 |
-
ضحية " رشيد خيون ؟! .. - مهدي قاسم
ضحية " رشيد خيون ؟! .. - مهدي قاسم
(صوت العراق) - 10-01-2007
ارسل هذا الموضوع لصديق
ومضات خاطفة : "ضحية " رشيد خيون ؟! ــ مهدي قاسم
بينما كنتُ أقرأ مقالة السيد رشيد خيون الموسوم ب( الباشا : اللهم أشكو إليك زعاطيط السياسة ) و المنشورة في عدد اليوم من جريدة الشرق الأوسط ، و الذي حاول بشكل ذكي أن يخلط السم بالعسل ، ليقوم هو أيضا ب( واجبه الإعلامي ) ككاتب في ( الشرق الأوسط ) ، لكي يعزف ضمن جوقة بقية الكتّاب العرب ، في اعتبار الطاغية البائد ( ضحية ؟) ، أي بمعنى أخر اعتباره " شهيدا " وهي الفكرة " الخلابة " الراهنة التي تدغدغ عواطف و مشاعر و أحاسيس العرب لحد الهوس ، قلت مع نفسي سائلا : لماذا نعتب على الكّتاب العرب الذين جعلوا من صدام " ضحية و بطلا و شهيدا " ما دام أن بعضا من كتّابنا العراقيين يفعلون نفس الشيء ، لغاية في نفس يعقوب ؟؟! ..
و لكي يبرر السيد خيون ( مكرمته ) بإضفاء صفة ( الضحية ) على أعرق جلاد و سفاح في عصرنا الراهن يقول : ( إلا أني ما كنت انتظر نهاية تظهره ضحية و أنا من ضحاياه ) ؟! ، و من الواضح من سياق العبارة الأخيرة أن السيد رشيد خيون يحاول أن يبتز القارئ عاطفيا من خلال تأكيده على كونه واحدا من ( ضحايا ) ( الضحية ) لكي يقوم بتسويق و تهريب موقفه ، ووجهة نظره و فكرته إلى ذهنية ووعي القارئ العربي و بعض العراقي ، في كون الجلاد السابق قد أضحى ( ضحية ) على أساس أنه أيضا كان أحد ضحاياه ) الغافرين الآن!! ، و الذي يتنازل عن حقه في أن يحمل صفة " الضحية "، لكي يطلقها ، فيما بعد ، أي بعد لحظات على الطاغية البائد ، أو بالأحرى يتساوى معه غافرا متسامحا و كريما !! ، كضحيتين يجمعهما الآن مصير واحد ! ..
و هذا ما يريد أن يصله الكاتب المذكور إلى ذهنية القارئ العربي و كأني به يقول : أجل ! ، أيها القراء العرب الأعزاء فصدام حسين ضحية !! ، نعم أنه ضحية فهذا هو رأيي أنا أيضا ، بالرغم من كوني كاتبا عراقيا و من ضحاياه أيضا ***؟!!! ..
ولكن يجب الاعتراف ، بأن السيد خيون هنا لا يخاطب القارئ العراقي ، بقدر ما يخاطب القارئ العربي، الذي يريد أن يقرأ و يسمع ما يدغدغ عواطفه ويبهج قلبه و يقوي أوهامه و يدعم جاهليته و يرسخ مرضه النفسي ، على صعيد عبادة الطغاة و اعتبار القتلة شهداء كالزرقاوي و صدام حسين و غيرهما من الانتحاريين الإسلاميين ؟! ..
بل و دون أن يهم الكاتب المذكور بأنه قد يسئ و يجرح مشاعر آلاف من القراء العراقيين ، الضحايا الحقيقيين ، لممارسات صدام ، بإضفائه صفة ( الضحية ) على ذلك الجلاد الرهيب ! ..
و إلا فقد كان بإمكان الكاتب رشيد خيون أن يدين السلوك الرعاعي و الغوغائي المبتذل و الرخيص ، الذي رافق عملية شنق الطاغية البائد و اعتباره سلوكا غير حضاري بالمرة و كنا نتفق معه تماما على هذا الصعيد بلا تردد أو تأخير، ولكن دون أن يجد نفسه عازفا و على نفس الوتيرة ، و مغنيا نفس الموال ، مع بقية الكتّاب العرب المتباكين على جلادهم المعبود ، والخوض التاريخي المبهم في الحديث المسهب و الشيق عن ( الضحية ) ؟! ، مدعوما بأحداث تاريخية من أجل إقناع القاري ــ الذي قد يكون متشككا بعض الشيء ــ بأن الجلاد الكبير قد تحول إلى " ضحية " مثلما الجعد بن درهم ؟!!! ..
ما أدراك ما الجعد بن درهم ...
و صدام بن النفط ؟؟! .......
مع الفارق الهائل و الكبير بين ( الضحيتين ) ؟! ..
..................................
هامش لابد منه :
*** أن يكون المرء أحد ضحايا صدام ، لا يعني إطلاقا أي شيء ، فقد رأينا أن العديد من العراقيين في مناطق معينة من العراق ، يحملون صور صدام و يهتفون بحياته ، مع أنه ليس من الصعب أن تجد بينهم مَن فقد أبيه أو أخيه أم قريبه على يد الطاغية البائد !.، فأحيانا تكون الامتيازات الطائفية و العشائرية و القبلية أهم بكثير من فقدان الأب و الأخ أم القريب !!..
Qasim5@gawab.com
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |