رفض سوري علني للخطة مدعوم عربيا / يكاد المجرم يقول خذوني


سورية لا تعتبر احتمالات نجاح خطة بوش الجديدة أفضل من سابقتها.. الشرع: تطور (غير إيجابي)... و(تصعيد للحرب)
(تشرين): استراتيجية بمنزلة الكارثة على العراق

الجمعة 12/01/2007

دمشق: «الشرق الاوسط» - اعتبرت دمشق انها مستهدفة مباشرة باستراتيجية الرئيس الاميركي جورج بوش المعلنة أمس حيال العراق، وخصوصا تأكيده «سنوقف الهجمات على قواتنا وسنوقف تدفق الدعم من سورية وإيران وسنبحث عن الشبكات التي تقدم الاسلحة المتطورة وتدرب اعداءنا في العراق، وندمرها».
وكانت دمشق قد استبقت خطاب الرئيس الأميركي بالإعراب عن قناعتها بأن المنحى الذي تأخذه الإدارة الأميركية في تعاطيها مع قضايا الشرق الأوسط هو منحى غير إيجابي إذ أكد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع لعدد من وسائل الإعلام العربية والدولية بينها «الشرق الأوسط» التقاهم في دمشق أول من أمس، أن عزم الرئيس الأميركي زيادة عدد القوات الأميركية في العراق بنحو عشرين ألف جندي هو تطور «غير إيجابي».

وقال الشرع «نحن نريد وقف الحرب في العراق وليس تصعيدها، وإن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لخروج العراق من أزمته الراهنة الخطيرة»، وأن نية الرئيس زيادة عدد الجنود الأميركيين في العراق تدل على أنه لا يريد الأخذ بتوصيات تقرير بيكر ـ هاملتون مما يعني أن السلام غير مطروح الآن في المنطقة في ضوء الترابط بين قضاياها. وأعرب الشرع عن الأسف لكون المشروع الأميركي يستهدف وحدة المنطقة العربية وتعايش شعوبها وتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. من جهتها اعتبرت صحيفة «تشرين» الحكومية السورية أمس ان تعقيدات الوضع في العراق تجعل من احتمالات فشل الخطة الجديدة التي اعلنها الرئيس الاميركي جورج بوش للعراق «اكثر بكثير من احتمالات النجاح». وقالت الصحيفة ان «معطيات الواقع العراقي بتعقيداته المتكاثرة المتشعبة تؤكد ان احتمالات الاخفاق لـ(استراتيجية بوش) الجديدة في العراق اكثر بكثير من احتمالات النجاح».

واضافت «فالعشرون الف جندي الذين تقرر ارسالهم الى العراق لن يتمكنوا من انجاز ما عجز عن انجازه المائة وخمسون الف جندي الموجودون هناك منذ اربع سنوات»، مشيرة الى ان «المليار دولار التي قرر بوش صرفها في العراق لن تغير شيئا ملموسا في واقع مزر يحتاج الى عشرات اضعاف هذا المبلغ ويتطلب قبل المال الارادة الوطنية، وحسن الاداء والقرار الحر».

ورأت صحيفة «تشرين» ان «الوضع في العراق الان «كارثي»، واستراتيجية بوش، وفق ما ظهر منها، ستكون بمنزلة كارثة على كارثة، والخاسر الوحيد هو الشعب العراقي الذي يفقد يوميا منذ بداية الحرب الاميركية العشرات».

وبدوره رأى رئيس اتحاد الصحافيين السوريين، رئيس تحرير صحيفة «البعث» الناطقة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي في سورية، الياس مراد، أن في خطاب الرئيس بوش وخطته هروبا إلى الأمام وأنه في حين انتظرت شعوب العالم أن يأخذ الرئيس الأميركي بعين الاعتبار فشل الحزب الجمهوري في انتخابات الكونغرس الأخيرة، واستطلاعات الرأي العام التي تؤشر إلى رفض سياسته في العراق، تبين أن ثمة تصعيداً جديداً في لهجة خطاب وخطة الرئيس الأميركي التي وضعها بشأن العراق والتي من شأنها دفع الأمور نحو مزيد من التأزم في الساحة العراقية خاصة وفي الشرق الأوسط عموماً، مما سيزيد من كراهية شعوب المنطقة للإدارة الأميركية التي عملت خلال الفترة السابقة على تنفيذ سلسلة من الخطوات باتجاه تفجير الأوضاع في المنطقة بدلاً من التوجه نحو تحقيق خطوات سلمية فيها.

وقال مراد لـ«الشرق الأوسط» انه «في حين يقول الرئيس الأميركي إنه يعمل من أجل قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، نراه يسير في اتجاه مغاير لذلك، باعتبار أن التصعيد في العراق من الطبيعي أن يتبعه تصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ضوء الترابط القائم بين قضايا المنطقة.

وتساءل النائب في البرلمان السوري، جورج جبور: «لماذا يسير على نهج خطة فاشلة» ... ويعيد طرح استراتيجية «أثبتت فشلها». ووصف النائب جبور خطة بوش الجديدة بانها «تعتمد على المواجهة والتحدي والاتهامات ضد هذا الطرف وذاك»، واعتبر ان الرئيس بوش يفعل ذلك «لأنه يعلم ان الخطة فاشلة ولانه رئيس أكبر دولة فاعلة فهو يشعر انه لا يستطيع الاعتراف بالفشل» وأضاف: «إن ما يلزم بوش هو التواضع ورؤية الواقع على الارض».