 |
-
يا أيها الشهداء لا تنتفضوا كتابات - جعفر الحسيني
يا أيها الشهداء لا تنتفضوا
كتابات - جعفر الحسيني
(1)
عندما مات الحسن الثاني ملك المغرب، قرّرت إسرائيل تسمية 70 موقعاً (ميادين وشوارع ومتنزهات وحدائق) باسم الملك الحسن الثاني، وإصدار الطابع التذكاري الأول لسنة 2000 موشحاً بصورته، وذلك تكريماً لخدماته لإسرائيل، والتي بلغت حد السماح للموساد الإسرائيلي بتسجيل كل المناقشات والمداولات التي جرت في مؤتمرات عربية وإسلامية على مستوى القمّة.
ويعلّق على ذلك الأستاذ محمد حسنين هيكل: (لقد كانت التعليقات التي تكررت في الصحف الغربية كلّها .. وكذلك في الصحف الإسرائيلية .. تذهب جميعاً إلى رأي مؤداه أن الدليل الحي على غياب – أو غيبوبة – الرأي العام العربي هو ذلك الفرق الهائل بين المعلومات المثيرة التي نُشِرَت في العالم بعد إعلان وفاة الملك الحسن – مركّزة على علاقاته مع إسرائيل وبالذات جهاز الموساد – وبين العناوين المؤثرة التي ظهرت عن جنازته وسالت دموعاً ساخنة على صحف العالم العربي وموجات إذاعاته، وشاشات تلفزيوناته وفضائياته) (هيكل، كلام في السياسة، ص 391).
أما الملك حسين ملك الأردن فقد (ذهب – يوم 25 سبتمبر 1973 – إلى مقابلة سرية مع رئيسة وزراء إسرائيل (قبل أيام من 6 أكتوبر 1973) وحذّر جولدا مائير أن مصر وسوريا تدبران لشنّ معركة مفاجئة ضد القوات الإسرائيلية في سيناء والجولان) (المصدر السابق، ص 131).
وقد بكى الأردنيون أيضاً – ومعهم العرب – بدموع ساخنة والدهم الملك حسين. أي تماماً كما يبكون الآن حبيبهم صدام حسين.
يا للغباء والانحطاط .. يقول الشاعر:
من عادة الناس للأصنام تعبدها من حطة الناس لا من رفعة الصنمِ
(2)
يا شهداء العراق لا تنتفضوا ..
يا أطفال حلبجة والأنفال ونساءها .. لا تبتئسوا.
يا أطفال بلد الذين تم دفنهم مع أبائهم أحياءً في رمال السماوة .. لا تحزنوا.
يا أبناء المقابر الجماعية لا ترتجفوا حزناً وألماً.
أيتها المغتصبات .. ويا كل امرأة دخلت الأمن العامة والاستخبارات والمخابرات والأمن الخاص وغيرها .. وتم خلع ملابسها أو تهديدها بالاعتداء عليها .. لإجبارها أو لإجبار زوجها أو ابنها أو أبيها أو أخيها على الاعتراف أمام الجلادين ..
وأخصّ منهن الشابتين اللتين لا أعرف اسميهما أو مصيرهما .. واللتين كانت معلقتين بالقرب منّي في سجن الشعبة الخامسة .. ولم يكن يستر جسديهما سوى قطعتين .. لا تغضبوا ..
فهذه الأمة تعيش في غيبوبة .. لا تفرق بين خير وشر .. ولا صديق وعدو .. ولا جلاد وضحية. مصدر معلوماتها الإشاعات التي تبثها الفضائيات ومنتديات الشتائم في الإنترنت ..
أمة لا تقرأ .. وإن قرأت لا تفهم إلا ما يناسب غرائزها ..
أمة تعيش في حداثة رثّة .. حيث تستعمل أحدث الابتكارات وتفكر بعقلية القرون الوسطى.
أمة تعتقد بأنها أحسن الشعوب وأعظمها وأكملها رغم أنها تقع في ذيل أية قائمة عالمية حول التعليم والتنمية والبحث العلمي وحقوق الإنسان وحقوق المرأة .. الخ.
جموع من الناس لم تعد في الواقع تشكل أمة ولا شعوباً ولا حتى قبائل .. هي أكثر الناس كلاماً عن الأخلاق والقيم .. ولكنها في الواقع أقل الأمم قيماً ومبادئ .. إنها أمة تمجد الجلادين والقتلة، وتضطهد الضحايا ..
