دعوات شيعية لعودة السنة لبيوتهم ومساجدهم في الرصافة
Gmt 14:30:00 2007 السبت 10 فبراير
إيلاف
دعوات شيعية لعودة السنة لبيوتهم ومساجدهم في الرصافة
عبد الرحمن الماجدي من أمستردام، بغداد، وكالات: خيم هدوء حذر صباح اليوم على مناطق العاصمة العراقية بغداد بعد انتشار كثيف لقوات عراقية واميركية في شوارعها وحملات ليلية لاعتقال مطلوبين فيها. وغابت عن العاصمة الهجمات التفجيرية بسيارات مفخخة التي استهدفت الاسبوع الماضي احياء في جانب الرصافة من بغداد كان اوسعها هجوم منطقة الصدرية التي تسكنها غالبية من الاكراد الشيعة (الفيلية). وتكررت اليوم دعوات من وجهاء وساسة شيعة لسكان احياء الرصافة من السنة بالعودة إلى مساكنهم ومساجدهم التي هجروها قبل نحو عام اثر تفجير ضريحي الامامين علي الهادي والحسن العسكري قبل عام وفجر قتال طائفي طال معظم مدن العراق وتركز في العاصمة بغداد التي تم إحراق عدد من المساجد والحسينيات فيها بطريقة ثأرية اججتها تفجيرات سامراء وتصريحات مسؤولين عراقيين سنة وشيعة.
وكان وفد من وجهاء ورجال دين وعشائر من مدينة الصدر بدأوا قبل يومين توجيه دعواتهم إلى مواطنيهم السنة بالعودة إلى مساكنهم ومساجدهم في مدينة الصدر خلال لقاء لهم مع رئيس الوقف السني احمد عبد الغفور السامرائي في مقر الوقف في بغداد. ثم كرر الدعوة ووسعها رئيس المؤتمر العراقي احمد الجلبي يوم امس الجمعة الى ابناء السنة الذين هجروا منازلهم ومساجدهم في الرصافة بالعودة اليها واسلامها حيث كانت اما مغلقة او يصلي فيها مواطنوهم من الشيعة.
ويرى متابعون عراقيون الى هذه الدعوات كبادرة حسنة ونتيجة لانتشار الجيش والشرطة العراقيين في بغداد وإنشاء سيطرات وحواجز ثابتة فيها ومغاردة المسلحين الذين ساهموا في تهجير بعض السكان السنة من مناطقهم. ويستبعد المتابعون ان تبادل هذه الدعوات بمثلها بسبب سيطرة مجاميع مسلحة يرتبط بعضها بتنظيم القاعدة على بعض الاحياء ذات الكثافة السنية خاصة في جانب الكرخ التي تم تهجير العوائل الشيعية منها. ويعول هؤلاء على انجلاء الوضع في تلك الاحياء في الكرخ بعد تطبيق الخطة الامنية اذ يرجح نشوب قتال فيها بين المجاميع المسلحة المتشددة والقوات العراقية التي تسعى إلى فرض الامن والبدء بحملات الاعمار وفقا لخطابات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونواب برلمانيين قريبين من الحكومة اضافة الى الخطة التي اعلنها الرئيس الاميركي جورج بوش حول العراق الشهر الماضي.
السنة يتسلمون احد مساجدهم في مدينة الصدر
وفي هذا السياق قام التيار الصدري في العراق اليوم بتسليم السنة احد مساجدهم المغلقة في مدينة الصدر خلال احتفال حضره نواب ومسؤولون ورجال دين من الطائفتين الشيعية والسنية. وتسلم رجل الدين عدنان الربيعي والشيخ سلمان نصيف الجنابي، من اهل السنة، مسجد "حليمة السعدية" وهو الاول بين اربعة مساجد مغلقة للطائفة في مدينة الصدر.
وحضر عملية التسليم السياسي احمد الجلبي ومسؤولون اداريون محليون في مدينة الصدر ونواب الكتلة الصدرية وخصوصا رئيسها نصار الربيعي ووجهاء. وبعد اعادة افتتاح المسجد اقيمت صلاة تقدمها الربيعي وشارك فيها الجلبي واعضاء البرلمان وهتف الجميع "لا سنية لا شيعية وحدة وحدة اسلامية".
من جهته، تقدم الربيعي بالشكر الى "السيد مقتدى الصدر وجيش الامام المهدي" والجلبي الذي اعتبر "اعادة فتح المساجد السنية بداية لاعادة جميع المساجد الى ائمتها". اما نصار الربيعي، فقد اكد ان "النسيج الاجتماعي للعراقيين متكامل ولا يمكن اختراقه رغم الخارج الذي يسعى الى بث الفتنة". واضاف ان "التيار الصدري يثبت مساعيه العملية من خلال اعادة تسليم المسجد وتأمين الحماية لاخواننا السنة سنستمر في مساعينا خصوصا لعودة العائلات المهجرة الى منازلها".