 |
-
بات الجهاد ضد الشيعة لا ضد الأميركيين
بات الجهاد ضد الشيعة لا ضد الأميركيين
أيلاف: كشف الرئيس الأميركي جورج بوش بداية الأسبوع الجاري عن خطة أعلن أنّ قواته ستعتمدها في العراق. وعلى الرغم من ردود الفعل الواسعة حول خطة بوش الجديدة فالتوجه الحالي واضح نحو تطبيقها قبل افتتاح العام الرابع من الإحتلال الأميركي للعراق. وكانت ردود الفعل قد تباينت بين مؤيد ورافض ومشكك حتى من ضمن الإدارة الأميركية نفسها، عدا عن مجلس النواب الذي بات تحت سيطرة الديمقراطيين برئاسة نانسي بلوسي. وربما تأتي الهجمة التي شنتها القوات الأميركية على مقر القنصلية الإيرانية في أربيل كأولى بوادر هذه الخطة الموعودة.
تجارة سلاح
ربما يختلف الوضع على أرض العراق أو لا يختلف عن تنظير بوش حول خطته، المهم ان الوضع متأزم طائفياً بين الشيعة والسنة على وجه الخصوص. في هذا السياق التقى غيث عبد الأحد المراسل الذي ينقل ما يجري في أرض المعركة الأهلية بين السنة والشيعة في العراق رامي الذي يوصل السلاح إلى المتمردين من السنة وأحد أفراد الحرس الجمهوري سابقاً، حسب ما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية.
تحدث رامي عن تغير طبيعة الجهاد في منطقة الأعظمية، قائلاً إن المقاتلين فترت همتهم عن الجهاد، ولا يقاتل الآن سوى الفتيان. "ترى الفتى يحمل بندقية أو اثنتين، ولا يستهدفون الأميركيين بل يستهدفون الشيعة."
لم يعد رامي ينشغل بأمور القتال، لكنه يكسب المال من بيعه الأسلحة والذخيرة في شمال بغداد. وحتى الأشهر الماضية كان التمرد السني يحصل على أسلحته من مستودعات للجيش العراقي السابق، ولكن بعد أن حوصروا واستهلكوا عدداً من ذخيرتهم في المعارك المحتدمة مع الشيعة لا بد لهم من مصادر أخرى للسلاح والمال.
وكما أخبر رامي المراسل فإن أحد المترجمين الذين يعملون لصالح الجيش الأميركي في بغداد هو الذي يمده بالذخيرة، وقال إنه عقد صفقة مع مسؤول أميركي لشراء نوعية جيدة منها.
يحصل رامي على معظم الذخيرة حالياً من الجيش العراقي، حيث قال: "نشتري الذخيرة من المسؤولين عن المخازن، حيث يبلغ ثمن صندوق صغير من الرصاص 450 دولاراً. ثم أدفع مبلغاً من المال لسائق شيعي لإيصال الذخيرة إلي، وهو يتقاضى 50 دولاراً عن كل شحنة."
كان ثمن صندوق الرصاص الذي اشتراه رامي يتراوح بين 150 و175 دولاراً منذ عامٍ واحد فقط، كما ارتفع سعر الكلاشينكوف من 300 إلى 400 دولاراً في الفترة نفسها. ويعكس هذا الارتفاع في أسعار السلاح توغل الحرب الأهلية في الجسد العراقي، الأمر الذي لا يدركه العالم الخارجي.
ضد الشيعة
وفي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي اتصل المراسل بأحد المتمردين السنة كان قائداً في خلية صغيرة تقاتل الأميركيين. قال أبو عمر: "لم يعد آمناً أن تكون سنياً في بغداد." لقد كان على لائحة المطلوبين أمنياً للقوات الأميركية على مدى ثلاث سنوات.
بدا يائساً أكثر منه غاضباً، وقال: "يلقون باللوم علينا نحن السنة. لقد علمت أن بعضاً من أعضاء القاعدة يقتلون الشيعة ويلقون بجثثهم في النهر، فقلت لهم إن ذلك ليس جهاداً وإنه ليس بإمكانكم قتل جميع الشيعة". ثم قال: "أريد أن أتحدث إلى الأميركيين لتقديم ضماناتٍ لهم بعدم مهاجمتهم في حال منعوا مجيء الميليشيات الشيعة".
عمل التحالف السني مع القاعدة في البداية على جذب المتمردين ومن ثم المجتمع السني بأكمله لمواجهة مع الميليشيات الشيعية، بعدما أقدم عدد من أعضاء القاعدة على ذبح مدنيين من الشيعة.
وفي اجتماع عقده أبو عمر مع مجموعة من المنظمات السنية المختلفة قال: "يحاول الأميركيون التحدث إلى السنة، وعلينا أن نريهم أننا قادرون على الحديث في السياسة." ثم نظر إليهم بحذر، فمجرد اقتراح التحدث إلى الأميركيين قد يجعله من زمرة الخونة، ثم واصل حديثه: "أين الجهاد والمجاهدين؟ أصبحت بغداد مدينة شيعية، وإخواننا يُذبَحون يومياً. أين هم أبطال القاعدة؟ سنخسر بعضنا الواحد تلو الآخر إن لم نكن نعد إستراتيجية للعمل".
تعددت الآراء حول ذلك، فمن متخوف من ذبح السنة في حال رحيل القوات الأميركية، ومن متوعد للشيعة بالقتل "الذين لا يستطيعون فعل شيء لولا الدعم الأميركي."
عملت الفتنة الطائفية على تقسيم بغداد إلى مناطق سنية وأخرى شيعية، في حين أجبرت عائلات على الانتقال من منازلها. وبعد كل هجوم على المدنيين الشيعة، تتناثر الجثث المشوهة للسنة في شوارع العاصمة.
يحكي المراسل عن قائد سني آخر يُدعى أبو عائشة اعتقد أن خطر الشيعة يفوق خطر الأميركي المحتل. وكان يقاتل في ضواحي بغداد الغربية ويتبع نهجاً متشدداً للإسلام يُدعى السلفية. شارك أبو عائشة في عشرات الهجمات على الجنود الأميركيين والعراقيين من طريق أجهزة التفجير العشوائية، وكذلك في إعداد الكمائن للجواسيس الشيعة. قال: "توقفنا عن استخدام أجهزة التحكم عن بعد لتفجير القنابل، لأن الأميركيين تمكنوا من تشويش الإرسال."
وقال بعد أن اطلع المراسل على صور لجثث ملقاة في الشارع ادعى أنها لعملاء من الشيعة وهو من قتلهم، قال: "هناك نوع جديد من الجهاد الآن، وهو جهاد الشيعة وليس جهاد الأميركيين".
ترجمة: سامية المصري
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |