المالکي يعزز موقعه بإعدام صدام
-
بغداد 31 ديسمبر کانون الأول (رويترز) - بعد ضغوط متزايدة على رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي في مواجهة أعمال عنف دامية يعتبر الکثيرون إعدام صدام بالأمس تعزيزا للحکومة کانت تحتاج إليه کثيرا.
وقال بعض الساسة أن ما يقوم به المالکي يظهره کزعيم قوي لا يخشى اتخاذ القرارات القوية. وقال محللون ان إعدام صدام أعطى المالکي فرصة لمخاطبة البعثيين وغيرهم من الخصوم.
وأثار إعدام صدام فجر امس مشاهد من الفرح في کثير من أنحاء العراق ولکن سادت حالة من الغضب في عند کثير من ابناء الطائفة السنية التي تشکل العمود الفقري للعمليات المسلحة التي تشن ضد الحکومة.
وعرض التلفزيون لقطات للمالکي مرتديا حلة رمادية اللون وربطة عنق مخططة وهو يوقع قرار الإعدام بالحبر الأحمر قبل عرض لقطات لصدام أثناء إعدامه.
وفيما حرص المالکي على الظهور بصورة المنتصر في لحظة کان کثير من العراقيين يتوقون لها فقد أصدر بيانا دبلوماسيا بعد وقت قصير من إعدام صدام. ودعا أنصار الرئيس السابق لإلقاء السلاح والانضمام إلى عراق حر بعيد أن أي دکتاتورية.
وقال أدعو جميع المغرر بهم من أزلام النظام البائد أن يعيدوا النظر في مواقفهم لأن الباب لايزال مفتوحا أمام کل من لم تتلطخ أيديه بدماء الأبرياء للمشارکة في عملية إعادة بناء العراق.
وقال المحلل السياسي حازم النعيمي ان المالکي سيجني فائدة إعدام صدام بعد أن هدأت العاصفة التي ثارت في بداية الأمر وانه الآن يلعب بشکل صحيح لدى مخاطبته البعثيين.
وأضاف بعد فترة سيثبت ان تلک کانت خطوة ممتازة من أجل فتح صفحة جديدة.
وتابع قوله البعثيون سيذوقون الواقع المر ولکن على المالکي ان يقنعهم بانه لا مشاکل لديه مع الفکر القومي العربي الذي لديه جذور ضاربة في العراق ولکن لديه مشاکل مع صدام وقيادته.
وبعد ان جاء تولي المالکي لمنصبه کحل توفيقي لإنهاء أزمة استمرت أسابيع في مايو أيار حول المالکي نفسه من شيعي متشدد إلى رجل يدعو للمصالحة.
ولکن بعد مضي ثمانية شهور على شغله لمنصبه سعى جاهدا لقمع أعمال العنف الطائفية وحمله القادة السنيون المسؤولية عنها لأنه لم يفعل ما يکفي لقمع الميليشيا الشيعية.
واعتبر حزب الدعوة الذي ينتمي إليه المالکي حليفا لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي تتهم حرکته باستهداف العراقيين السنة. وهي تهمة ينفونها بشکل قاطع. ولکنه خرج عن نهج المجموعة حينما امتنع عن توبيخ الرئيس الأمريکي.
وخاض رئيس الوزراء العراقي الذي کان في سوريا في سنوات المنفى أزمة علنية مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالسيادة مما أکسبه شعبية في بلاده ولکن ليس في واشنطن.
وقبل أسابيع من إعدام صدام بدا ان الأمور تتهاوى بالنسبة للمالکي حيث قاطع أتباع الصدر الحکومة في توقيت تصاعدت فيه التوقعات بنشوء تحالف جديد لا يتضمن حزب الدعوة وتيار الصدر.
وقال سياسي شيعي طلب عدم الإفصاح عن اسمه ان إعدام صدام سيعزز سمعة المالکي بوصفه رجلا مستعدا للمخاطرة سياسيا وإغضاب حلفائه من أجل إنجاز الأمور. وأضاف لقد أظهر بالفعل انه زعيم قوي وشجاع.
وقال انه يتوقع ان يشهد العراق تصاعدا لفترة قصيرة في وتيرة أعمال العنف قبل ان يستقر الوضع خلال ما بين ثلاثة شهور أو ستة.
وحذر السياسي من ان التحدي الحقيقي قادم.. على (المالکي) أن يقتنص الفرصة ويستغل البعثيين من أجل تهدئة الوضع لانهم الآن الأضعف.
وسيود المالکي الذي يعلم ان طول فترة محاکمة صدام ستحبط مؤيديه من الشيعة ان يلعب دورا مرکزيا في الإعدام الذي أعقب إدانة صدام في نوفمبر عن ارتکاب جرائم ضد الإنسانية.
وقال مسؤول سني رفيع لرويترز بعدما طلب عدم الإفصاح عن اسمه ان الإعدام سيساعد المالکي على البقاء في منصبه ولکنه لن يضمن مصالحة ناجحة إذا استمر سلوکه .
وأضاف أعتقد ان التعجيل بالإعدام هدفه إسعاد کثير من الناس فيما لا يمکنه توفير الأمن والخدمات الأساسية. ولکن کي يقبل جميع العراقيين بحکومته فإن عليه ان يغير سلوک حکومته إزاء المعارضة.
وقال النعيمي لکل صراع نهاية. ولنأمل أن يکون المالکي قد أعطانا هذا الطريق المختصر الذي لا يقدر بثمن (إلى النهاية).