 |
-
ماذا بعد موسم عاشوراء...؟
ماذا بعد موسم عاشوراء؟
يتهيأ المسلمون لاستقبال محرم الحرام وإقامة الشعائر الحسينية واستذكار الملحمة الحسينية
ونرى الامة في حالة طوارئ قصوى لاقامة المآتم في ذكرى أبي الاحرار الحسين بن علي
(ع) ونرى بعد ذلك الفتور قد دب في المقيمين وكذا الحاضرين لهذه المآتم !!
وقد يعترض المعترضون لهذا التوصيف ولو لاحظوا الجو العام لوجدوا ما أقوله
قريبا الى الواقع، وهو لايلغي دور الحسينيين الذين يحاولون أن تكون مجالس عاشوراء وسيلة
نحو هدف أسمى لاستمرار الثورة الحسينية والاصلاح في الامة الاسلامية.
وقد نجهد أنفسنا لاستقبال الخطيب ذي الصوت الشجي الذي يُهيج فينا الشجون من خلال صوته العذب
لامن خلال ما نتذكره ونعيشه من المأسي التي حلت بآل الحسين وصحبه وبه في يوم الطف في العاشر
من محرم سنة 61 للهجرة .
لأننا نعتقد أن المواساة لاهل البيت هي في ذرف الدموع وبعد الانتهاء كأن شيئا لم يكن!!
وكذا الامرمع من يقرأ لنا الاشعار بالطريقة المتعارف عليها التي اُصطلح عليها (الردات الحسينية)
وعلى منشدها (الرادود) ولاأدري متى انطلقت هذه العادة في المجتمعات الاسلامية وكيف تطورت
حتى أصبحت تنشد حسب الاطوار والمقامات المتعارفة ، ونضرب صدورنا وبمجرد الانتهاء ينتهي كل
شيء!!!.
ولست هنا في صدد ذكر المواقف الشريعة منها وما يهمني هو ما تقدمه في سبيل إبقاء واذكاء روح الثورة
الحسينية في المجتمعات الاسلامية.
ولست في صدد محتوى الاشعار ونصوصها التي كثيرا ما تُصرفنا عن الهدف الالهي من خروج الحسين
بن علي (ع).
ولكني أعترض أن تكون هذه الامور هي الهدف وليست وسيلة في مسألة الاحياء (أحيوا أمرنا رحم الله
من أحيا أمرنا) وكما قال المرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين في كتابه الموسوم ثورة الحسين في
الوجدان الشيعي :( إن الذكرى الحسينية-في الكثير من الاحيان- تحولت الى مأتم حسيني فقدت فيه دلالالتها السياسية والاجتماعية ومغزاها العميق في إلتزام موقف حياتي أو وجودي إزاء تحديات الواقع البائس...)*
إننا في الوقت الذي نعيش هذه الذكرى وننتظرها كل عام نريد أن نعيش القيم التي من أجلها خرج الحسين
فيها من المدينة ومن ثم ترك مكة وحل إحرامه ليحج حجا آخر ويتحول الى قبلة للمسلمين الثائرين
الرافضين للظلم يُحٍَجُ إليه وتسمو الارواح لتلحق به وتبكيه العيون والقلوب (تبكيك عيني لا لإجل مثوبة
وإنما عيني لأجلك باكية..)
وهكذا عندما نمارس ضرب الصدور واشعر أني عندما أرفع يدي ستكون جاهزة للدفاع عن المظلوم
وليست عونا للظالم وعندما تلامس صدري اُخرج كل الاضغان التي فيه وأقول للحسين وصحبه:
ياحسين هذه هي مواساتي وسأحاول أن التحق بركبك ولتلقي روحي مع تلك الارواح التي حلت بفنائك..
ولنعود الى سؤالنا الذي أسمينا المقال به ماذا بعد عاشوراء؟
وليعد كل منا يسأل نفسه هل أراد الحسين في خروجه وتقديمه لنفسه وأهل بيته وإخوته وصحبه الابرار
من أجل أن نبكي أو نتباكى عليه!!
وهل ثورة الحسين وحركته الاصلاحية نختصرها في مجلس العزاء ونحددها بهذا الاطار المكاني والزماني؟
وماذا بعد عاشوراء؟
وإن وجدنا أنفسنا كما كنا دون أن نتقدم خطوة نحو مبادئ الحسين مبادئ الاسلام الاصيل فإننا بلاشك
لم ننهل من عاشوراء شيئا يُذكر .
وإن عدنا لسابق عهدنا فإن ذكرى عاشوراء لم تحرك فينا شيئا يُذكر
وأما إذا ما تم التغيير ولو بشيء بسيط فإن الذكرى نفعتنا وسننتظر لنتغير أكثر وأكثر حتى تلتقي أرواحنا
مع الارواح التي حلت بفناء الحسين (ع) ونكمل طريق الاصلاح الذي أراده (الاصلاح في أُمة جدي...)
ونهيأ الطريق للمصلح الكبير حفيده المهدي المنتظر عجل الله فرجه وسها مخرجه...
عبدالامير علي الهماشي
Alhamashi@hotmail.com
*ثورة الحسين في الوجدان الشعبي ص286 محمد مهدي شمس الدين
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |