ارجو الاطلاع على مقالات البعثي باقر الصراف ضد نجاح محمد علي في موقع عربستان بسبب مقالات نجاح ضد صدام ...ومنه هذا المقال
....................................
الكذب عندما يكون صريحاً
باقر الصراف
في مقالة معنونة ((إلى المدافعين عن صدام : هل اِستعذبتم المهانة والإذلال)) كتبها السيد نجاح محمد علي ، التي تعد النموذج الصارخ في مسلسل الدعاية السياسية المناصرة للرؤية الصفوية الفارسية ، اِختتمها بالقول ((أي جهل وغباء يعيشون فيه ؟ وأي جهل وغباء يعيش فيه مََنْ لا يفهم بين السـطور ممن اعترض على اعتراض من يرفض التوقيت والأسلوب؟..)) ، فهل كان المدافعون عن صدام حقاً ، هم حفنة من الجهلة والأغبياء ؟ كما يرى السيد نجاح في كتابته تلك ؟ وهل اِستعذب ضحايا النظام السابق المهانة والإذلال ، أم ينطلقون فعلاً من رؤية وطنية وقومية وحضارية بغض النظر عن آلامهم الشخصية ، ولماذا إذن يواصلون كفاحهم ضد المحتلين الأمريكيين وجلاوزتهم من المرتزقة العراقيين بغض النظر عن أعدادهم ، كون المعيار السياسي هو الذي يحدد مفهوم التقويم لعملهم اليومي . . . لماذا يواصلون نضالهم بالتي هي أخشن ؟ .
يقول السيد نجاح محمد علي ((كثيرون يعتبرون الرجل بطلا لأنه وقف ضد أمريكا وإسرائيل وأطلق 3 صواريخ على الأخيرة كما رفض الاستسلام أمام الاحتلال الأمريكي وظل يقاتل حتى الرمق الأخير(( !!! و((يقولون انه وقف في وجه الإمبريالية والصهيونية فهل فعل ذلك عن اختيار أم لأنه حوصر وراهن بغبائه على جيوش الأصوات العربية البلهاء كتلك التي تترحم عليه الآن ولما لم يجد فائدة آثر أن يهدم المعبد على ساكنيه ويضحي بالعراق في الوقت الذي حرص فيه على إخفاء اِبنيه وتهريب بناته خارج المدينة المقهورة ومعهم كومة من الذهب والأموال اكتشفها العدو الامبريالي واستغلها جيدا في القبض عليه ؟ [5] ، هل هذه هي صورة البطل المغوار أم النذل المغوار ؟ مواجهة إسرائيل كذبة كبرى انطلت على مغفلي صدام فالرجل أطلق 3 صواريخ على إسرائيل أثناء الحصار الأخير اثنان منها وقعا في البحر ولم يخدشا إسرائيل مجرد خدش والثالث دمر بيتا عاديا وليس وزارة ولا مكانا سياديا ولا حتى مهما فهل كان المافون عاجزا عن تحديد الهدف بدقة بدلا من تلك البلاهة الغبية ؟)) ، [6] .
فمن هو ((الجاهل أو الغبي)) عندما نقارن بما ورد أعلاه ، بما هو حاصل على الأرض الفلسطينية في ثنايا العدوان الأمريكي الأطلسـي ((الإسلامي العربي)) في العام 1991 فعلاً ؟ أليس ((الجاهل والغبي)) هو الشخص الذي يعتقد عن دراية ووعي أنه بترديد الأخبار التي يصوغها أعضاء المخابرات الإيرانية ويعطونها لعملائهم لتعميمها على القراء والسامعين ؟ . قضية 39 صاروخ الموجهة ضد كيان الاِغتصاب الصهيوني معروفة للجميع حتى من غير المتابعين لحلقات الصراع العربي ـ الصهيوني ، ولكن من هو الذي يمتلك ((تلك الوقاحة الهائلة)) على نكران عدد الصواريخ وتجاهل التأثير على البنيان الصهيوني الهش ؟ ومَنْ هي الجماهير البلهاء التي ما تزال تقاوم الغزوة الصليبية الصهيوني ؟ أم العملاء والمرتزقة هم الذين تعاونوا معها ؟ .
المسألة ، في تقديري الشخصي ، ليس عدد الصواريخ وتأثيرها على الوضع الاِجتماعي الهش في كيان الاِغتصاب الصهيوني ، على أهمية الإرادة الجسورة التي لم تتكرر إلا على يد أفراد المقاومة الوطنية في الجنوب اللبناني ، وهو رد دفاعي ، فقط ، وليس التأشير المادي على الفاعل الحقيقي للعدوان الأمريكي البريطاني الفرنسي على العراق في العام 1991 فحسب ، إنما أيضاً في معناها الأعمق مدي التأثير على مفهوم الأمن الصهيوني ، وهي المقولة السياسية الأساسية ، التي تقف وراء السياسية العدوانية الإسرائيلية الصهيونية ، سواء في داخل كيان الاِغتصاب أو خارجه ، في البلدان العربية أو البلدان الأخرى ، من أمريكا اللاتينية إلى أوربا ومروراً بالدول التي كانت تسير في الدول الاِشتراكية ، تلك هي الدلالة الأسـاسـية لمعنى إطلاق الصواريخ العراقية على كيان الاِغتصاب الصهيوني ، ولكن مع ذلك لنتابع النظرة الموضوعية لتاريخ المناضل صدام حسين على هذا الصعيد ، فهل بدرت منه مادة واحدة للمساومة مع كيان الاِغتصاب الصهيوني ؟ ! .
12 / 2 / 2007
كاتب عراقي مقيم في هولندا