 |
-
كاتب اخر من الحلفاء الاستراتجيين الاكراد يدلي باعتراضه على الاعدام
زیاد نقیب برواري: لقد أفسدوا علینا فرحتنا باعدام طاغیة العصر صدام
Monday, 01.01.2007, 09:55pm (GMT)
لقد أفسدوا علینا فرحتنا باعدام طاغیة العصر صدام
زیاد نقیب برواري
مما لاشک فیه ولا غبار علیه ان کل جبار ومستبد ارعن مهما طغی واستباح وتجبر وقتل وسفک من دماء الابریاء سیکون مصیره هو نفسه الهلاک ، لکن هلاک کل طاغیة ومستبد کانت وتکون بطریقة خاصة . فمن دروس التاریخ کان من هؤلاء الطغاة والقتلة والمستبدین والجلادین من قتل منهم او سحل او مثلت بجثته او نفذت فیهم احکام الشعب والقانون والعدالة ،کما انه کان من بین هؤلاء الطغاة والجبابرة من نفذ هو بنفسه الحکم علی نفسه وقتل نفسه بنفسه متجنبا حکم الشعب والقانون والعدالة. لکن المحصلة هنا انهم جمیعا ذهبوا غیر ماسوفین علی ذهابهم ورحیلهم. وذلک کنتیجة لما اقترفته ایادیهم من القتل والتنکیل والابادة ومحو الاخر وکل من کان یخالفهم الراي . اخر من رحل من هؤلاء المستبدین والطغاة في النصف الاول من عام 2006 وفي اوائل القرن الواحد والعشرین وهو یحاکم امام محکمة العدل الدولیة في لاهاي بمملکة هولاندا کان هو دیکتاتور یوغسلافیا السابق میلوسوفیتش . وقد کان مصیره الانتحار وقبل اصدار حکم العدالة فیه.
وقبل نهایة العام نفسه 2006 بیوم واحد اعدم طاغیة العصر وجلاد شعوب بلاد الرافدین والذي ذهب غیر ماسوف علی رحیله الدکتاتور صدام حسین. بعد محاکمة مثیرة للجدل دامت حوالي الثلاثة عشر شهرا وبعد ان لم یحاکم للاسف علی جمیع ماارتکبه من جرائم وحشیة بحق معظم شعوب بلاد وادي الرافدین ولیس کما حوکم واعدم وکما راینا ورای العالم کله لجزء مما ارتکبه من جرائم وبحق فئة معینة من شعوب بلاد الرافدین ولجریمة محددة ولیست کل الجرائم التي ارتکبها. وهنا یستدل من عملیة الاعدام هذه وکما راینا من فیلم التقط بجهاز تلفون خلیوي محمول علی ان هذا الاعدام تم علی ید فئة معینة کانت تنادي باسماء معینة ولطائفة محددة وتحدیدا تم الاعدام علی ید میلیشیات ما یسمی ب (جیش المهدي) . وهنا عدة علامات استفهام تدور الان حول الالیة والکیفیة التي تمت بها عملیة الاعدام هذه؟ ولیس کما روج لها من ان محاکمته تمت وفق الیة قانونیة وباسم شعوب بلاد الرافدین کافة ! وهذا المؤشر خطیر للغایة مما لاشک فیه ، لانه یستدل وبالدلیل القاطع علی ان اعدام هذا الطاغیة کان عملیة ثأر شخصي وانتقام ولحساب طائفة وفئة معینة ولیس احقاقا لحق جمیع شعوب بلاد الرافدین والتي اکتوت بنیران جرائم ذلک الطاغیة السفاح. ولیس تحقیقا للعدالة المزعومة کما کان یروج لها داخل جلسات المحاکمات التي رایناها وشاهدها العالم کله. لانه وبکل بساطة کان المفترض ان تتم عملیة الاعدام وان تمت بتلك السرعة المدهشة وقبل اکتمال محاکمته علی کل ماارتکبه ذلک السفاح المجرم علی مرأی وبحضور شرائح واسعة ومن کل الطیف المتنوع لشعوب بلاد الرافدین ، وان لایتم حصر عملیة الاعدام بنطاق ضیق وبحضور فئة محددة من میلیشیات طائفیة تنادي وتهتف باسم زعیم لایجید من کلمات سوی ( وان صح التعبیر ، ویردد کثیرا مفردة ها حبیبي في مقابلات مباشرة وعلی فضائیات معروفة ! کما ان نفس ذلک الزعیم کان قد قال في احدی مقابلاته انه یجب ان لایحاکم صدام وفق تلک الالیة التي کان یحاکم بها بل انه دعا في تلک المقابلة من انه یجب محاکمته محاکمة صوریة وکما کان یفعلها صدام نفسه وینتهي کل شي )؟!
کان من المفترض ان تتم عملیة الاعدام تلک تحت سلطة دولة القانون لا ان یسلم الی میلیشیا وبعدها یقولون انه اعدم باسم الشعب ووفق القانون؟! فاي ضحک هذا علی الذقون؟! فهل بعد کل ماراینا وشاهد العالم معنا باسره من ان شعوب بلاد الرافدین تنعم الان وکما یزعمون لیلا ونهارا بدولة القانون وتلک ال (دیموقراطیة ) المزعومة ؟! ام انه یرزح تحت سلطة میلیشیا تتحکم برقاب الناس وتقتل من تشاء ومتی ماترغب وتثأر من هذا وذاك ودولة القانون تلک لاحول ولا قوة لها ، سوی الانصیاع لتلک المیلیشیا وتسلیم طاغیة العصر صدام لهتافاتها وشماتتها به وهو یقاد کالخرفان الی المقصلة ؟! فهل هذه هي المرجلة یاتری وکما سخر منهم ذلک الطاغیة نفسه حینما رد علیهم : ( هیه هاي المرجلة)؟ ثم باي حق تستفرد تلک المیلیشیا وتنفرد بالقصاص من ذلک الدکتاتور المستبد ، هل هي وصیة علی بقیة شعوب بلاد الرافدین والتي ضحی قسم منها اکثر من ما ماقدموه هم من ضحایا ؟ من اعطاهم الحق ان یستفردوا بکل ذلک کي ینتقموا لا کما کان معهودا ان یحاکم وفق دولة القانون وتحقیقا للعدالة لکل مااقترفه بحق جمیع شعوب بلاد الرافدین؟ هل هذه هي محاکمة العصر وکما کان یدعی ومخططا لها علی الاقل ؟ هل کان الاتفاق ان تنحصر عملیة اعدام ذلك الطاغیة الارعن بمجموعة صغیرة وثلة من المیلیشیا التي تهتف شاتمة بمن کان حبل المشنقة یلف عنقه : ( وعجل قربهم ، والعن عدوهم ) ( مقتدی ، مقتدی ، مقتدی) ؟!
یاحسرتاه لقد سرقوا فرحتي باعدام ذلک الطاغیة المستبد، کما سرقوها من الملایین التي کانت تنتظر طریقة تلیق بمجرم العصر غیر مأسوف علی ذهابه الابدي. لکنهم بدلا من ذلک حولوا ذلک المجرم الدکتاتور قدیسا لا بل وشهیدا بنظر الکثیرین کردة فعل لما اقدموا علیه بشماتتهم وهتافاتهم الطائفیة تلک.
والان وبعد ان تم ماتم فهل من محاسبة لتلک الطریقة التي تمت بها عملیة الاعدام؟ ومن تولی مسؤولیتها؟ الیس هنالک کما یدعون من (مجلس للحجاج) ؟! عفوا ( مجلس النواب)؟! کي یدقق ویحقق کونه سلطة تشریعیة مخولة بذلک وفق دولة القانون التي یدعونها؟! وهل من مسعی لتقلیم اظافر وانیاب تلک المیلیشیا المملوءة بروح الثأر والانتقام وقبل ان لاتتحول الی وحش کاسر تفوق جرائمها جرائم ذلك السفاح الدکتاتور؟ هل من سبیل لقطع دابرها کي لاتنظم من بعد الان مسیرات منظمة وهي تهتف ضد الکرد وکردستان : ( کردستان عدو الله ، کردستان عدو الله ) ؟! ام انه سیخلوا الطریق والدرب لهذه المیلیشیا والتي کان جل افرادها من ( فدائیي صدام) کي تقتل وتعدم وبالطریقة والکیفیة التي ترغبها . وفي الزمان والمکان اللذین تحددهما وبعدها(دولة القانون) تفرک یدیها وتحکم ب ( اسم الشعب ) المسکین الذي لاحول ولاقوة له، والمشغول بالبحث عن الامن والغاز والکیروسین والپانزین الخ ؟ واخیرا هل هناک من یحاسب غیاب حوالي نصف اعضاء ( مجلس الحجاج) عفوا مرة اخری ( مجلس النواب)؟! المتواجدین الان في مکة ومن اموال هذا الشعب المسکین الذي ضحکوا علیه وسلبوا فرحته وباسم ( الشعب والقانون)؟! فأي ضحک هذا علی الذقون؟
-
اذا كان المليشيات من فدائي صدام فقياداتكم كلهم جحوش
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |