العراق بين مطرقة المصالحه وسندان المصاهره؟
الكلام والعمل شيئان قد يكونان مكملان البعض للأخر ولكن اغلب الاحيان يكونان غير مكملين فدائما نتكلم بكلام تافه او كلام لانستطيع تطبيقه فقط للتفاخر به او لتخويف المقابل او مثل ما يسمى لأبراز عضلات فسيبقى فقط كلام لايقدم ولايؤخر شئ.......
أما العمل هو تطبيق للكلام على ارض الواقع اي العمل هو صاحب النتائج وليس الكلام .............
فنستطيع معرفة بأن الكلام شئ نظري والعمل شئ تطبيقي.....
في العراق اصبح الاعتقاد بان الكلام عمل لأنه قد غاب العمل عن ناظرنا وتفكيرنا ,كثرة الشعارات تؤدي الى الفشل بدون العمل بها فالمعروف بأن الشعار قانون يجب تطبيقه فمثلا منذ اربعة سنوات واكثر ونحن نسمع بالشعارات (عراق امن مستقر)ومازال العراقييون يذبحوا ويهجروا ....(اعمار امن استقرار)وبنايات العراق تتهدم وبدأت تتلاشى, هذه من الأف بل ملايين الشعارات التي كتبت وقيلت وفي الاخير مصيرها اما على ورقة في احدى الجرائد وترمى في احدى النفايات او على قطعة قماش بقية معلقة على احدى الجدران وقد اكلت الشمس ما اكلت منها وقد رفع العمل بها...........
اخذت بنا هذه الشعارات الى وادا بعيد عن واقعنا فقمنا نحلم بحلم اكبر منا وبنينا امال واشياء لكن بدون اي اساس لها ,تصورنا من خلال الشعارات سوف يكون بلدنا افضل البلدان وشعبه افضل الشعوب في العالم وماعلمنا باننا بدأنا بتهديم بلدنا وقد مضينا قدما على ذلك ومازلنا نحلم بالكثير, مازال عقلنا متجمد ينظر بأتجاه واحد ليس بكل الاتجاهات ..........
المشكلة ليست كيف اضع او اجد شعار رنان وجيد وكيف يخط واين يعلق المشكلة في التطبيق, نستطيع ان نستغني عن كل الشعارات ونعمل بدون اي شعار ويصبح بلدنا افضل مما هو عليه.
فشعار لا للطائفية منذ اصداره ولحد الان تعصف بالبلد نار الطائفية المحرقة, شعار كلا للارهاب والارهابيين هم الذيين يتحكمون بالبلد, وشعار الاعمار والتطور والازدهار والبلد بدأت معالمه تتغير بسبب التهديم والتفجير الذي يحصل, اما التطور والازدهار فلا وجود للكهرباء والماء والخدمات للشعب , فكرنا كثيرا وكثيرا وكيف نخرج البلد والشعب من هذه الأزمة التي حلت فيه خرجنا ليس بعمل بل بشعار جديد الا وهو المصالحة الوطنيه استغربنا من هذا الشعار الذي يضم تحت طياته معاني كثيرة فالمعروف بأن الذي يتخاصم مع جهه او مع شخص معين تتم المصالحة بينه وبين الجهه او الشخص الأخر ولكننا لسنا متخاصمين فهذا عراق الجميع قد ضم طوال حياته جميع الاطياف والاديان والقوميات بدون تخاصم فلماذا مصالحه؟ ولم نعلم لحد الان مع من نريد الصلح هل تخاصمنا مع احدهم ونريد ان نصالحه , قمنا بالموافقة على هذا الشعار ونحن لم نعلم على اي شئ يحتوي وقلنا نحن ماضون العمل في هذا الشعار اصبحت النتيجة كارثية فقد تقسم العراق الى منطقة كردية وشيعية وسنية فأنعكس الشعار وتم تطبيقه بالعكس بأسم المخاصمه الوطنيه واخذ البعض يقتل الأخر من أجل التخاصم لعلهم علموا بأنه لاتتم مصالحه الا ان تسبقها مخاصمة فلذلك تخاصمنا وقام القوي بأكل الضعيف, قتل الناس الابرياء تشريد العوائل الشريفة تفجير الحسيينيات والمساجد حتى وصلنا الى الاسماء فتوجد طائفية بالأسماء, احد اصدقائي ذكر لي حادثة قد تكون غريبة على اصحاب الشعارات يقول: كنت قد ذهبت الى بغداد بعمل ركبت احدى سيارات النقل وكانت تمتلأ بالركاب وأذا بنقطة تفتيش لم نعلم بأنها وهمية انزلونا من السياره فكان من ضمن الركاب شباب اثنين بدى عليهم بأنهم طلاب كليه احدهم اسمه عمر والثاني علي, فطلب الموجودين في نقطة التفتيش الهويات كل من يروا هويته وليس عندهم اعتراض عليه يصعد الى السيارة وصل الدور الى عمر وعلي قدموا هوياتهم واذا مسؤول السيطرة يتعجب ويكلم الشباب هل صحيح ام انتم تكذبون استغربوا الحالة فقالوا له لماذا قال انت شيعي واسمك عمر وهذا سني واسمه علي من فعل ذلك ؟فأجابه ببرودة اعصاب اذهب معنا الى أهلنا واسألهم لماذا فعلوا ذلك وقبل ان نذهب نقول لك بأن لاتوجد لدينا عوائل لأن عوائلنا قتلت بسبب الطائفية الحمقاء التي تسأل عنها انت فالخطأ ليس فينا, فأجابه المسؤول اصعدوا الى السيارة فالخطا واللوم ليس عليكم ولا على أهلكم بل علينا نحن اشعلنا النار ولم نعرف كيف نطفئها ...........
مر الكثير على المصالحه الوطنيه وهيه لحد الان في طور البناء ودمرت مادمرت كيف اذا نمت, ما قد يحصل بنا وببلدنا ...
الان خرج لنا شعار جديد المصاهره الوطنيه ويجب علينا كذلك المضي في هذا الطريق فمن مصالحه الى مصاهره الى طريق المجهول الى الهاويه ومازلنا نخط شعاراتنا ونعلق بها..........
اي مصاهرة واي مصالحه تخرب البلد وشعبه, تدمر البلد وتنفي شعبه منه, اين الوطنيه في ذلك؟ اصبحنا عندما نقول الان العراق بلدنا نقصد الخراب والدمار .........
اردنا ان نضحك ونبكي الاعداء وعملنا العكس بكينا فضحك الاعداء, تقدم اعدائنا علينا بتراجعنا, خفنا تشجع اعدائنا ....قتلنا انفسنا ليعيشوا اعدائنا, ذبحنا وطننا ليعيش وطن اعدائنا, ومازلنا نتفوه ونقول بملأ فمنا لنصالح ونصاهر ويبقى بلدنا العزيز تحت رحمة الشعارات اذا كانت تحمل الرحمه ................
غزوان العيساوي
صربيا بلغراد
3-10-2007
ghazwan.hamed@yahoo.com
gazwankufa@hotmail.com