النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,523

    افتراضي الشابندر "مثقف" بلا حزب، و"متحزّب" يبحث عن انتماء ...زهير الزبيدي

    الشابندر "مثقف" بلا حزب، و"متحزّب" يبحث عن انتماء
    زهير الزبيدي
    Thursday, 01 March 2007


    عذرا لكل من يقرأ مقالي، على الاسهاب الذي خرج من يدي ولم أكن راغبا فيه، فأنا أجد الموضوع خطير، ولايُلمْلمْ بسطرأو سطرين،فهو كالجرح العميق لايضمّد بلاسق صغير انما بحاجة الى رباط ضماد طويــــــــــــل لكي لايبز الدم منه مرة أخرى

    ولكي يلتأم بسرعة كي نداوي جروح أخرى قد تنفتح ، وقد تنفتح جروح قديمة اندملت للأسف الشديد، وها نحن نركز الضرب عليها فوق ضربات الاعداء. فهنيئا لمن التزم قول الامام علي عليه السلام حين قال " كن في الفتنة كابن اللبون ليس له ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب.


    بكل ألم ومرارة، بل بعَبرة تتكسر في الصدر ونحن نرى منارات تتهاوى، وأنا قاتلة تحّجم العمالقة، وحقد يتفجر دون سابق انذار ــ أو يبدو وكأنه حقد ــ فيحيل التأريخ العابق بالفكر، الى كومة علوم تتشتت بالأنا القاتلة، لتمزف وجه الحب والشفافية والانفتاح، وتحيله انفتاحا على الذات، وتقوقعا على الأنا يؤدي الى الانتحار بعد عمر من العطاء لاسامح الله.


    اليوم يتحول هذا العملاق الاسلامي، الى علماني ملبْرّرْ من النوع المهجن ــ اسلامي شيعي ... علماني ــ وهنا يكمن خطر العباقرة عندما يصلوا حد الاشباع بالعطاء، وتضائل بالتقوى، ينكفؤا الى الوراء في الفكر، بحثا عن الجاه والمنصب في زمن الحكم، بعد أن هجروها في زمن السياسة المعارِضة. انها معادلة بديهية ولا ألمز بها أحدا.


    الحزب يا سيدي الشابندر ليس كما يحلو لي ولك، أن تصفه وتسميه لكي تضرب ضربتك بالصميم كالضربات السابقة. فأنت قامة شامخة، وأنت من بذل الجهد الجهيد لتشذيب الفكر من خزعبلات العرب والعجم. وأنت من وقف بكل صلابة بوجه المغالين بأنفسهم، والمضعفين لأئمة أهل البيت عليهم السلام بالشعوذة والدجل، كل هذا مفهوم لدينا ولهذا لسنا من الواقفين بوجهك، فأنت قامة لاتدانا، وأنت جبل لايتسلق قمته الا من له القمة الشامخة، لكننا بقدر تألمنا عليك وليس على الدعوة ــ فالدعوة جسم ثقافي حضاري أجزاءه تكمل بعضها، وله وظائفه كما الوظائف الفسلجية، يتعافى هذا الجسم بعد كل صدمة ثم يتأقلم مع الحدث، فجهازها المناعي والحمد لله سليم، ولم يصبه فايروس نقص المناعة، كما أصاب الكثير من الاحزاب والمثقفين للأسف ــ حيث عرفناك حد قراءة شفاهك وهي تتمتم، وما يدور بذهنك وأنت تتأمل. صرنا نتفقدك عند كل مصيبة شرعية تحلّ بنا، حتى صرنا نقول "ما من مهزلة فقهية الا ولها أبا عمار الشابندر" نعرفك سيدي الشابندرفلا تعرّف عن نفسك. لكن الحزب بالمفهوم الاسلامي الذي استلهمنا جزءً منه منك، ليس مجموعة رجال ويقـّيم الحزب بكثرتهم أوقلتهم ــ فابراهيم عليه السلام كان أمة ــ اما الحزب يا سيدي مبادئ وأهداف ، برامج عمل يصيغها القدوة للمجتمع،أيّ مجتمع ليتماهى معها دون أن يحس، تغذي روحه كما تغذي الفاكهة والطعام اللذيذ جسمه. فهي اذن ليست حزب محدود بحد، حيث لا يستوعبها حد، فهي ضوء يتمدد في الظلمات، وشجرة وارفة بظلالها وثمارها على أهلها والجيران، ثم بذور تزرع هنا وهناك لتشب شجرة أخرى لتستمرالحياة كما أرادها الله وليس كما يريدها حزب الدعوة أوالشابندر. وعندما تدْلهم عليها الخطوب ــ وهي لم تفارقها منذانطلاقتها الاولى ــ تحتفظ ببذرتها، حيث وفر لها شهيد الفكر السيد الصدر الأول، ظروف حمايتها فحملها بعض تلامذته الجوانح وفي عمق الأفئدة، لتنبت من جديد برجال جدد، لهذا فالدعوة حزب من مجموعة رجال لاتقتصر عليهم لوحدهم، وقد يكونوا داخلها أو خارجها،لكن شرط أنهم تربوا تحت ظلالها، ورشفوا من منابعها الاولى، يتمددون في المجتمع، اذن فكل المجتمع هو وعاء للدعوة.


