نُشر هذا الموضوع على موقع اسرائيلي والكاتب ايضا اسرائيلي باللغة العبرية قبل اكثر من شهرين ونظراً لاهميته اطرحه للقراءة والمناقشة مع التقدير
مصير الشرق الاوسط سيتحدد في العراق ( مترجم)
الترجمة
دُعي البروفسور عمانؤيل سيون بعد ثلاثة اشهر من اعتداء الحادي عشر من سبتمبر للقاء شخصيات رفيعة في وزارة الدفاع الامريكية في بناية البنتاغون في واشنطن ، وظن البروفسور سيون ان اللقاء سيهتم بوسائل مكافحة الارهاب ، لكنه فوجيء بأن هذه الشخصيات الامريكية قد كشفت له خطط اخرى تماما .
تحدث البروفسور سيون هذا الاسبوع الى موقع (واللاّ) الاخباري (اسرائيلي) عما جرى في هذا اللقاء قائلاً "الموضوع الذي اراد ان يسمعه الامريكان كان بخصوص تصورات مدى ارتباط صدام حسين بتنظيم القاعدة . وقلت لهم لا يوجد دليل على تعاون مشترك من هذا النوع . وبعد ذلك تحدثت عن مكافحة الارهاب وقلت يجب التركيز على استهداف زعماء القاعدة وتجميد ارصدة منظمتهم في البنوك الدولية ، استمعوا بلطف لوقت طويل وفي النهاية قالوا : نعم ولكن كيف يكون هذا مرتبط بالعراق" .
وعلق البروفسور سيون حول قرار اجتياح العراق " كان اكبر هدية يقدمها الامريكان الى القاعدة" . ويعتبر سيون صوت نادر وسط الحديث الاسرائيلي العام – الدولة الوحيدة في العالم ، باستثناء الولايات المتحدة الامريكية ، التي اعتمدت على الاستطلاعات الجماهيرية في تاييدها الواسع للحرب الامريكية . واوضح سيون " ان التاييد الاسرائيلي للحرب في العراق غير مفاجيء لاسرائيل لانها ، على الاقل على المدى القريب ، استفادت من اقصاء صدام حسين عن السلطة " . واضاف " ولكن لم تنظر اسرائيل والولايات المتحدة الى ما هو ابعد من ذلك . حيث ان المستفيد الاكبر من الاجتياح هو اعضاء تنظيم القاعدة ". وقال سيون ان الهدف الاساسي للقاعدة هو خلق حالة عدم الاستقرار في الشرق الاوسط لانها تحاول تقويض الانظمة القائمة من اجل تغييرها بنظام ديني . اما الكارثة التي خلقتها امريكا في العراق فهي تحقيق لجميع احلام القاعدة لان ما هو قائم اليوم يشير الى قلق جدي من تحول العراق في المنطقة السنية منه الى افغانستان جديدة . دولة مع سلطة دينية تشكل مركز فكري وتخطيطي للارهابيين . وهي دولة القاعدة .
" هناك عنصر اخر تقوى في اعقاب انهيار العراق وهو ايران وتقوت معه جميع العناصر الشيعية في المنطقة . وان اجتياح العراق نمّى سلة التكاثر ، واعاد للمركز قضية النزاع السني – الشيعي ففي العراق جذور سياسية لهذا النزاع لان الاقلية السنية سيطرت على نظام الحكم لفترة طويلة واضطهدت الشيعة بوحشية . ولكن عندما تحركت ايران من جهة والقاعدة من جهة ثانية ، تبلور نزاع ديني مصحوب بطاقات خطيرة ".
- ماهي فرص توسع النزاع الطائفي الى سائر ارجاء الشرق الاوسط ؟ " ان هذا سيناريو منطقي جدا . وسيحدد مصير الشرق الاوسط في العراق خلال هذه الايام . في الحقيقة ان حربا اهلية تجري الان في العراق بين الشيعة والسنة ، وهناك عدة اسباب للاعتقاد بان النزاع سيتحول الى ميادين اخرى في الشرق الاوسط . وراينا في الصيف الماضي تقاربا محددا بين اسرائيل ، الاردن ، مصر والسعودية والسبب في ذلك واضح هو: قلق الحكام السنة من تقوية حزب الله وايران".
- الحكام المعتدلين بالتاكيد هم خائفين من القوة الشيعية ولكن ماهي العلاقات التي تربط حزب الله بالقاعدة ؟
" عندما نتحدث عن ،الاسلام المتطرف، من المهم جدا ان لا نتكلم عن اتجاه واحد فقط . هناك تناحر وبغض عميق بين القاعدة السنية وحزب الله الشيعي تماما مثلما هو بغضهم لاسرائيل . فقد استنكرت القاعدة بشدة هجوم نصرالله في الصيف الماضي وادعت انه هاجم بدون استعداد جيد كما ويتهمونه ايضاً بتدمير لبنان جراء الحرب الاخيرة . وان ادعائهم الاساسي هو وجوب الانتظار سنة او سنتين والاستعداد جيدا لخطة محكمة تؤدي الى تدمير تام لاسرائيل.
منتظري عودة المسيح
احمدي نجاد . وهو معروف كمؤيد للتيارالمسيحي (المهدوي) وهنا تبرز مسالة اخرى تؤجج العالم الاسلامي في هذه الايام الا وهي تنامي القوات المسيحية (المهدوية) ، السنية والشيعية . وحسب كلام سيون يعتبر ذلك تطور مذهل لم تتضح معالمه بعد . " ففي الاسلام السني يكون التعامل مع قضية المسيح المنتظر( المهدي المنتظر) شبيهة بتعامل اليهود التقليدي في هذه المسالة ( تسليم في المبدأ ، غير آني ) أي انهم يعتقدون بعودة المسيح المنتظر ولكن كتنبوء مستقبلي فقط لا يحصل في ايامنا . كذلك تولد احساس لدى البعض بان عودة المسيح تشبه الى حد ما : سلسلة الكوارث المذكورة في قصص ، حرب ياجوج وماجوج ، ".
" تعتقد بعض التيارات في القاعدة ان المسيرة قد بدأت فعلاً ، فهم يتطلعون الى الاوضاع ويرون بوادرها انتفاضة في فلسطين ، حرب اهلية في العراق ، جوع ، اوبئة وكوارث طبيعية . قسم من الناس انجرفوا الى الموضوع المسيحي حتى اصبحوا اسيري الاهتمام بحسابات نهاية العالم. ويعج الانترنت بالتكهنات العديدة والمتنوعة في هذا الموضوع . فالفيزياوييين يتحدثون عن عام 2300 والمتفائلين عن يتحدثون عام 2008 وفي الكواليس تتحدث غالبية السيناريوهات حول نهاية العالم التي ستكون بوادرها تدمير دولة اسرائيل . كذلك في الاسلام الشيعي هناك اهتمام متزايد بالاعتقاد المسيحي . وتحدث مقتدى الصدرعلنا زعيم المليشيات الشيعية في بغداد عن قرب عودة ، الامام الغائب، منقذ العالم حسب المعتقدات الشيعية . ووفقا لكلام سيون " هذا تطور مقلق لان هناك حركات مسيحية تميل الى التعرض للخطر وتحاول استقدام المسيح بواسطة استخدام العنف . ومن الممكن ان نرى مثل ذلك في النموذج المسيحي الاسرائيلي في نفق هار هابيت (جبل ابو غنيم).
الموقع : واللا الاسرائيلي
التاريخ:3/12/2006
بقلم : امير تيفون