حان الاستقلال .. يا شيعة العراق
(صوت العراق) - 05-01-2007
ارسل هذا الموضوع لصديق
يمارس تبسيطا ً وتسطيحا ً شديدين ، من يعتقد أن الحكومة العراقية كانت ستحظى بمحبة ومودة غامرتين ، من المحيط السنـّي في العالم الناطق بالعربية ، فيما لو تعاملت بشكل مختلف عما تعاملت به ، إزاء قضية إعدام المقبور صدام . فمادامت هذه الحكومة مؤلفة في الغالب من كيانات وشخصيات شيعية ، فهي محكوم عليها سنـّيا ً ( من الخارج وفي بعض الداخل أيضا ً ) بأشد الأحكام قسوة . وفي ظني المتواضع ، أنها لو حوّلت أصابعها العشرة إلى شمع يحترق ، كما احترق نفط الشيعة العراقيين على مدى عقود عجاف من حكم الملعون ، خدمة لقضايا السـّنـة الناطقين بالعربية في فلسطين وغيرها ، لما حصلت على كلمة " عفية " واحدة منهم ، ولو باهتة وشاحبة ، على طريقة المشعول الصفحة ، أركسه الله في الدرك الأسفل من الجحيم .
تحتاج الحكومة العراقية إلى أبعد وأكثر مما نرى ونشهد ، برئاسة زعيمها الشجاع نوري المالكي ، الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه ، بتحطيمه جبت هؤلاء وطاغوتهم ، سواء في سنـيّ النضال ، متدرّعا ً هو وإخوته المؤمنون من أولياء آل محمد ( ص ) بالعزم الحيدري والمواجهة الحسينية ، أو في سنـيّ استرداد الحق الشيعي من فم الضبع ، في زمن كان فيه الجميع من العاربة والمستعربة والمستعجمة ، يتضارط أمام سطوته ، إن في سنوات حكمه ، أو في حفرته ، أو في قفص عاره . تحتاج إلى وضوح أكثر وحزم أشد ووضع سريع للنقاط على الحروف .
الشيعة العراقيون وحدهم في الواجهة الآن . عليهم أن يدركوا هذا . فقد خانهم من كانوا ينتظرون منه النصرة . واستعجل بإفراغ قيح صدره من كانوا واثقين من عدائه الأزلي والأبدي . تستوي في هاتين الصفتين شعوب تنطق بالعربية ، وأخرى تجهد للفكاك من أسرها . ولعمرك ، إن كل ماحصل هو في صالحنا ، وإن بدا الأمر غير ذلك . فالأمور تجري بأسرع مما نتصور ويتصورون ، إلى حرب دموية تشـن ّ على ديارنا ، تحت راية ممزقة وهودج أغبر ، يزعمان إنقاذ أهل سنـّة معاوية من " براثن " شيعة علي . صورة أخرى تتكرر .. ورؤوس أخرى تقطع ، ودماء أخرى تهراق .. وأعراض أخرى تكاد أن تنتهك .. وعجم ناصرون .. وعرب مارقون .. وهكذا ..
لكن المؤكد ، أن كل هذا التدافع سيرسم الخريطة بشكل آخر . فراية " يامنصور أمت " تكاد تجتاز الحدود . والقباب السبع المنورة تكاد تحط في بحر النجف بعد أقل من طرفة عين ...
فلماذا تتمنع الحكومة العراقية من قراءة الموروث بعين وأذن واعيتين ، ولماذا لاتوفر من مقومات استقلال قومها مايتيح لهم إدارة المواجهة القادمة بشكل أكثر فعالية وقوة ، طالما أن القوم ، جميعا ، يسيرون ، والمنايا تسير بهم ، إلى نقطة الاصطكاك التاريخي و اللاعودة ؟
alaalzeidi@hotmail.com