    والداعية الحقيقي، سواء أكان منتظما أو غير منتظم، لايبحث عن الضوء، انما هو يستحث الضوء اليه ويجلبه من حيث لايشعر الضوء ذلك. لايترحل بين المجاميع للدعاية، انما يرحل اليه المتعطشون للكلمة الطيبة، والخطاب الناجع المؤثر الموحد للتقوية، وليس المشتت للتضعيف، وعندما يسعوا اليه طلاب الكلمة الطيبة، تراه يتحرك كفراشة نحل بين الازاهير ليغذيها رحيق الاسلام لا ليمتص جهدها، ورحيقها الآتي عبر التأريخ العابق بعطرالاسلام، ثم تحول الى مكاسب مادية ضيقة، فعمله عكس عمل النحل الطبيعي الا انه يتشابه بالمهمة. والداعية يا سيدي أنت عندما كنت وتحدثت أنت الآن في " العندما هذه" وليس كيف اصبحت اليوم.


    والله أستغرب وأذهل حد البكاء وأنا أقرأ لك ما لم أحسه في ثنايا شخصيتك عندما كنت أستمع اليك دامعا بشغف، وأتكلم اليك وكأنني أتكلم مع صحابي جليل. أعترف بفخر أنني تعلمت منك ما لم أعرفه من غيرك، وسمعت من منبرك، ما لم أسمعه من مجدد المنبر الحسيني الشيخ الوائلي طيب الله ثراه. ولم أشعر أنك سوف تتفجر يوما الى شابندر غير الذي عرفناه، انني اراك شابندرا يحارب نفسه، ويهدم بيتا بناه من داخله، ولايعرف ان بانهياره سيكون هو أول ضحاياه.


    سيدي الشابندر أنت تعرفني كم أنا محايدا لاسيما في المسائل الاسلامية، ولهذا كم كتمت على أنفاسي وأنا اقرأك غيرك، لكي لا أتجاسر عليك ولم أتحمل الا بعد أن تأكد لي انك، لكن ليس أنت. ليس أنت من يكتب هذا اليوم، وليس أنت الذي كظم غيضه عبر عقود طالبا رضا الله لا رضا رجال الدعوة وانصارها.


    يا سيدي اننا اليوم نذبح بكل ما للعرب من خناجر وسكاكين وحراب صدأة، وأنت نسيت محاضراتك بكظم الغيض لدى أبي الحسن الكاظم عليه السلام،{ والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين } لايمكن أن يقف بوجهك مثلي، بل حتى الذي أكبر مني، لكنك اليوم لست أنت،لانني اسائل نفسي هل أن غالب الشابندر اليوم يبحث عن جاه، وجاهه وصل خارج حدود طائفته؟ أم يبحث عن مركز وهو الذي زهد في هذا ولم يَتربى أويُربي عليه؟.


    أعود لسؤالك مرة أخرى : هل حزب الدعوة حزب المثقفين حقا؟ وأنا أقول لك نعم وحده حزب المثقفين، المفكرين، المخلصين، المضحين، والواقفين على المبدأ وغيرهم تلونوا ، كالحرباء، ومن يتنكر هذا لادين له.


    نعم وحدهم الذين لم يمدوا يدا لاحد، وغيرهم أتخم بالمال الحرام من جهات تعددت. نعم وحدهم الذين ركزوا في أرض العراق، ولم يفارقوها وهم مطاردون في الخارج والداخل ، وغيرهم تآمر عليهم وطعنهم بالظهر. نعم وحدهم من جاهد وأعطي ولايزال، وغيرهم من باع فكره بثمن بخس. وحدهم من ذبحوا بسيف اسلامي، وغيرهم من وشى بهم ليملأ جيبا لاليزم سيفا. هذه هي مسيرتهم وأنت تريد منهم أن لايخطؤا، نعم خطؤوا، لكن ماذا قال رسول الله (ص) لعمار ابن ياسر عندما كفر تحت وطأة التعذيب وقال هبل بدل أحد قال (ص): صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة.


    سيدي الشابندر، لاأجدك أنت أنت ابدا، لانني تعلمت منك هذا الكلام ما قومت به نفسي، وسرت على طريقك حتى خاصمني الكثيرون ومنهم دعاة، وشتمت بسببك ولم أوشي اليك يوما أن فلان شتمك ، لقد وقفت بوجه شاتميك وقوفي بوجه البعث يوم صارعتهم وحدي وأنت تعرف بذلك. لكن اليوم عندما أجدك تجلد نفسك دون شعور، أو حضور فكري ومنك نغترف ، لا لن استطيع أن أدعك تجلد نفسك حتى تدمى جنبات ضميرك الحي الطاهر وهو لم يسفك قطرة دم بريئة، بل قدم سمعته ليطعن بسبب "الجمود الحوزوي" المزيف .


    سيدي أنت من أسكت الفقاء فكيف نستطيع اسكاتك اليوم نحن الأقزام، وأنت من أدب السياسة فكيف نسمع لانفسنا أن نتركك تغرق فيها ولانمد لك يد النجاة، فما نحن لك الا أجراس انذار ولابد لك من أن تستمع الى محبيك، وسيكونوا لك اليد الحانية بك على غيرك، والضاربة لمخالفيك بقوة، ولهذا حقنا عليك أن تسمعنا وترد علينا بعِضة لا أن تعضَّنا ونحن نقبل جبينك، الذي أنا رسمتُ عليه قبلتي على جبل عرفات، وأنا أرنو الى وجهك وكأنك عمار ابن ياسر، وليس أبا عمار الشابندر، والله مرسوم بذاكرتي صورتك وأنت على الجبل المقدس عرفاة، وكلما أكتب لك، تتمثل أمامي تلك الوقفة وأنت ملفوف برداء الاحرام، وبتلك اللحية الشبيهة بلحية عمار ابن ياسر، لا كما وصفها المفلسون عندما اتهموك بشتى التهم الباطلة ، فأنا لا أرد عليك بحقد، انما أرد عليك بحب مفعم بالألم.


    أنا ــ وثق بالله ــ كم تمنيت لك موقعا مرموقا في الدولة اليوم، سواء جاءت بك الدعوة أو غيرها، ولكن حقك على الدعوة أن تبادر قبل غيرها انما أنت تعرف التسلسل الهرمي للتنظيم، وتعرف الشخصيات المتعبة فيه فليس كلهم سواء، ولابد من وجود التباين الا عند الملائكة. وتعرف كذلك " الحَصْحَصَة" وكيف يفرضها المحتل كما فرض الخصصة في مصر، وترى كذلك كيف الاحزاب تتزاحم عناصرها على منصب قبل أن يغادر هذه الدنيا، وهولم يهنأ بكلمة استاذ يقولها له موظف صغير، وهو قد قدم زهرة شبابه للاسلام، والنفوس تبقى خَضرة للمنصب مهما تعففت، كخضرة نفس أبي عمار الشابندرللجنس الآخر مهما تعفف وان شاخ واحدودب ظهره.


    مثقفي الدعوة سيدي أولهم الشابندر، حيث تخرّج من كلية السيد مرتضى العسكري الذي يكن له الشابندر كل الاحترام والتقدير والتبجيل، تلك هي مصنع كلية الدعاة أصول الدين، ثم واصل تربيته الدعوتية باحضان الشيخ الشهيد عارف البصري، والشيخ الشهيد عبد الجبارالبصري، ولكن لايعني سيدي أن تترك التنظيم لست بداعية، فهذا هو خط الدعوة عندما أقول ليست رجالا معروفين، انما هي مصنع الدعاة وتجد منهم الكثير من الجنود المجهولين، وغير الشابندر كثير لاداعي "للفضائح". وعندما يكتمل عودهم، وينضج فكرهم ويتحولوا من متلقين الى مبدعين ومثقفين ثم مفكرين، جاز لنا أن نقول: إن فعلوا خيرا فهو خيرا للدعوة وللمجتمع، وللداعية في آخرته ودنياه ، وإن فعلوا خطأ ً فمن أنفسهم وعليها عواقبه، والداعية لاينتظر من حزبه أن يجزيه، فالجزاء جزاء الآخرة وليس الدنيا.


    تسأل سؤالك وتبسّطه بنفسك لأنك تعرف رأي الدعوة ليس هذا الذي تقوله، ولا نحن الواقفون لك بالمرصاد لا لاسكاتك "حاشا لله " انما لنذكرك من أنت، ولكنك تبسطه لكي تترك أثرا على الدعوة وتقول{ أما اذا كان مفهوم المثقف لدى حزب الدعوة هو المهندس والطبيب والمعلم ،فبئس الرؤية ، وبئس التصور لمعنى المثقف ، بل هذا يشكل عندي دليلا على أن حزب الدعوة ليس حزب المثقفين ، بل هو حزب البسطاء والمساكين} ووفقا لما بينته أعلاه من معنى للدعوة والداعية، وكيف صار الداعية غالب الشابندر مستقلا، ووفق تصورك أنت ، يعني اذا كان هذا رأيك بالدعوة أقول فبئس التصور يا سيدي، بل صرت عندي مفكرا ليس للفكر انما تاجرا به، بل يتحول الفكر الى فكر للبيع على قارعة الطريق والمحاصصة السياسية وليس الفكرية.


    أما مسألة "سباهي" الذي ذكرته، قل لي أسألك بالله أين كنت أنت عندما نزل الأبطال الذين حملوا أرواحهم على أكفهم وهم يعرفون المصير غير الموثوق به بعد السقوط بايام؟ ، ومتى نزلت الى العراق؟ ولا أدري اذا سافرت أم لم تسافر؟ واليوم تطلق عليهم لقب "اسباهي" بربك هل تعلم كم "سباهي" استشهد؟ وهل تعلم كم "اسباهي" معتقل لدى الاحتلال دون ذنب؟ وهل تعرف كم "سباهي" أدبوا البعث، المنفلت بضوء أخضر أمريكي؟ أنا عندما أقول قولي هذا ورغم ما تعرفه عني من صحة متردية، وبنية لاتساعد على المسير، الا أنني جبت خمسة محافظات، وقصدت أكثر من مكتب، وحاورت من في الشارع ومن هم خلف المكاتب، فوجدت من صغى لي وسمع وجزاه الله خيرا، ومن سمع وبلع، وغفر الله لي وله، لكنني لم أتأخذ موقفا من أحد منهم، بل بقي الجميع في القلب. نعم وجدت هناك الكثير من "السباهي" وبنفس الوقت وجدت الكثير من الكبار بخطابهم وبشموخهم أمام الاعداء، وأداءهم وهم يصلون الليل بالنهار، ومنهم من يبيت في مكتبه لا خوفا كما تضن، انما لكثرة العمل، هناك من يخاف لكن أجبني بالله عليك: من أين أأتي بالشخص غير هذا "السباهي" لكي يشغل لي مكانا اليوم قبل أن يملأه غيري ويحتفظ به لغد، ليس كسبا لمنصب، انما دعما للعراق الجديد، الذي أريده أنا عراقيا، وغيري يريده اما ايرانيا أو عربيا، وقد وصل الى أسماعي أن مسؤولا من الدعوة سؤل عن أحد " سباهي" لماذا وضعته في المنصب؟ يقال: أجاب وهل وجدت غيره لكي لا أضعه؟.


    لايمكن لك اليوم أن تزاحم " اسباهي وأخوته " بعدما قدموا ما لم يستطع الآخرون تقديمه في وقت عز عليه النفر، لكن بامكانك أن تقدم بأفكارك واستشارتك وان دون الظهورعلى الشاشات، أواكتسابا للمراكز الوظيفية،وأنت أهلا لذلك. ألم يقل امامنا الصادق(ع) وأنا سمعتها منك : ( كونوا لنا دعاة صامتين)؟


    ولهذا يا سيدي الشابندر لاتعتذر عندما تقول:{ عذرا للقراء أن اكتب بهذه اللغة السهلة البسيطة وليس ذاك إلا لأن الموضوع عام ووجداني لا أكثر ولا أقل. } لا يا سيدي اسمح لي أقول كل كتاباتك بسيطة للأسف، بل وصلت حد الملل وأنت تأكل بلحمك والعراق جثة مسجات تحيط بها سكاكين الغادرين والغزاة من عربان وعجم.


    أما يقينك غير المتيقن منه، من{ إن الحزب في طريقه إلى الإنهيار فكريا وسياسيا ، وإذا ما استمر ، فاستمرار ميت ، استمرار بلا حراك، وما أكثر الاحزاب التي تعيش عشرات السنين ، ولكن على الهامش دائما} هذا اليقين هو أملك ولم يكن يوما ما حرصت على هذا الحزب أبدا، وما ذكرته من بطولات لكشف مهدي الهاشمي لم يكن الا في نفس النهج الذي تستمر عليه هذه الايام، صدقني. ومع ذلك فالحزب وهو على الهامش أفضل من أن يموت وأنت تعكس مقولة الشهيد الصدر، ملهمك ومغذيك، التي تقول الشعب يمكن أن يسكت الا أنه لن يموت. فالاستمرارية بلا حراك يعني أنه دخل حالة الحذروليس حالة الموت ليرتب صفوفه من جديد ، وهذا أمر ضروري عندما تتهدم امبراطوريات وتنشأ على ركامها أخرى يعم الهرج والمرج، فيتوقف العقلاء عن العمل ريثما ينبلج ليلهم المُدْلهم لكي لاتذهب الرجال بالأرجل، لاسيما ان الفوضى لاتزال تعم البلاد.


    ثم أنك يا سيدي وملهمي، تتكلم في كل مناسبة بالفكر والثقافة، وأقول: ما فائدة الفكر والثقافة اذا كان هذا الفكر وتلك الثقافة خالية من الحلم والحكمة والفطنة والكياسة؟ ،ألم يقرن الامام علي عليه السلام الإيمان بالكياسة والفطنة عندما قال " المؤمن كيس فطن" ولم يقل عليه السلام " كيس قطن"عندها يحق لنا أن نقول نحن لمثل هكذا مفكرين بئس الفكر وبئس الثاقفة، فما فائدة المثقف والمفكر الذي لايقرأ الظرف الذي يوظف فيه فكره وثقافته بالاتجاه الذي يخدم الجميع وليس الاتجاه الذي يكون فيه الجميع خدما للمثقف والمفكر؟. على المثقف لكي يكون مثقف أن يمتلك الحلم والحكمة التي رأسها مخافة الله، وقراءة الظرف من حيث الزمان والمكان وتقييما لما يتحقق من الهدف هو أهم بكثير من الثقافة والفكر ، بل اذا فقدها فقد الفكر والثقافة.


    لهذا سيدي الشابندر إذا لم أستطع مجاراتك بالفكر والبحث والقلم ــ وهذا واقع مستسلمين له بل ندافع عنه ــ فامكاننا أن نقرأ الحدث بمستواك أو أكثر منك درجة، لاننا نراقبك أفضل من نفسك ففي الحديث النبوي الشريف " المؤمن مرآة أخيه المؤمن ". ولهذا لم أجد فيك عيبا مذ عرفتك من حيث التواضع العال، ودماثة الخلق، وجب الغيبة عن النفس، ورقي بالفكروالتفكير،وبساطةالملبس والمأكل والمركب، وهذه خصال المؤمنين، لكن سيدي دعني أثبت عليك نقطة ضعف كبيرة لاتدع لفكرك أن يؤثر ، ولا لقلمك أن يثقـّف، ولا لعقلك أن يبدع بالحوارمعالآخر لاسيما الأخوة لك. وضعفك هذا هو باختيارك للمكان الذي تبث فيه فكرك، وهوالاناء الذي لابد له أن يكون ناصع البياض، والزمان الذي تختاره لاسيما زمان الفتنة، والأذن التي تهمس فيها سرا تريده أن لاينتشر، والأكبر من هذه كلها رغم تواضعك، هو تعاليك على من يطلب منك مشورة أو يقدم لك نقدا ولم تجبه، وان جاء ردك له فلن تذكر اسمه بل تجعل منه نكرة.


    وقبل أن أودعكم سادتي القراء لاسيما أن أقول للأخ الذي طلب الرد من الدعوة وقال هل الدعوة لاتكتب ولا تتكلم أقول للجميع:


    الدعوة أرفع من أن ترد من على الانترنيت لعدة أسباب في رأيي، واذا كانت غير ذلك فهي مخطأة، لماذا؟ لان هذه الشاشة العجيبة قد خففت عن كاهل جواسيس المخابرات الغربية بل قللت أعدادهم في شرقنا الأعمى، حيث السيد " كوكل" يشفط الجو شفطا" وهناك من البرامج للترجمه الفورية لعدة لغات، ما يزود مراكز البحث لاجهزة المخابرات المركزية لكل دولة تريد بنا الشر، ما لم يزودها به جواسيس الدنيا عبر عقود. وأن هناك أجهزة لسرقة محتويات الحاسوب ما لم يستطع أحدا من الحفاظ على اسراره، ولهذا نجد أن مواقع الانترنيت انتشرت، ومن خلالها تبث السموم المختلفة، وبألوان وأطعمة مختلفة، وبأسماء مستعارة فتجد الموسوي، والسوداني بل تجد هناك من تشيع، وأسس له موقع لاستقطاب الآراء لارسالها الى مختبرات التحليل والمراقبة ونحن كل الذي عملناه" برج العرب " وشعب لايعرف ليله من نهاره.


    زهير الزبيدي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    265

    افتراضي

    كلام في الصميم.. أويد كل ما جاء في مقال الأخ زهير الزبيدي.. عندي بعض المعرفة بالرجلين.. الشابندر والزبيدي.. مشكلة الشابندر أنه يشعر أنه تحول الى منظر للشيعة والتشيع.. محاولات الشابندر لإسقاط رفاقه في الطريق أسقطته من أعين الكثير من متابعيه أولهم كاتب هذه السطور.. السيد الشابندر لا ينفك في مهاجمة تياره الإسلامي فهل وراءه دافع ليبرالي علماني؟؟؟؟
    غفاري الربذة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني