رايس تؤكد أن بوش لن يرضخ لأي تشريع يدعوه إلى سحب القوات من العراق ... أشلاء الطلبة التصقت بجدران «المستنصرية» وعشائر الأنبار تهدد «القاعدة» بالانتقامبغداد الحياة - 26/02/07//

فشلت الخطة الأمنية في وقف المجازر، أو تخفيف شراسة الهجمات، على رغم تفاؤل الحكومتين العراقية والأميركية. وسقط أمس أكثرمن 45 طالباً ضحايا هجوم انتحاري استهدف كلية الاقتصاد أمس في بغداد.

وانتقل العنف سريعاً الى محافظة الانبار معقل الجماعات المسلحة. وارتفعت حصيلة ضحايا تفجير مسجد الحبانية القريبة من الفلوجة الى 56 قتيلاً، بينهم نساء واطفال وحمّلت العشائر تنظيم «القاعدة» مسؤولية المجزرة، مهددة بالانتقام.

على صعيد آخر، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس أن الرئيس جورج بوش لن يرضخ لأي قرار يشرعه الكونغرس لسحب قواته من العراق.

وقتل أمس 45 عراقياً على الأقل، وأصيب نحو 50 آخرين في ثلاثة تفجيرات شهدتها بغداد امس، كان أعنفها تفجير انتحاري أمام كلية الإدارة والاقتصاد التابعة للجامعة المستنصرية، حصد أرواح 40 طالباً. وقال شهود لـ «الحياة» ان مكان الانفجار تحول الى «محرقة لأجساد الضحايا من الطلبة والطالبات الذين التصقت أشلاء بعضهم بجدران الكلية، فيما دبت الفوضى في المنطقة ما أدى الى تعذر نقل الجرحى الى المستشفيات».وقتل عراقيان وأصيب ثمانية آخرون في تفجير سيارة مفخخة قرب السفارة الايرانية في وسط بغداد. واستهدف تفجير ثالث منطقة الكرادة التجارية، واسفر عن إصابة خمسة مدنيين على الأقل، لكن العميد قاسم الموسوي، الناطق باسم خطة «فرض القانون» التي انطلقت في بغداد منذ أكثر من عشرة أيام قال لـ «الحياة» ان الخطة «تحقق نجاحات تمثلت بإعادة 900 عائلة مهجرة الى منازلها والقبض على أكثر من 500 شخص من العناصر الارهابية والميليشيات والاستيلاء على أطنان من الاسلحة».

وعلى رغم فداحة خسائر بغداد امس، إلا ان الاهتمام السياسي توجه نحو محافظة الانبار المرشحة لتصعيد أمني كبير على خلفية صراعٍ دامٍ بين عشائر ومجموعات مسلحة من جهة، وتنظيمات تابعة لـ «القاعدة» من جهة أخرى.

وحمّلت عشيرتا البومرعي والبوخليفة في ناحية الحبانية (85 كلم غرب بغداد) التنظيم مسؤولية تفجير شاحنة مفخخة قرب مسجد الناحية السبت رداً على انتقاد وجهه إمام المسجد الى «القاعدة». وأعلنت الشرطة امس ارتفاع حصيلة ضحايا التفجير الى 57 قتيلاً، بينهم 17 امرأة وخمسة أطفال. وكشف الهجوم الذي تعرضت له الحبانية السنية القريبة من الفلوجة، طبيعة صراع يزداد دموية في محافظة الانبار، التي تنتشر على امتداد مساحتها الواسعة (ثلث مساحة العراق تقريباً) مجموعات مسلحة وتنظيمات متطرفة وميليشيات تابعة للعشائر يجمع معظمها على تبني الهجمات ضد القوات الاميركية ويختلفون حول توجهات «القاعدة»، خصوصاً بعد إعلانها تأسيس دولة مقتطعة من العراق وتكفير المعارضين لها.

وأكد أحد وجهاء عشيرة البومرعي ان خطبة الجمعة تضمنت ايضاً انتقاداً لاستخدام «القاعدة» الأحياء السكنية في اطلاق صواريخ والهرب من المكان قبل ان تقصفه الطائرات الاميركية مستهدفة منازل المدنيين.


وأفادت المصادر أن قياديي جماعات مسلحة، مثل اياد الدليمي وخالد عبدالله الخليفاوي وابو الوليد المرعاوي من «الجيش الاسلامي»، وأسود كامل الفلاحي واحمد صباح من «كتائب ثورة العشرين» قتلوا في الحادث.

من جهة أخرى، قالت رايس أمس ان إقدام الكونغرس على إدارة الحرب على العراق سيكون خطأ، وشجعت أعضاءه على دعم خطة بوش زيادة عديد الجنود الأميركيين. وأعربت عن أملها في أن يعترف الكونغرس بأن من المهم جداً أن يؤدي دوره بالاشراف على السلطة التنفيذية الممثلة بالرئيس، إلا أنه «عندما يأتي الأمر الى التنفيذ العملي يجب أن تكون هناك علاقة واضحة بين قائد القوات المسلحة (بوش) والقادة في الميدان».

وتابعت ان «العبث بتسلسل القيادة سيكون خطأ كبيراً». وأضافت: «عندها سيكون لدينا أسوأ ادارة للشؤون العسكرية»، لافتة الى أن مثل هذه السياسات أسفرت عن «نتائج سيئة في الماضي». وزادت أنه «يستحيل التمييز بين ما يحصل في العراق والقتال الأوسع نطاقاً ضد القاعدة».