الذي قال انهم "وصلوا الى سدة الحكم في العراق على متن قطار اميركي". وينقل الكاتب عن كبار ضباط المخابرات الامريكية السابقين وصفه لوصول صدام وجماعته الى الحكم عام 1963 بانه "كان نصرا عظيما".

الاندبندنت :ساعات الطاغية الاخيرة
اما صحيفة الاندبندنت فكتبت على صدر صفحاتها الخارجية مقالة تحت عنوان "صدام:الساعات الاخيرة للطاغية" بقلم الطاتب باتريك كوكبيرن يتحدث فيها الكاتب عن المراحل الاساسية في حياة صدام حسين وطموحاته واحلامه. ويشير الكاتب الى ان صدام حسين اراد دائما ان يصبح شخصية تاريخية من ناحية الانجازات واراد ان ينظر اليه كما ينظر الى كل من الملك الاكادي صارغون والاشوري نبوخذ نصر والقائد الاسلامي صلاح الدين الايوبي. لكن الكاتب يشير الى ان وصول صدام حسين الى الحكم في العراق قد جلب معه الويلات على العراق. كان العراق يملك النفط والمال والادارة الجيدة وشعبا متعلما لدى وصوله الى الحكم لكنه ترك العراق مدمرا بعد حربين مدمرتين ولا يبدو ان ويلات العراق ستنتهي قريبا.

فيسك : الدكتاتور الذي صنعته اميركا ودمرته

اما الكاتب روبيرت فيسك فكتب في ذات الصحيفة مقالا بعنوان "الدكتاتور الذي صنعته اميركا ودمرته" اشار فيه الى ان الملايين من المسلمين والعرب سيطرحون سؤالا لن يجد طريقه الى وسائل الاعلام في الغرب وهو "ماذا عن المذنبين الاخرين؟" يشير فيه الكاتب الى كلا من توني بلير وجورج بوش وغيره من زعماء الدول التي شاركت في غزو العراق عام 2003. ويقول الكاتب ان صدام قد غزا الكويت وايران لكن جورج بوش وتوني بلير ايضا عزا العراق وتسببا ذلك بقتل عشرات الالاف من العراقيين.

ويقول الكاتب ان علينا الا ننسى "هذه الجريمة ونحن نشاهد جثة الدكتاتور". ويضيف الكاتب ان الشيعة والاكراد في العراق وخارجه سيرحبون باعدام صدام حسين لكن الكثيرين من العرب والمسلمون سيتذكرون ان صدام حسين قد اعدم عشية عيد الاضحى. اما صحيفة الجارديان التي نشرت صورة كبيرة لصدام حسين وكتنبت تحت صورته "الساعات الاخيرة لصدام" اشارت الى الترتبات التي سبقت عملية الاعدام. كما ان مراسل الصحيفة غيث عبدالاحد كتب من العراق ان هناك انقساما شديدا في الشارع العراقي حول الموقف من اعدام صدام حسين.

فالشيعة الذين عانوا من حكم صدام يرحبون بالاعدام. وينقل الكاتب عن احد سكان مدينة كربلاء الشيعية قوله " ان اعدام صدام مصدر فرح لي وكان يجب ان يقتل قبل ثلاث سنوات لان اتباعه كانوا لا يزالون يأملون عودته الى سدة الحكم". لكن السنة لهم موقف اخر وينقل الكاتب عن احدهم قوله " ان اعدام صدام رمز لانتصار الشيعة واذلال للسنة في العراق وخطوة في طريق اقامة الامبراطورية الشيعية في العراق".