الجلادون لا يحتاجون عندها إلى أي دليل على عدالتهم وتدينهم ووطنيتهم .. أما المقابر الجماعية والقتل والتعذيب .. حتى عندما يكون المتهم مجرماً معروفاً كصدام وكبرزان وعواد البندر .. فإنك لو جئت بكل الأدلة .. فما تقوله هو من صناعة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والإيرانية ..
الشعوب الأخرى مشغولة بالتنمية وتدخل إلى القرن الواحد والعشرين بخطى ثابتة .. أما هي فمشغولة تبحث عن قرآن الشيعة، الذي يختلف عن قرآن السنّة، لتبرر به ذبح الشيعة واستباحة أموالهم وأعراضهم .. والمفارقة أنها حتى بعد ألف وأربعمائة سنة لم تجد لهذا القرآن من أثر ..
يقول علماء الاجتماع: أنظر إلى الأشخاص الذين يقدرهم المجتمع، تعرف الاتجاه الحضاري السائد في ذلك المجتمع ومصيره ..
فأي اتجاه حضاري في هذه الأمة التي رموزها الزرقاوي وصدام وبرزان وطه الجزراوي .. وأمثالهم !!
(3)
أقول لشهداء العراق .. لو سمعتم ما يقوله الرعاع وهم يمجدون صدامهم .. لضحكتم بملء أشداقكم .. وأخال المتنبي كان يقصد أولئك الرعاع حين قال بيته الشهير:
وليس يصح في الإفهام شيء إذا احتاج النهـار إلى دليل
فهناك ثلاثة مقالات ..
فبعضهم يقولون – كما هو الحال بالنسبة للموقع الرسمي لحماس (شبكة فلسطين للحوار) – بأن صدام وقد نطق الشهادتين، قد غفر الله ذنوبه جميعاً، وحشره مع الشهداء ..
أنا لا أريد أن أناقش هذه المقولة التي توزع الإيمان والكفر على الناس .. ولكنني أقولها وللاستهزاء لإخواننا الفلسطينيين على موقع شبكة فلسطين للحوار، وكل مواقعهم الأخرى، إن الشيعة – ومنذ ألف وأربعمائة سنة – ينطقون بالشهادتين، فلماذا تعتبرونهم – وعلى موقعكم هذا بالذات – كفّاراً يجوز للمسلمين انتهاك أعراضهم والاستيلاء على أموالهم واستباحة دمائهم !!
ثم أنني أدعوكم إلى الالتزام بفتوى شيخكم أبو عبد الله الحنبلي، الذي أفتى بعدم جواز أخذ المساعدات من إيران (الرافضية المجوسية اليهودية)، (الفتوى موجودة على موقع شبكة فلسطين للحوار) .. وللتذكير هنا فأن الرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف، قد قال في فيينا في تشرين الأول 2005، بأن 70٪ من العمليات الفدائية في الضفة الغربية ضد إسرائيل ورائها إيران.
أما القول الثاني .. فهو يرى أن صدام قد قاوم الأميركيين وأنهم قد أعدموه انتقاماً منه ..
لقد جاءت المخابرات الأمريكية بالجنرال نورييغا حاكماً لبنما. ولكنه وقد أخذ يتاجر بالمخدرات، زحفت عليه القوات الأمريكية وألقت عليه القبض – في كانون الثاني 1990 – حيث أودع أحد السجون الأمريكية. وكان نورييغا قد وزّع السلاح على الشعب ليقاتل القوات الأمريكية الغازية، ألا أن أحداً من البنميين لم يقاتل أبداً، بل ما أن سقط نورييغا، حتى نهبت الجماهير قصوره ..
وصدام وهو يصطدم مع حلفائه السابقين، أو بالأحرى عندما أزاحه أسياده، بدا وكأنه (نورييغا) العراقي. أما الفرق بين الرجلين، فنورييغا البنمي لم يبكه أحد، لا في بنما ولا في أمريكا اللاتينية. بعكس نورييغا العراقي الذي بكته حشود الرعاع العربية، والمرتزقة من الكتّاب والصحفيين، وغلاة الطائفيين.
إن أمريكا لم تكن موافقة على إعدام صدام – وأنا هنا أتحدث عن معلومات مؤكدة سمعت بعضها شخصياً من رئيس الوزراء نوري المالكي – لكن المالكي اشترط بصلابة وبإصرار على الرئيس الأمريكي بوش، في لقائه بالأردن، إعدام صدام. بل أن المالكي قال – وقد سمعت ذلك منه – بأنه سيذهب لينفذ بنفسه حكم الشعب بصدام إذا ظل الأمريكان على رفضهم لإعدامه، وأن إعدامه لابد أن يكون قبل نهاية 2006، مهما كان الأمر ..
أما القول الثالث .. وهو الذي يردده غلاة الطائفيين .. ومفاده أن الشيعة قد أعدموا صدام في عيد السنّة .. وأن صدام رمز السنّة وشهيدهم.
لقد كان لدينا نظاماً للإعدام، صادر في العهد الملكي، يحرّم الإعدام في الأعياد الدينية والرسمية، ويمنح المحكوم بالإعدام حقوقاً كثيرة ومفصّلة، منها الحق في مقابلة أهله أو أي شخص آخر، وأن لا يتم ضربه أو إيذائه .. الخ. وقد ألغى نظام صدام 27 مادة من هذا النظام، من بينها المادة التي تمنع الإعدامات في العطل والأعياد .. وكان يتم إعدام الكثير من الشهداء في العراق، في الأعياد أو أيام الجمع، ناهيك عن حرمانهم من مقابلة أهلهم أو ترك وصية، بل ولم تُسلّم جثث 99٪ منهم لأهلهم، والتي تم إلقائها في الصحراء أو الأنهار .. ولكل منّا قريب أو صديق، لم يتم تسليم جثته ..
ولذلك أقولها بألم، ما كان لسرسري كصدام، أن يكون له قبراً، أياً كانت المبررات.
وسيبقى جرحاً في الضمير العراقي، أن أهلنا وأطفالنا ونساءنا الشهداء، من الشيعة والسنّة والأكراد والتركمان ليست لهم قبوراً .. وهم الذين، أحذيتهم أشرف من صدام وأبيه، ومن حزن عليه وأبيه ..
لقد جاءت الموافقة على إعدام صدام، من المحتل الأمريكي، وبعد ضغوط وتهديدات، من الجانب العراقي، في اليوم السابق للعيد، وقرر المالكي بشجاعة وشرف، أن ينفذ الحكم قبل نهاية العام 2006، وفي اليوم الذي كان صدام قد ألغى منع الإعدام فيه واستباحه .. علماً أنه لا يوجد نصّ ديني يحرّم ذلك، وأن السعودية نفسها لطالما أعدمت الكثيرين بعد صلاة الجمعة، بل وأعدمت الكثيرين في عيد الفطر، في حالات عديدة.
على أي حال، صدام لم يُعدَم لأنه سنّي، ولا لأنه تكريتي، ولا لأنه بعثي، ولا لأنه صدام ولا لأنه شيء آخر .. صدام أُعدِم لسبب واحد وحيد، هو أنه مجرم.
أما أن يهتف شرطي بهذا الشعار أو ذاك، فالناس أحرار في التعبير عن مشاعرهم .. وبالتأكيد لو أن ابن الشهيد الشيخ عبد العزيز البدري، أو عدداً من أنصاره، كانوا حاضرين لهتفوا باسمه .. وأيضاً لو كان أبناء رشيد مصلح التكريتي، أو مدحت الحاج سرّي، أو محمد مظلوم .. أو غيرهم من شهداءنا السنّة.
أما أنا فلو كنت حاضراً، لهتفت باسم كل شهداء العراق، من الشيعة والسنّة والأكراد والتركمان، من الإسلاميين والقوميين والشيوعيين والبيشمركة والمستقلين، بل والبعثيين، من الذين تصدّوا لسفالة صدام وجرائمه، كفليح حسن الجاسم، وكرياض إبراهيم العاني وزير الصحة .. وأمثالهم. أما البعثيين الذين شاركوه جرائمه ثم تآمروا عليه وتآمر عليهم، كناظم كزار ومحمد فاضل وعبد الخالق السامرائي وعدنان حسين وأمثالهم .. فأنا لست معنياً بهم ..
إن صدام، عندما يجري عملية إعدام علنية، وهي بحكم طبيعة نظام صدام الأمنية قليلة جداً، كان يأتي ببغايا (اتحاد النساء التابع للحزب) ليزغردن وينثرن (الجكليت) على الحزبيين، الذين يقومون بإعدام الضحايا، لأن صدام اشترط لحصول كل بعثي، على درجة عضو شعبة فما فوق، أن يعدم شخصين فأكثر.
أما الحكومة الحالية فقد عاملته أفضل مما يُعامل المحكوم بالإعدام، في الدول الغربية، فلم يحلقوا رأسه، ولم يلبسوه بدلة الإعدام، ولم يغطوا وجهه بكيس أسود. ناهيك بأنهم لم يضربوه أو يعاملونه بقسوة .. بل عاملوه كإنسان.
ثم أن الأمريكان، وكعادة السجون الأمريكية، في حالات الإعدام، حقنوه بحقنة مهدئة، فتحوّل في لحظات من جبان رعديد، كان يقاوم ويتوسل ألا يسلموه للعراقيين. مدعياً بأنه الوحيد الذي يستطيع أن يهزم القاعدة والشيعة وإيران وأن يحافظ على تدفق النفط إلى الغرب .. الخ. لقد تحوّل – بعد الحقنة – إلى إنسان رابط الجأش، صلب، شجاع، وطلب فوراً وجبة طعام شهية، أكلها بنهم. ثم رفض أن يذهب – بناء على طلب السجانين – إلى الحمام ليتبوّل، حتى لا يتبوّل على نفسه خلال العملية. ثم أخذ يقرأ – وهذا الأمر قد حدث للمرة الأولى – في القرآن. ثم اقتادوه إلى المقصلة، وبقية القصة معروفة.
(4)
إن لدي ثلاث كلمات لثلاث جهات، للشعب العراقي، وللحكومة العراقية، ولإيران ..
أقول للشعب العراقي بسنّته وشيعته .. إن لدي تصوراً – أتمنى ألا يكون دقيقاً – بأن الإرهاب الطائفي، يدفعكم دفعاً، إلى أتون حرب طائفية مدمرة .. أنكم حتى بعد عشرين سنة، ستعودون إلى نفس النقطة التي بدأتم منها .. أي أن الحرب الطائفية لن يكون فيها رابح أو خاسر .. الكل سيخسرون.
أقول للحكومة العراقية، إن الحكومة التي لا تثق بنفسها تنهار .. إن الأداء الرسمي، الذي تراوح بين الصمت والتبرير والتنصل، كان ضعيفاً وبائساً .. الأمر الذي جرّأ الكثيرون، في الداخل والخارج، على تحدي الحكومة واستفزازها .. كذلك جرّأ بعض الحكام العرب، على إعطاء العراقيين دروساً في حقوق الإنسان والقيم الدينية ..
وأقول لإيران .. وفّروا أموالكم للتنمية في بلادكم .. لا تبددوها على حماس أو غير حماس .. العرب لا يريدون تحرير فلسطين .. إنما يريدون رأس إيران ..
هذه الأمة تكرهكم، منذ تحولتم إلى التشيّع، في القرن السابع عشر الميلادي .. وأنتم عدوّها الأول .. قبل إسرائيل وقبل أمريكا .. وقبل الشيطان .. وقبل أي شيء ..
إسرائيل لم تقتل في تاريخها إيرانياً، ولم تحتل منكم أرضاً، وكنتم – أيام الشاه – وإسرائيل حلفاء .. مشكلتكم مع إسرائيل هي القضية الفلسطينية .. أما الفلسطينيون فمشكلتهم أنكم أرفاض أنجاس .. وهم يقولون – على شبكة فلسطين للحوار – أننا لا نريد إيران حتى لو حررت القدس !!
أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي قال أن الدول العربية تحالفت معنا ضد إيران وحزب الله .. وذكر بالاسم دولتين جديدتين قد انضمتا إلى هذا التحالف .. هما السعودية والإمارات ..
العرب، ولا أحد غيرهم، هم الذين – بأموالهم ومقاتليهم – هزموا الاتحاد السوفييتي، مصدر تسليحهم الوحيد، وحليفهم الاستراتيجي ..
وغداً فإن حرب أمريكا المقبلة على إيران، سيلعب فيها العرب دوراً أساسياً. فهزيمة إيران هي مطلب عربي قبل أن تكون مطلباً أمريكياً أو إسرائيلياً ..
فيا أيها الإيرانيون .. عيشوا بسلام واتركوا العرب وشأنهم .. فهؤلاء قوم تعودوا أن يحالفوا أعدائهم ويحاربوا أصدقائهم .. ثم أنهم لا يضرون عدواً ولا ينفعون صديقاً ..
[align=center]
 [/align]
-
لافُضًّ فوك استاذنا الحسيني....
وبارك الله بأختنا زينب..على المقال الرائع.
-
أخي زيد
في الحقيقة الحذر واجب وخاصة من كتاب هذا الوقت وأسماؤهم الرنانة
-
 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hasan
أخي زيد
في الحقيقة الحذر واجب وخاصة من كتاب هذا الوقت وأسماؤهم الرنانة
أخي الكريم حسن
الكاتب جعفر الحسيني ليس من الكتاب الذين يغيرون جلدوهم تبعاً لمصالحهم ولا من اصحاب الاقلام المأجورة....
تحياتي لك
يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......
-
 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hasan
أخي زيد
في الحقيقة الحذر واجب وخاصة من كتاب هذا الوقت وأسماؤهم الرنانة
الأخ حسن المحترم
الكاتب جعفر الحسيني من الكتاب الذين لا غبار عليهم ..أنا من المتابعين لكتاباته ..ولتتعرف عليه أكثر أخي أنصحك بقراءة كتابه (على حافة الهاويه)
[align=center]
 [/align]
-
وعطفاً على كلام الاختين المحترمتين...
اخي الحبيب والغالي حسن....
الاستاذ جعفر الحسيني من الكتاب الذين يمتلكون حساً وطنيا...انا شخصياً قرأت له قبل ثلاث سنين كتابه الرائع"على حافه الهاويه" والذي يتنبأ فيه بسقوط نظام صدام...والكتاب الف في سنه 2002...
وانا احتفظ به في مكتبتي الشخصيه.
-
 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hasan
أخي زيد
في الحقيقة الحذر واجب وخاصة من كتاب هذا الوقت وأسماؤهم الرنانة
يبدو يا أخ حسن ان هواجسك وهي في غير محلها قد حرمتك من المعاني العميقة في هذه المقالة .. وعلى أية حال فكاتبها مناضل ومجاهد معروف أمضى شطرا من حياته في سجون البعث التكريتي ولسنوات طويلة .. وربما أنقذه سجنه من موت محقق تعرض له الكثيرون في بلد .. فكان هو والنزيل الآخر لسجون البعث عادل مطشر الشيخ حسن محمد حمزة الناجي الوحيد من مفرمة البعث المجرم التي فرمت كل أفراد عائلته .. ثم ان الكاتب هو ابن العلامة الراحل شهيد المهجر السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب ..
خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
nmyours@gmail.com
-
 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة babylonuk
[align=center] هكذا قتلوا الشهيد الصدر[/align]
[align=center]كتابات - جعفر الحسيني[/align]
كنا أربعة سجناء في أربع زنزانات انفرادية في أحد سجون الأمن العامة.
الزنزانة الرابعة كان فيها محمد الناطور و هو من الكوادر السورية العاملة في مجال العمليات الإرهابية التي كانت تشنها مخابرات صدام في سوريا. و يبدو أن ضميره قد صحا و حاول الهرب إلى خارج العراق مع وليد الطالب عضو مجلس الرئاسة السوري في الستينات, الذي عاد إلى بلده سوريا. لكنه لم يتمكن من الهرب, و قبضوا عليه قي تموز 1979, و وضعوه في زنزانة انفرادية, و لا أعلم بمصيره, بعد أن افترقنا في 1985. والشيء بالشيء يذكر, أن الرجل ولطول فترة السجن الانفرادي كان نصف مجنون.
الزنزانة الثالثة, كان فيها السيد محمد تقي الجلالي, المجتهد المعروف, و الذي أعدم في عام 1982 .
أما الزنزانة الثانية, فكان فيها مجيد علي السعد, و هو من مدينة الرمادي, و والده من شيوخ البوفهد بمحافظة الأنبار. و قد صمد هذا الرجل –رغم أنه كان مريضا بالقلب- صمودا بطوليا. و أوجه إليه اليوم التحية حيا كان أو ميتا لأنه كان مملوءا نبلا و شهامة.
لقد كنت في الزنزانة الأولى. و كنا نجد أحيانا فرصة أن نكلم بعضنا لدقيقة أو دقيقتين خلال إخراجنا ظهرا إلى الحمام, حيث لا توجد حمامات في الزنزانات.
ذات يوم قال لي مجيد: أريد أن أقول لك سراّ. إن الزنزانة التي أنت فيها كان فيها السيد محمد باقر الصدر. و الزنزانة التي أنا فيها كانت فيها الشهيدة بنت الهدى.
و لما سألته عن أية تفاصيل أخرى, أجابني : لا أعرف شيئاّ لأنهم كانوا يضعون بطانية تحجب الزنزانتين. و بالطبع أنا لا أدري – و الكلام لمجيد- ماذا عملوا معهم في غرف التحقيق.
إن ما أخبرني به مجيد علي السعد دلني على الشخص الذي يعرف السر. و أقصد بذلك مدير السجن الذي كنت فيه أنا و الذي كان فيه مجيد معتقلا قبلي بعامين, وتحديدا في الفترة التي كان فيها السيد الصدر قد اعتقل. وعرفت في السجن معلومات تفصيلية عن مدير السجن...اسمه, رتبته, مدينته..الخ
وسقط النظام.. و كان مدير السجن قد أحيل على التقاعد منذ فترة طويلة و من سخرية الأقدار أن هذا الجلاد قد أصبح كاتبا عن العشائر و الأنساب. و في الحقيقة إن منصبه كان أعلى من منصب مدير سجن و لكنني بناء على عهد قطعته سأشير إليه بصفته مدير السجن..
يقول مدير السجن: جاء إلى مكتبي سعدون شاكر- وزير الداخلية آنذاك وهو معتقل الآن مع صدام وعصابته- و معه مدير الأمن العام فاضل البراك- الذي أعدمه صدام عام 1989
و بحكم رتبتي وقفت عند الباب لأنفذ أوامر هما و كان هناك معي المقدم سعدون صبري الحديثي-مدير الشعبة الخامسة- و الرائد عادل إبراهيم الأعظمي ضابط التحقيق في الشعبة الخامسة.
أمر سعدون شاكر بإحضار السيد الصدر.. و أجلسناه- حسب أوامر هما- على كرسي أمامهما. و جرى الحوار التالي:
سعدون شاكر: أنا جئت من السيد الرئيس وهو ينتظرني الان... و قرار إعدامك في جيبي (أشر على جيبه).. شيء واحد يوقف ذلك. و هو أن تقرأ هذا البيان في التلفزيون ( و لوح سعدون شاكر بورقة يحملها في يده).. و تقول بأن الثورة الإيرانية هي مؤامرة صهيونية و أنها تعادي العروبة و الإسلام و تتآمر على العراق.. وأن حزب الدعوة عميل للاستعمار و الصهيونية.
فرد عليه السيد الصدر: هذا البيان لا ينفعكم لأن الناس لن يصدقوا به.. ولو قرأته فأن الناس سيعرفون بأنني قرأته بالأكراه.. و في كل الأحوال لن أقرأه مهما كان.. و لن ترتاحوا بعد قتلي.. ولن تهنوا أبدا.. قتلي سيضركم ولن ينفعكم.
فقال سعدون شاكر: أذن سنفذ بك و بأختك الإعدام فورا.
هنا ارتجف السيد قليلا و لكنه ظل متماسكا- و هذا حسب رواية مدير السجن- و رد قائلا: حسبي الله و نعم الوكيل.
عند ذاك طلب سعدون شاكر, سعدون صبري الحديثي فجاء و مساعده عادل إبراهيم الأعظمي, و اقتادا السيد الصدر و بدون أن يربطوا يديه أو يضعوا عصابة على عينيه.
كانت هناك سيارة قد وقفت بباب المكتب. اصعدوا إليها السيد الصد ر, وكان قد ازداد صلابة و تماسكا و تحديا. ثم جاءوا بشقيقته بنت الهدى. و هي أيضا لم تكن مكبلة اليدين ولا معصوبة العينين.
فسألته: ما الأمر
فأجابها: لقد قرروا إعدامنا أنا و أنت الآن
فأخذت بنت الهدى تبكي فقال لها مبتسما و بالحرف: يا أخية لا تبكين إن موعدنا الجنة.. ألا تريدين أن تذهبين إلى الجنة؟
قالت بنت الهدى: أنا أبكي عليك
فقال لها السيد الصدر: إن الموت أحب إلي مما يدعونني إليه.
هنا صعد إلى السيارة كل من سعدون الحديثي و عادل الأعظمي. كان أحدهما يقود السيارة و الآخر جالس على الكرسي الأمامي.. وانطلقوا...
هذه رواية مدير السجن لما شاهد ه بنفسه.. أما الجزء التالي فقد رواه له المقدم سعدون الحديثي..
يقول: كان السيد الصدر طيلة الطريق يرتل آيات من القرآن الكريم, و كانت بنت الهدى ترتل معه.. حتى وصلنا بسماية.. أنزلناهما.. ربطناهما على عمودين.. رفض السيد الصدر أن نغطي عينيه ولكننا غطيناهما.. كان مستمرا في قراءة القرآن و كان في قمة الصلابة والتماسك و كانت بنت الهدى في مثل تماسكه و قوته. ثم تشهد و أطلقنا عليهما النار أنا و الرائد عادل.
و اعتقد أنهم لم ينفذوا جريمتهم بالسيد الصدر في مديرية الأمن العامة لأنهم كانوا يأملون أن يراجع السيد الصدر نفسه خلال الطريق.
بقي أن أشير بسرعة إلى الجلادين الأعظمي و الحديثي. فأما الأعظمي فهو بائع سجائر سابق في سينما الأعظمية. كان يعيش مشردا منبوذا. أصبح- بعد انقلاب 17 تموز 1968- ثالث أهم ضباط في الأمن العامة و كان اسمه الأمني (الرائد عامر).
كان ينام في الأمن لعامة و يتناول وجباته الثلاث في غرفة التحقيق, فلم يكن لديه الوقت لتناول طعامه في مكان آخر. تزوج عام 1983. في عام 1986 استدرجه شخصان كانت تربطه بهما علاقة تجارية و قتلاه و قطعاه أشلاءا و دفناه في مزرعته التي منحها صدام له في أطراف بغداد. و كان دافعهما الاقتصاص لضحاياه إذ كان يتحدث أمامهما باستمرار عما فعله بهم. وللأسف إن أحدهما-و بعد عام من الحادث-اعتقل لسبب آخر و لكنه اعترف تحت التعذيب على قتلهم الجلاد و دلهم على بقايا جثته.
أما سعدون الحديثي واسمه الأمني( العميد زهير) فهو مدير الشعبة الخامسة حتى عام 1986 و هو المسئول عن قتل وإعدام عشرات آلا لاف من الأبرياء و ذات مرة استدعى – في شباط 1982- السيد محمد تقي الجلالي في نفس المكتب الذي روينا قبل قليل مقابلتهم للسيد الصدر فيه و قال للسيد الجلالي و هو يضحك: هنا تعاملنا مع بنت الهدى.. هنا حققنا معها.. و لكنها كانت بقوة أخيها.. ثم أخذ يتكلم عنها بكلمات نابية. و قد نقل لي ذلك السيد الجلالي رحمه الله.
أصبح مديرا لأمن البصرة حتى عام 1990و مديرا لأمن الكويت حتى شباط1991.
اختفى عندما انفجرت الانتفاضة عام 1991لدى صديق له في مدينة الموصل. و لكثرة جرائمه عفا عنه صدام و لم يعاقبه على اختفائه و عينه مديرا للأمن الاقتصادي و هو المسئول عن مذبحة التجار. أشرف على اغتيال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر و نجليه الشهيدين مؤمل و مصطفى و بقي بعد العملية مسئولا عن الأمن في النجف لأربعة أشهر و ليست لدي معلومات محددة عنه الآن, هناك.من يقول أنه مسجون, و هناك من بقول أنه في اليمن, وهناك من يقول أنه في البحرين في ضيافة رئيس وزرائها, و الذي تربطه به علاقة حميمة, من أيام التنسيق الأمني بين العراق و البحرين في الثمانينات. ولقد ورد ذكره في الوثائق التي عرضت في محاكمة صدام.
ملاحظات :
* أحب أن أشير إلى أن هناك أكثر من كاتب يحمل نفس الاسم واللقب (جعفر الحسيني ).. ولذلك في كل مرة سأنشر فيها مقالة سأقرن اسمي بكتابي ( على حافة الهاوية, العراق1968-2002)
* هذه المقالة هي جزء من الملاحق التي أضفتها إلى الطبعة الجديدة من كتابي (على حافة الهاوية) و التي تأجل صدورها قليلا ريثما أنتهي من كتابي القادم (بين تموزين, العراق 1958-1968 ) و الذي آمل أن يكون بين يدي القراء في الصيف القادم.
*أنني أطالب السلطة العراقية الحالية أن تحقق مع سعدون شاكر- المعتقل الآن مع صدام وعصابته- عن جريمة استشهاد السيد الصدر و أظن أنه يعرف أين دفنت الشهيدة بنت الهدى.ش
كتابات
-----------------
يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......
-
مقال رائع والكاتب اروع . تحية عراقية اصيلة للسيد جعفر الحسيني
اُحبك يا عراق الحسين اُحبك يا عراق امير المؤمنين
-
الاخ السيد جعفر الحسيني
اشكر لك مقالك الرائع . كما احب ان اشكرك على كتابك القيم ( على حافة الهاوية ) ونحن بانتظار المزيد
جزاك الله خيرا"
-
[align=center]رحم الله العلامة المقدس الجليل السيد عبد الزهراء الحسيني
وشكراً للأستاذ جعفر الحسيني على هذه المقالة الرائعة التي وضعت النقاط على الحروف
وشكراً للأخت زينب على نشرها في الموقع
[/align]
-
رحم الله السيد الجليل العلامة عبد الزهراء الحسيني ...
حقا ً لقد أخلف السيد أُناس يستحقون الثناء .. وذلك بعملهم وجهادهم ومواقفهم المشهودة ..
خير مقالة من خير خلف ..
الأخ حسن لا داعي للتشكيك فيما لاتعرفه يمكنك في البدء السؤال وبعدها أنتقد بما تحب ، وقبل ذلك عليك قراءة الموضوع ومحتواه ...
لا أن تنتقد وتشكك وتلعن وتسب الناس وتصفهم بأوصاف !!! ..
وأتصور أنك لم تستوعب ماكتب ألأستاذ جعفر الحسيني ..
أما غلطك علينا فمردود عليك لأن كل أناء ينضح بما فيه ..
[blink]أللهمَ أحيينا حياةَ محمدٍ وألِ محمدٍ وأمتنا مماتهم[/blink]
-
[align=center]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أيها الطيب
يبدوا أن العراق إنتهى من زمان
وأنا أحلم بتلك الناس وتلك المهج الطيبة أصبحت الناس الطيبة وصفاء النية شئ غريب على عراق اليوم
أنهيت خطوبتي بالعراق ولأحافظ على مابقي من العمر حرأ كريمأ وليحفظ العراق لآهله
لاأريد هذا العراق لا الشيعي ولا السني
ولا أريد صحبة هكذا أناس تضمر اللؤم بكل ثناياها
أعطيت 19 شخصية من عائلتي لوجه الله ولمحاربة صدام وكل صدام
كل الزملاء العائدين من العراق يقولون جوز أنت تتخيل ؟ العراق كارثة أخلاقية قبل كل شئ
صمدت وسهرت وأنهكت نفسي عللي أحاول زرع بذرة حب الوطن بعد صراع العقائد
يبدوا إن الامر مفرع منه لاي منطق
الموسوي لم أقرأ له سطر واحد لاني توقعته محمد جعفرالموسوي زبون الجزيرة في المؤتمرالجلبي
يأخي لم أعرف اي جعفر هذا ؟ ومن أي بلد أو مدينة ؟ لن ولن أشكك فيه ولكن حذر
لان هناك قوائم بعثية إتخذت الالقاب ذريعة وغطاء لدخولها وإختراقها كل الصفوف المتدينة والشيعة بالذات
عزيزي الكميت لاطاقة لي فيهكذا عراق وعراقين وليكن الاغتراب قدرنا بعد ما مات الامل
نعم لن تأخذنا بأي فرد حسرة سوى وطن ضاع وشعب إنتهى بلوعات وآهات وأحزان أبدية
وداعأ عزيزي الكميت وزيد ومحب وكل الطيبين من أخوة وأخوات ومحللين ومهوبين
عاشت الغربة[/align]
-
الاخ حسن
سلام عليكم
اخي الحبيب طول بالك ولا تتنرفز فها مرادهم -اي العرب - فالعراق يبقى عراقك وعراق كل الشرفاء الذين ذاقوا العذاب والظلم في زمن الجرذ
عراقك حبيبي هو عراق علي والحسين والعباس الكاظم والجواد والهدي والعسكري واخيرا دول المهدي الموعودة
عراقك عراق الصدرين وبنت الهدى وقبضة الهدى
عراقك عراق المجاهدين من ال الحكيم
عراقك عراق المناضلين والمجاهدين
عراقك عراق المتنبي والجواهري
وغيرها من المعاني الجميلة التي يراد لن نتبرا منها
اما الكاتب فهو من المجاهدين والواعين وما كتبه هو عين الحقيقة فتامل يا اخي وجزاك الله خير الجزاء على صبرك
-
[align=center]بارك اللـــه بك أختي زينب على هذه المشاركة القيمة
كلمااات من ذهب للسيد أبو نور سيد جعفر الحسيني
بارك اللــه به وسدد خطاه وحماه واللـــه يرحم روح والده السيد عبد الزهره الحسيني الطاهرة
واللـــه العرب كارثه كبرى الله يكفينا من شرهم ياسيدنا
لقد خلق أعدام صدام فرصة ذهبيه و كشفت الجميع و أزاحت القناع فهل ستنتهز
الحكومة العراقية هذه الفرصة في تسجيل أسماء الجميع و محاسبتهم بقدر عدائهم للعراق و العراقيين؟؟؟
ويجب على الحكومة العراقية ان تتخذ موقف حازم وحاسم من هؤلاءالعربان المتباكون على جرذهم
وتقبلوا مني ارق التحايا البصراوية[/align]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |