إعدام صدام يشعل غضبا قبليا ودينيا في السعودية
وكالة رويترز للأنباء - « الرياض - من اندرو هاموند » - 4 / 1 / 2007م - 10:51 م
سعوديون يرفضون النزعة الانتقامية في تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس العراقي الراحل المتحدر من قبيلة عربية سنية
عامة السعوديين يشعرون بإهانة تمس شرفهم القبلي العربي
جدد اعدام صدام حسين في عيد الاضحى بيد جلادين ملثمين من الشيعة وجهوا له اهانات وهو على منصة الاعدام مخاوف العرب السنة بأن الحكومة العراقية يديرها شيعة طائفيون تملؤهم رغبة في الانتقام بدعم من إيران.
وتزداد هذه المشاعر بدرجة خاصة في السعودية ومصر وهما معقلان رئيسيان للسنة.
ويرى رجال دين من الوهابيين المتشددين في السعودية ان الاعدام يثبت ان شيعة العراق المتحالفين مع ايران كفار أعلنوا الحرب على السنة.
وبالنسبة للمواطن السعودي العادي كان اعدام صدام اهانة لاحساسهم بالشرف القبلي العربي.
وقال تركي رشيد الذي ينحدر من قبيلة سعودية كبيرة «انها فرقة اعدام التي فعلت ذلك (...) لكننا يجب ان نشكر كبار مسؤولي الحكومة الذين كانوا هناك لتصوير ما حدث والسماح لنا بأن نرى الحقيقة».
وقال «لكن أفضل شيء هو الطريقة التي تعامل بها (صدام) مع الموقف، حاربهم بلغة الجسد بعينيه وحديثه، لقد أصبح بطلا».
والفيلم غير الرسمي لاعدام صدام الذي التقط فيما يبدو بهاتف محمول أظهر مسؤولين شيعة وهم يوجهون الاهانات الى صدام ويرددون اسم رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ويلعنونه قبل اعدامه مباشرة.
وظهر صدام وهو يقف على منصة الاعدام شامخا في مواجهة السباب والاهانات مما جعل الاعدام يبدو مثل عمل انتقامي وليس تنفيذا للعدالة لارتكاب جرائم ضد الانسانية.
وتقول الحكومة العراقية المتحالفة مع الولايات المتحدة انها تحقق في كيفية وصول لقطات تنفيذ الاعدام الى وسائل الاعلام، وتشبه اللقطات غير الواضحة التي اذاعتها قناة تلفزيون العربية شرائط فيديو عمليات الاعدام التي قام بها مسلحون سنة عراقيون ينتمون لتنظيمات مثل القاعدة.
ويتبادل بعض السعوديين فيضا من الرسائل المؤيدة لصدام عبر الهواتف المحمولة. ونشرت صحيفة خليجية قصيدة شعر يشتبه السعوديون في ان مسؤولا حكوميا هو الذي ارسلها.
وفي جزء من القصيدة يوجد تهديد بالانتقام لاعدام صدام حيث تطالب القصيدة بالاستعداد للانتقام لصدام وتقول ان المجرم الذي وقع أمر الاعدام دون سبب صحيح مارس الغش في يوم الاحتفال بالعيد، وتمضي قائلة كم سيكون جميلا ان تخترق رصاصة قلب ذلك الرجل الذي خذل العروبة.
وأعدمت بغداد صدام في أول أيام عيد الأضحى.
وانتقدت كل من مصر والسعودية العراق بشأن التوقيت الذي أثار مشاعر دافقة مؤيدة لصدام في مصر أيضا.
وقال الكاتب مكرم محمد أحمد في صحيفة الاهرام المصرية الاربعاء «الجميع داخل العراق وخارجه فهموا سوء التوقيت المقصود على انه رسالة ذات مغزى تستهدف امتهان كل انسان عربي».
وتجمع عدة مئات من الاشخاص عند مبنى نقابة المحامين في القاهرة الاربعاء لاقامة صلاة الغائب على روح رجل تولى على مدى ثلاثة عقود واحدة من أكثر الدول العربية قوة في العصر الحديث.
وعبر رجال الدين السعوديون الذين صعدوا لهجتهم المعادية للشيعة في الاشهر الاخيرة مع تصاعد العنف الطائفي في العراق الى شفا حرب اهلية عن سخطهم بشأن الاعدام وان كانوا احتقروا صدام باعتباره طاغية وعلمانيا ملحدا.
وقال ناصر العمر وهو من كبار رجال الدين الوهابيين هذا الاسبوع على موقعه بشبكة الانترنت ان التوقيت يبين الى أي مدى يكره الشيعة السنة في العراق وفي انحاء العالم الإسلامي.
وقال العمر انهم يريدون ربط صدام بالسنة والقاء اللوم على السنة في اخطائه واظهار اعدامه على انه انتصار للشيعة.
وأوضحت السعودية انها تريد بقاء القوات الاميركية في العراق خوفا من تعرض السنة لمذابح على يد الشيعة.
واستخدم العمر لغة طائفية تستخدمها جماعات متشددة مثل القاعدة واصفا الشيعة بانهم «صفويون» في اشارة الى الاسرة الصفوية في القرن الخامس عشر التي جعلت من المذهب الشيعي المذهب الرسمي في ايران وبأنهم «أبناء العلقمي» في اشارة الى الوزير الشيعي لاخر الخلفاء العباسيين الذي يقول السنة انه تآمر لجعل المغول ينهبون بغداد عام 1258.
ويعتقد ان السعوديين يشكلون جزءا كبيرا من المقاتلين العرب الذين انضموا الى تنظيم القاعدة في العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 والذي أنهى حكم صدام ووضع الشيعة في السلطة.
واستخدمت القاعدة التفجيرات الانتحارية في ارتكاب مذابح ضد المدنيين الشيعة في العراق، ويقول الشيعة ان الهجمات على السنة تشن للانتقام من التفجيرات الانتحارية.