السلام عليكم
كتب قيصر الركابي:
إن مسألة معرفة إمام العصر من المسائل المهمة التي تترتب عليها أعظم المصالح الدينية والدنيوية ، وتؤدى بها أهم الوظائف الشرعية ، وقد وردت فيها أحاديث صحيحة مشتملة على التحذير الشديد ، وتصف من مات جاهلا بها بأن ميتته جاهلية .
ما هي المصالح الدنيوية التي تحققت لك من معرفتك للإمام الغائب الذي انقطع انقطاعا تاما ، على فرض وجوده ، عن الناس منذ أكثر ما يزيد عن عشرة قرون ؟ وما هي الوظائف الدينية التي أديت بها ؟ وما علاقة النصوص التي ذكرتها مع الجهل بمعرفة إمام الزمان الذي لم يذكر لنا حتى الآن دليل تاريخي صحيح على وجوده ؟ ألا ينبغي أولا إثبات وجوده ثم اثبات إمامته ثم في الأخير نطالب المسلمين بالإيمان به ؟
والأحاديث التي ذكرت على فرض صحتها تتكلم على من بايع لخليفة ثم نكث بيعته يلقى الله بلا حجة ، أو تتكلم على من مات ولم يبايع للخليفة القائم مات ميتة جاهلية ، وهي تعين الخليفة القائم بأنه ذاك الذي بويع له فتلزم بيعته كل المسلمين ، فإذا بويع لخليفتين فالخليفة الشرعي الحقيقي المفروض طاعته على ما تذكره هذه الأحاديث هو ذاك الذي بويع له أولا ، أما الثاني فبيعته ليست ملزمة وعلى المسلمين إبطالها بأي طريق أمكنهم حتى ولو أدى بهم الأمر إلى قتله , فهذا هو مضمون هذه الأحاديث على فرض صحتها وهي لا تنطبق أصلا على الثاني عشر ، وليس فيها ضرورة معرفة إمام الزمان أو الإيمان به بل هي تعينه بالبيعة التي أعطيت له ، أي أنه يصبح إماما واجب الطاعة إذا بايعه المسلمون فيكون باختيار المسلمين لا نصا ، وكل هذا مناقض لنظرية الإمامة ، فالإستشهاد بها هنا دال على قلة فقه وعدم تدبر للنصوص والإمعان فيها بل على مجرد الحشد.
والسلام
وقال موسى : إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب