مشاهدات القاضي فرعون لعملية الإعدام: صدام جلس يرتعد
صدام جلس يرتعد.. ونحن كنا مرعوبين من التجربة
14/01/2007 بغداد- بي بي سي- أدلى القاضي منقذ الفرعون الذي حضر عملية اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بصفته ممثلا للادعاء العام، بحديث لاذاعة 'بي بي سي'.. روى فيه مشاهداته لعملية تنفيذ حكم الاعدام في صدام.
وقال فرعون ان 14 شخصا حضروا، بمن فيهم فرعون نفسه ممثلا للادعاء وقاض يمثل المحكمة، ومن الجانب الحكومي حضر 'عدد من المسؤولين لم أتعرف سوى على موفق الربيعي مستشار الأمن القومي في العراق'.
'جلس يرتعد'
وقال فرعون 'دخل صدام وهو غير مسيطر على نفسه وبدت حركاته غريبة، وكان مرتديا الملابس التي شاهدها الناس، اضافة الى قبعة صوفية تغطي رأسه، وكان يتلفت حوله ويحرك يديه كثيرا'.
وأضاف فرعون ان صدام بقي صامتا الى ان طلبت منه الجلوس، وظل يرتعد الى ان بدأ القاضي بقراءة نص الحكم، حينها اخذ بالانتباه والتفت حوله وردد ما كان يردده سابقا في قاعة المحكمة: 'عاش الشعب، عاشت الامة والموت للخونة'. وأشار فرعون الى ان صدام كان يحمل نسخة من القرآن بيديه المكبلتين أمامه، وانه اخذ القرآن منه عند تكبيل يديه خلفه، وقال له صدام 'احتفظ به الى ان تقابل احد أفراد عائلتي وتعطيه اياه'.
بعد تكبيل يديه خلفه شد وثاق قدميه، فقال صدام للحراس 'كيف اصعد منصة الاعدام عبر الدرج وقدماي موثقتان؟' فساعدته عناصر الشرطة على صعود المنصة. وقال فرعون ان صدام رفض وضع غطاء للرأس قبل تنفيذ الاعدام فعرض السجانون عليه وضع قطعة قماش حول عنقه لحمايته فوافق صدام على ذلك. وأضاف 'لدى وضع الحبل حول رقبته كان عدد من الحراس يقفون على باب قاعة الاعدام وليس داخل القاعة، وتنحصر مهمتهم في حراسة الموقع ليس الا، وردد الحراس: اللهم صل على سيدنا محمد، وشاركهم صدام الدعاء، لكن احدهم صرخ باسم مقتدى ثلاث مرات، فطلبت منه التوقف عن ذلك، وان لا حاجة لهذا'.
ولدى سؤل فرعون عن صور الفيديو غير الرسمية المتداولة والمأخوذة بواسطة أجهزة الهاتف النقال، قال فرعون انه شاهد شخصين يقومان بذلك لكنه لا يعرف من هما. وقال 'حتى لو شاهدتهما اليوم فلن استطيع التعرف عليهما'. ولدى سؤاله لماذا لم يتدخل لوقف ذلك أجاب فرعون 'ان ذلك يعتبر خرقا للقانون وعملية الاعدام ليست سرية وتنفذ عادة في مكان عام، وفي العراق كان يتم حشد الناس من اجل مشاهدة عمليات الاعدام، وذلك من اجل ردع الآخرين اضافة الى تصويرها'.
ووصف فرعون تلك اللحظات بأنها 'كانت مرعبة لنا اذ لم يسبق لأحد منا ان شاهد عملية الاعدام لذلك خيم علينا صمت ثقيل'.