النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي العراق-سقوط حر الى الهاوية

    العراق-سقوط حر الى الهاوية

    حزب البعث البائس بدأ ينظم نفسه من جديد وبدأ يعود الى الواقع العراقي الذي تسوده الفوضى السياسية والأرباك الأمني وانعدام الخدمات بنفس أساليب الأرهاب والرعب الجماعي. أساليب البروباجاندا وابوطبر التي عرفها اول مجيئه الى السلطة. وتزامناً مع هذا التحرك الذي يجب رصده بعناية فائقة نرى تدخلاً مشبوهاً وغير طبيعي من قبل دول الجوار، وخاصة السعودية والأمارات والأردن وسوريا وايران، اضافة الى غزاة من الأعراب، حيث انني اتصلت بأحد الأصدقاء في بريطانيا وأخبرني ان طلبةً ليبيين ويمنيين وأردنيين ذهبوا الى العراق متسللين عن طريق الحدود الأردنية ملتحقين بغزاة آخرين من أقاربهم وغيرهم لمحاربة الأميركان والشيعة الخونة الكفار الذين لا يحق لهم حكم العراق.

    الواقع السني في العراق بدأ مرحلة "تسنين" جديدة بعد انهيار النظام وبعد بروز أدلة تتأكد يوماً بعد يوم عن وجود تنسيق بعثي سلفي اكده التقارب الغير طبيعي ين السعوديين والأماراتيين والخليجيين الآخرين وبين النظام لم يكن بالأمكان اخفاءه حتى في المرحلة الأخيرة من عمر النظام. هذا "التسنين" له مؤشرات متعددة. الأول هو البعد الأعلامي العربي الذي بدأ يضخ روحاً طائفية بغيضة في أوصال هذا الواقع مبدياً التركيز على شيعية وسنية الأوضاع في العراق وتناسي الأوضاع الأخرى. اما البعد الآخر فهو تضخيم دور قضاء الفلوجة، وكأنه الممثل الشرعي والوحيد للسنة في العراق والمحافظ على حقوقهم، وبدا مجلس شيوخ الفلوجة كأنه المنطلق السياسي البديل للأوضاع السائدة حالياً. أما البعد الثالث والذي دخل طائفياً جداً في هذا اليوم فهو هيئة العلماء المسلمين السنية والذي اعترض اول ما اعترض عليه "طائفية" المجلس الأنتقالي، قبل الأعتراض على تحكم الأجنبي في البلد، وقبل ادانة النظام البعثي. أما استعراض صور صدام حسين مع اهازيج بالروح بالدم نفديك... في الرمادي والفلوجة، وتسريب اخبار طائفية تريد تحريك فتن طائفية تحمل تحاملاً على الشيعة هنا او هناك فهي اوجه اخرى في تسنين هذا الواقع.

    الواقع الشيعي ليس احسن حالاً، ففي مقابلة للسيد مقتدى الصدر فقد ابدى امتعاضه عن المجلس المعين اضافة الى مطالبته بالأنتخابات والأستفتاء، وفسر عدم مشاركة ما يسمى ب "الحوزة الشريفة" بأنه عدم رضا بالأمر. اما سيستاني وغيره ممن نصبوا قيادات للشيعة في العراق فحالهم حال الذي يراوح في مكانه ولا يكاد يستطيع ان يعمل شيئاً الا الفتاوى من وراء الحجاب. الواقع الشيعي لا يستطيع ان يطرح بديلاً سياسياً مقبولاً ولا معقولاً، وهو ايضاً لا يستطيع ان ينعتق من الأسر الأيراني. فالأنتخابات لن تعطي اي تأثير ايجابي في هذه الظروف، ولا الأستفتاء وربما كان يجب على سيستاني واتباعه والسيد مقتدى واتباعه تحريك الواقع الى حالة تسمح بأجراء استفتاء وانتخابات قبل طرح المطالبة، لأن اول من يخسر من نتائج الأنتخابات والأستفتاء هم الشيعة اذا ما اجريت في هذه الظروف، اضافة الى ان الأعراف الدولية لا تعترف بانتخابات دون قوانين انتخابات وفي بلد يقع تحت احتلال معلن. اما تشكيل جيش الأمام المهدي الأسلامي والذي لا ادري بالضبط ما يريده منه السيد، فلا ادري ما هي اهذافه، ومقوماته واساليبه. وليسمح لي السيد مقتدى الصدر ان اسميه مجرد شعارات لصلاة الجمعة اكثر منها حل عملي يستطيع العراقيون تطبيقه الا اذا قصد منه تحركاً للمحافظة على الشيعة في حالة انهيار كامل للأوضاع وعودة النظام البائد مرة اخرى. اما التشنج في الخطاب فلم استطع على وجه الدقة فهم الغاية منه في هذا الوقت دون التركيز على العمل على خطاب عملي وواقعي يحاول ان يجد حلولاً تضمن حقق العراقيين وتقدم لهم الخدمات المفقودة والأمن المفقود في هذه المرحلة. اما التدخل الأيراني فهو مكشوف وواضح ابتداء من عمليات النهب والسرقة، ومروراً بالتصريحات الأيرانية بالمطالبة بتعويضات ذات ارقام كونية، وتهييج الأوضاع وتوجه اعلامي، وانتهاء بزرع عملاء مخابرات والتحرك الاستخباراتي والسياسي على المرجعيات الشيعية المختلفة.

    واقعياً اذا أردنا ان نبسط الحالة العراقية والتي يمكن ان نسميها بأنها حالة سقوط سريع الى الهاوية كالآتي

    واقع سني رافض للأحتلال ليس بسبب الأحتلال وانما بسبب فقدان بعض الحقوق التي كانت يتوفر عليها سابقاً، وهو واقع يعطي مؤشرات بأنه مستعد للقبول بعودة النظام السابق مع ضمان تلك الحقوق المفقودة، وربما دخلت بعض القوى السلفية والوهابية على الواقع السني العراقي لتعيث فيه فساداً في هذه المرحلة.

    النظام البعثي انهارت قشرته وبقيت نواته. اذ ان اغلب القيادات الميدانية البعثية والأمنية والعسكرية ذابت في وسط الفوضى العسكرية، وهي بدأت تعيد تنظيم نفسها في خلايا نائمة تمارس القتل والتخريب وخلخلة الوضع الأمني بالتعاون مع مجاميع من الغزاة العرب السنة وربما بعض اجهزة المخابرات العربية، ومع بعض الحظ قد يعود النظام الذي سلمت اجهزته الأمنية من عمليات الثأر بسبب الفتاوى وبسبب انعدام جاهزية القوى العراقية المختلفة لتعقب هؤلاء بسبب الفوضى والأنشغال بالأمور الحياتية المختلفة الى الأمساك بزما الأمور في بعض مفاصل الواقع العراقي ولو بشكل غير رسمي وبعلى طريقة الجريمة المنظمة. كما ان النظام البائد يتوفر على كفاءات سياسية مارست حكماً ولديها حلفاء في مختلف انحاء العالم ممن كانوا مستفيدين من الفساد الذي كان متحكماً في العراق، وبدأنا نرى المجرمين البعثيين والمسؤلين الكبار في النظام السابق يتحدثون بشكل أكثر جرأة عن ان القانون العراقي السابق قابل للتطبيق وناجح –تعليق الدوري يوم امس في العربية-، او تحدي سفير العراق في الصين للوضع الجديد وحديثه كأنه مسؤول في نظام مازال يحكم، اضافة الى استقبال الأمارات للصحاف وبعض المسوخ البعثيين الآخرين، وتسلل البعثيين من جديد الى العراق على شكل اعلاميين ورجال اعمال في لجنة اعمار العراق الأماراتية. وهذا يعني سيطرة راس المال الأماراتي والخليجي على الوضع في العراق مما يعكس مخاوف من المستقبل الأقتصادي للبلد من ان يكون بيد تجار شنطة وسرّاق.

    الواقع الشيعي يمثل اكثر الحالات تخلفاً، فهو الذي تعرض الى أقسى الضربات وهو الذي دمرت بنيته الأجتماعية والسياسية والأقتصادية والمدنية، وهو خرج من هذه المحنة عملاقاً تائهاً بسبب تقلب مرجعياته الدينية والسياسية وبسبب حشره في زاوية الأضطهاد من قبل دول الجوار كافة، اضافة الى حالة الفراغ السياسي الذي خلفته المحنة طويلة الأمد.
    هذه الأوضاع ادت الى تناقض قد يقترب من التقاطع بين هذه القيادات اضافة الى عدم وضوح مشروع او برنامج سياسي يتحدث عن العراق وعن حقوق الشيعة في هذا العرق، واصبح الخطاب اكثر ما يعكس حالات التسويق السياسي والصياح المتناقض بين هذه المرجعية او تلك، كما ان الخطاب يفتقد رشداً سياسياً لا يقارب الواقع ومتطلباته وينتهي الى واقع بعيد لا يستطيع ان يفهم العراق في هذه الظروف. فلا " الحوزة الشريفة" تملك وعياً واضحاً في هذا المجال، ولا المرجعيات الأجنبية تستطيع ان تعطي بديلاً معقولاً بسبب ظروفها الموضوعية المحيطة بها ولا الحركات السياسية التي افتقدت اتصالها بقاعدتها الأصلية اضافة االى قلة مواردها ان تلعب دوراً فاعلاً في توجيه الواقع الشيعي العراقي نحو وضع اكثر ترابطاً وفهماً في هذه الظروف. هذا الحال يؤدي بنا الى الأعتقاد بأن التحسس الطائفي قد يوجه الوسط السني الى المطالبة بالأنفصال بتشجيع سعودي خليجي اردني، أن لم يكن الأنفصال تحصيل حاصل غير رسمي في هذه الظروف. اما الشيعة وهم الحلقة الأضعف فسيقعون فريسة لتناقض سياسات مرجعياتهم وبين فكي الكماشة الأيرانية الأستكبارية وتحت رحى الأحتلال الأميركي وماضي الأضطهاد وهاجس الخوف من العودة اليه.
    العراق على مفترق طرق، وكل المؤشرات التي نشاهدها اليوم تشير الى ان الجانب الأمني لن يكون الجانب الأسهل في العراق، وآخر خبر نشرته النيويورك تايمز اليوم هو تفكير المحتل الأميركي بتشغيل العراقيين وخاصة من الذين فقدوا وظائفهم في الجيش بالعمل في شركة حراسة اميركية تكون مهمامهم المحافظة على المنشآت العامة والأمن. وهو خبر ان صدق فهو يعني ان الأميركان بدأوا يفقدون السيطرة على ارض الواقع وبدأوا يفكرون في حلول مستعجلة وغير فعالة. مما تعطي انطباعاً انهم يرون العراق كأنبوب نفط يمتد من آبار النفط الى الموانئ المختلفة لا أكثر ولا أقل.

    الواقع العراقي ينبغي ان يحدد شكله العراقيون، ولكن بأي شكل؟؟ هذا هو السؤال الأستراتيجي الذي سنرى اجابته في الأسابيع والشهور القادمة.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    1,538

    افتراضي

    موضوع واعي من كاتب واعي


    تخوفك في محله حيث اني ارى ما ترى ومع انك لم تذكر ما هي الحلول للخروج بالازمة من عنق الزجاجة كما يقولون واني قد تطرقت ولو بشكل بسيط الى هذه المخاوف في مكان اخر حيث اني ارى ان السنة لن يخسروا الكثير اذا استمروا في مهاجمة الامريكان ولكن العكس ان الامريكان بداوا يتململون من الوضع الغير مستقر في العراق وخصوصا الامني فلذلك سعوا الى الاستنجاد بالامم المتحدة لمسك الامور في العراق من باب تقليل الخسائر البشرية لهم وفي ظل توسع الهجمات سيضطر الشيعة لاتخاذ المواقف الغير مدروسة والمنفعلة والمتاثرة بالعوامل الذاتية (اقصاء البعض من التمثيل في المجلس) والعوامل الخارجية عن البلد (ايران) بحيث يكونوا في وضع محرج امام الاخرين ليثبتوا انهم اولا الحريصين على الوطن والاسلام والانجرار في خط الهجمات ضد الامريكان وهذا ما يخطط له السنة ويريدوه وثانيا كما قلت انها اي الشيعة عملاق تائه لايدري اين السبيل والوجهة الصحيحة وهو الذي يفتقر الى الخبرة في العمل السياسي على صعيد الداخل والخارج وعند هذا سيجعلونهم يدركون انه من الافضل لهم ان يقودهم السنة في البلد مع مراعاة شعائرهم وبعض الحرية لهم.

    واذا رفض الشيعة الرضوخ الى هذا المخطط لانهم وعوا الاشياء والامور ومجرياتها واصروا ان ياخذوا حقوقهم كاملة وبدن مراعاة وتجاهل الاخرين في البلد وما يترتب على هذا التجاهل لهم وبدون الالتفات الى مايخطط له الامريكان والدول الاقليمية للعراق والعراقيين هنا سيكون دور الولايات المتحدة للسماح اكثر للسنة الى المزيد من الهجمات وعند ذلك سيكون المبرر جاهزا لتقسيم العراق الى ثلاث دويلات -شيعية خاضعة لقوى التحالف ورعاية ايرانية بالاتفاق مع الايرانيين وسنية متحالفة مع الخليج ومصر والسعودية والاردن تحت سلطة الامريكان واخرى كردية تحت سلطة امريكا مباشرة ترعب بهم الاخرين من خطر نشوء دولة كردية الى جنبهم وبهذا قد انجز الجزء الاكبر من الحلم الصهيوني من النيل الى الفرات.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني