مرت اليوم مراسم عاشوراء .. من تابع هذه المراسم يدرك بأن الحشود المليونية سارت اليوم تجدد البيعة للأمام الحسين عليه السلام .. وهي تحمل أرواحها على أكفها .. تثبت صدق الإرتباط الروحي العميق بالحسين عليه السلام وبنهجه وتضحياته .. وتؤكد وفاءها الذي سطرته في منعطفات كثيرة من التأريخ .. بالدماء الزكية الطاهرة .. لتحضر الحسين وطفه .. وترد على واعيته .. وتلبي نداءه .. مع البعد الزماني والمكاني عن كربلاء .. والسائرون على طريق الوفاء للحسين اثبتوا عبر التأريخ .. والتأريخ المعاصر خاصة .. بأن لا ترهبهم مكائد الأعداء وغدرهم .. بل وخستهم .. من ممن توجه اليوم ليحيي ذكرى البطولة والفداء .. الا وكان فدائيا .. فبينما كان يوم عاشوراء يدنو .. كانت عصابات الارهاب البعثي الوهابي تضع الخطط .. وتبحث عن الثغرات لتصب مفخخات حقدها وترسل انتحاريي ضغائنها .. تفتك بالأجساد البشرية .. ولا تفرق بين طفل وإمرأة وشيخ .. والغريب ان هؤلاء القتلة يظنون ان أحدهم سيمضي سهرة العشاء مع الرسول الكريم صلى الله عليه وآله .. بقتل أحباب رسول الله .. الذي قال احب الله من أحب حسينا .. إنما خسئوا هذه المرة بحمد الله ومنته .. وخابت خططهم .. وجلسوا بلا شك يعضون أصابع الخيبة .. الملايين التي سارت اليوم تجدد عهد الوفاء .. والتنظيم الرائع الذي رافقها في كل مكان بحيث سارت هذه الزحوف في أماكن عديدة بدون حادث يذكر .. رغم أن دولا عديدة تفشل في مثل هذه المناسبات في تنظيم الأمور مع ما لديها من إمكانات وتقنيات وحالة إستقرار .. ومن تابع مشاهد اليوم لا شك انه لاحظ إمارات الإطمئنان على الوجوه .. وكانت مشاهد أم تحمل رضيعها أو أب يحمل طفله .. لا تعد ولا تحصى .. كل الذين ساروا اليوم في مسيرات تجديد العهد للحسين كانوا أبطالا .. وكل الذين ساهموا في ترتيب الأمور بهذا المظهر الرائع هم أبطال .. مئات المدن العراقية احيت اليوم ذكرى عاشوراء .. وفي النجف والكاظمية وكربلاء كانت تحتشد الملايين .. وخلف المشهد كله يقف الأبطال الأباة .. رجال الشرطة والحرس الوطني الباسل .. بعيونهم المفتوحة ترصد كل حركة .. بعقولهم التي خططت لدحر مخططات الارهاب الطائفي البعثي الوهابي وإحباطها .. بأيديهم على الزناد دفاعا عن الشعب المظلوم .. بروحهم الفدائية الكبيرة ومفخخات الارهاب وانتحاريوه يترصدونهم .. فتحية لهم على هذا الإنجاز الكبير .. ومن نصر الى آخر .. حتى تتطهر ارض الحسين من حثالات الارهابيين القتلة ..
![]()