حزب الدعوة الاسلامية:انتصار؟ أم احتضار؟
د. فخري مشكور
Saturday, 20 January 2007


لأول مرة في تاريخ العراق والمنطقة أصدر رب العراق وقتئذ صدام حسين قانوناً يقضي بالاعدام على كل من ينتمي(مجرد الانتماء، بدون القيام باي عمل آخر) الى حزب سياسي وكل من يروج أفكاره و.......


وسالت انهار من الدماء دفعت الحزب الى الامام وغيره من المعارضين الى الخلف.


لكن وبعد مضى نصف قرن على تأسيس حزب الدعوة الاسلامية وثلاثة عقود على تصدّره المعارضة العراقية قبل احتلال العراق في 9نيسان 2003 ووصول الحزب الى سدة الحكم، يقف الحزب اليوم (كدت اقول يجلس) بكل تواضع في زاوية مهملة من المشهد السياسي العراقي مكتفيا بدور رمزي له يتمثل بكون رئيس الوزراء واحدا من كوادره القيادية. بينما انحسر الدور السياسي والاجتماعي للحزب بشكل فاق كل التصورات والتقديرات والآمال التي كانت تعقد عليه قبل سقوط الدكتاتورية.


بل ان الدور الثقافي الذي كان يفترض ان يمارسه الحزب -الذي اشتهر بحزب الطبقة المثقفة- هو الاخر انحسر في جو الحرية! بل انكشف أن اطلاق هذه الصفة على الحزب لم يكن الا وهما، والا فأين هذه الافكار وهؤلاء المفكرون الذين يخفيهم الحزب؟ وفي اية مرحلة حساسة سيكشف عنهم؟ وأي دور حاسم سيلعبون ؟


* * *




يعتبر انحسار دور الحزب -بدون اية ضغوط خارجية من نظام قمعي او استهداف دولي- دليلا على عجز ذاتي في الحزب دلت عليه مؤشرات كثيرة منها فشله في عقد مؤتمر له بعد اربع سنوات من اكبر حدث سياسي في تاريخه، واقتصارالحزب على تبريز ثلاث شخصيات فقط (الاستاذ علي الاديب والدكتورابراهيم الجعفري والاستاذ نوري المالكي) لا عن قصد بل ـ على ما يبدو- عن فقر في الافراد الصالحين داخل المجموعة المرتبطة رسميا بالتنظيم. هل يعود الأمران (غياب المؤتمرالحزبي، والاكتفاء بالاديب والجعفري والمالكي) الى عدم وجود غيرهم ممن يصلح لشأن من الشؤون العامة؟.


السنوات السابقة لم تكشف عن سبب آخر ولو كان لبان.




* * *


في ضوء هذه الملاحظات السريعة هل يعتبر الحزب في حالة الانتصار ام في حالة الاحتضار؟


هذا ما آن الأوان لبحثه بموضوعية واعتدال من وجهة نظرالمؤيدين والمعارضين والمراقبين المحايدين لتظهر حقائق طالما كتمها العارفون بها خوفا على الحزب، أو خوفا منه وقد آن الآوان لكشفها شفقة عليه بدون اذن منه.