في النجف، العدالة قد تكون عمياء ولكن ليست انثى
ارسل نايل ماكفكوهار بتقرير من النجف الى صحيفة نيويورك تايمز نقل فيه اشكالية الواقع العراقي وتداخل الفقه مع السياسة.
التقرير يتحدث عن محاولة السلطة الأميركية المسؤولة عن اعادة تشكيل البنية القضائية العراقية في النجف تعيين الحقوقية العراقية نضال ناصر حسين كقاضية مختصة بالأحوال الشخصية في المدينة.
التقرير
النجف 30/7/2003
الغى الضابط المكلف بالأشراف على اعادة تأهيل المؤسسة القضائية حفل القسم المختص بتعيين اول قاضية في النجف، وكان سبب الغاء هذا الحفل هو موجة من المظاهرات والأحتجاجات والفتاوى الصادرة عن مجموعة من العلماء الكبار في المدينة. وكان مما اثار انتباه المسؤول الأمريكي هو وجود مجموعة من النساء من بين المحتجين ضد هذا التعيين. وكانت كلمات الضابط المسؤول مليئة بالدهشة وهو يقول " توجد نساء في مجلس الحكم المحلي في النجف ولم يعترض أحد، في بعض الأحيان لن تعرف اين النقطة الحساسة حتى تمسها".
حفل القسم كان مهيئاً يوم امس لتعيين نضال ناصر حسين المحامية التي كانت تعمل في النجف لمدة 16 سنة، وتبلغ المحامية نضال 45 سنة من العمر. وكانت نضال اول محامية في مدينة النجف، اما الآن فبلغ عدد المحاميات في المدينة 50 محامية.
في خارج المبنى كان 30 رجلاً وامراة يتجمهرون صارخين باللغة الأنجليزية "كلا ..كلا نساء" و "اخرجي اخرجي رو" وراشيل رو هي محامية اميركية تعمل كمستشارة لأعادة تشكيل النظام القضائي في مدينة النجف. وقد قالت راجحة العميدي احدى المتظاهرات " هذا مايريد الأميركان انجازه في اول خطوة لهم هنا..انهم يريدون تهميش الأسلام"، ""المرأة لا يمكن أن تصبح قاضية، لأن النساء تتحكم بهن المشاعر".
اما رئيس القضاة في المدينة فقد أرى المسؤول الأميركي ثلاث فتاوى واحداها مؤرخة بتاريخ 5/6 ورغم انها قديمة نسبياً الا انها تحمل قيمة اعلى في هذه الظروف، لأنها صدرت عن آية الله العظمى علي السيستاني، اهم مرجع شيعي في العراق. وفي الورقة يسال احد الأتباع السيد السيستاني سؤالين،
السؤال الأول يتعلق بأستخدام العطر المحتوي على الكحول، حيث اجابه السيد بأن الكحول لا يجوز شربه ولكن يجوز استخدامه كعطر، اما السؤال الثاني فيتعلق بتسلم المرأة للقضاء، وقد اجاب السيد السيستاني بأن شروط القاضي هي البلوغ، والعقل، والذكورة. كانت هنالك فتوى أخرى صادرة عن مقتدى الصدر، والتي لا تعتبر فتاواه ذات قيمة دينية كبيرة، لأنه يعتبر طالباً في مرحلة النقاش ولا يملك اهلية لأصدار فتاوى ملزمة، ولكنه يمتلك دعماً شعبياً كبيراً بسبب حب الناس لأبيه.
التقرير يتحدث عن المحامية نضال كأمرأة محجبة ولكنها لا تلبس العباءة العراقية التقليدية، وقد تحدثت المسؤولة الأميركية عن تعيين قانونية عراقية كمدعي عام في بغداد وأخرى كقاضية في المحكمة العليا المختصة بالجرائم على مستوى العراق في بغداد، وبدون تسجيل اي اعتراض. اما فكرة تعيين المحامية نضال كقاضية فقد بدأت عندما تمت مناقشة كيفية ملأ 12 مكان لقضاة شغرت بعد تنحيتهم لأنهم أعضاء في حزب البعث.
المحامية نضال كان يمكن ان تعمل كقاضية والى جانبها اثنان من القضاة الذكوريدرسون الأحكام التي تصدرها اذا لم يعجب اصحاب القضية حكمها. الآنسة رو اعربت عن خيبة املها عما وصلت اليه الأمور ولكنها اعربت عن احترامها لتقاليد وطلبات البلدة.
اما المحامية نضال فقد قالت
" لاأعتقد ان المؤسسات الحكومية يجب ان تقاد بواسطة مؤسسات دينية، لقد كان عندي انطباع أن العراق ستحكمه حكومة علمانية، ولكنني ربما أخطأت". انتهى
المصدر http://www.nytimes.com/2003/07/31/in...al/31JUDG.html
هذا التقرير يجرنا قسراً الى وضع المرأة في التشريع الأسلامي،
هل يجوز للمرأة ان تعمل قاضية؟ وان لا فلماذا؟
هل توجد اجتهادات مختلفة في هذا الشأن؟
توجد قاضيات كفوءات في الغرب، يعملن بمهنية عالية؟
الفتاوى أغلقت الطريق على هذه المحامية وغيرها، بينما لن تستطيع هذه الفتاوى عمل شيئ ضد القانونيات اللاتي يعملن في بغداد؟؟
![]()
المحامية نضال حسين