ابن الحوزة الدينية يدعو إلى العلمانية
السيد إياد جمال الدين: نحن لسنا أُجراء عند أحد
ابن الحوزة الدينية يدعو إلى العلمانية
"نريد دولة عبارة عن بلدية ومركز شرطة فقط"
أجرى الحوار: أسماء المنصوري
خرج المعارض العراقي السابق السيد إياد جمال الدين من العراق في العام 79 لاجئاً لإيران وقامت الحكومة العراقية آنذاك بتجريده من الجنسية العراقية. عاش متنقلاً بين الإمارات وإيران بوثيقة سفر إيرانية. كان أول العائدين إلى العراق ليترأس المؤتمر الدائم لأعيان العراق. رُشح لدخول مجلس الحكم ورفض. يدعو إلى علمانية الدولة وهو ابن الحوزة الدينية.
السيد إياد جمال الدين
* رشحتكم الإدارة الأميركية لدخول مجلس الحكم ورفضتم, فما ملاحظاتكم على المجلس الحالي؟
-المجلس الحالي فيه نخبة من رجالات العراق, أناس لهم تاريخ نضالي وسياسي مشرق, يمثلون معظم قطاعات الشعب العراقي، والتعددية الموجودة مذهبية وقومية.
* كيف رُشحت لعضوية المجلس؟
- رشحتني الإدارة الأميركية, فالسياسيون العراقيون الموجودون في الخارج معدودون. كنت مرشحاً ولم أوافق.
* لماذا؟
- ربما تحفظ أو تردد. شيء من هذا القبيل.
* لماذا؟
- ستكشف الأيام لماذا.
* شككت بمصداقية هذا المجلس؟
السيد إياد- مقاطعاً: الوضع السياسي في العراق غير مستقر, سوف تتبلور تيارات سياسية في المستقبل, إذا ما استقر الشارع السياسي يمكن أن نخطو خطوات واثقة إلى الأمام.
* ماذا عرضت عليك الإدارة الأميركية تحديداً؟
-أن أكون ضمن تشكيلة هؤلاء الخمسة والعشرين شخصاً في المجلس.
* كرئيس؟
-لا, أعضاء المجلس هم ينتخبون رئيسهم. لا يمكن أن يفرض رئيس على المجلس من قبل أحد. الأميركيون لم يعينوهم وإنما رُشحوا ضمن مداولات طويلة مع الأميركيين ومع الأمم المتحدة ومع الشخصيات السياسية فيما بينها. النخبة السياسية معروفة ومعدودة.
* وكلها قادمة من الخارج...
- طبعاً نخبة العراق كلها كانت بالخارج. من يستطيع أن يتكلم داخل العراق؟ من يستطيع أن يكون له رأي آخر غير رأي الحكومة ؟ فأكيد أن نخبة العراق من العلماء والسياسيين والمفكرين في الخارج.. أربعة ملايين عراقي في الخارج .
* ومعظمهم رجال دين شيعة...
- ليس المعظم. هناك أيضاً تمثيل إسلامي سني وليبراليون وأكراد ومسيحيون وقوميون. نحن نرجو ألا تكون الحكومة المقبلة طائفية, نرفض أن يكون العراق لبنان آخر. يجب أن تقسم الحقائب الوزارية حسب الكفاءات.
* التمثيل الشيعي 13 مقابل 5 من السُنة.
- هذه من فكاهات الإعلام العربي. إنهم لا يعتبرون الأكراد سُنة رغم أنهم سُنة. إذا أخذنا الشيعة مقابل السُنة سيكونون 13 مقابل 10 من السُنة عرب وأكراد. التقسيم من الناحية المذهبية ممتاز فالشيعة أغلبية.
* كيف بدأت الاتصالات بينك وبين الأميركيين؟
- علاقاتي بالأميركيين ليست وليدة الأمس. بدأت اتصالاتي بهم منذ عهد كلينتون. وهذا شيء لا أنكره ولا أعتقد أن به ما يشين. أنا كسياسي أسعى لتحرير بلدي وتحرير شعبي، فلا بد أن نستعين بالقوة العظمى في العالم. لم يكن للأميركيين أن يدخلوا إلى العراق دون موافقتنا.
* بإشراف عربي؟
السيد إياد:.................
* أين كانت تتم هذه اللقاءات؟
- في بعض الدول العربية.
* ما رأيكم في التهمة التي يوجهها البعض لكم بأنكم عملاء لأميركا؟
- العميل لا يكون حراً في اختياره وفي إرادته وفي تفكيره. يكون أجيراً, ونحن لسنا أُجراء عند أحد.
* من يدفع رواتب أعضاء مجلس الحكم؟
- مجلس الحكم يستلم رواتبه من خيرات العراق... نفط العراق.
* نفط العراق الذي هو ملك لكل الشعب العراقي؟
- طبعاً, وهؤلاء حكومة في العراق... أعضاؤها من الشعب. نحن عندنا 30 مليار دولار مجمدة في أمريكا. عندنا الكثير من الأموال النائمة. لسنا بحاجة الى أموال أميركا.
* ما موقفكم من أعمال المقاومة؟
-هذه الأعمال عبارة عن ردود أفعال أو يقف خلفها بقايا النظام السابق. لا قيمة لها ولا تشكل مقاومة حقيقية. المقاومة الحقيقية لو انطلقت لن يبقى أميركي واحد على أرض العراق. نحن أبناء المجاهدين الحقيقيين، وإذا أردنا أن نزلزل الأرض تحت أقدام الاميركيين نستطيع ذلك.
* وما تقييمكم لأداء الإدارة الأميركية المتواجدة في العراق؟
-الإدارة المتواجدة في العراق إدارة مؤقتة وضرورة لابد منها. الوضع في العراق منهار ومؤسسات الدولة بحاجة الى إعادة تشكيل. الاقتصاد بحاجة الى تأسيس جديد لأن الاقتصاد الاشتراكي كان سائداً, والانتقال إلى إقتصاد السوق بحاجة إلى جهد جبار. انتقال العراق من بلد على شاكلة الإتحاد السوفييتي الى بلد عولمي بحاجة الى وجود الإدارة الأميركية.
* ماذا عن الانتهاكات العديدة التي يرتكبها جنود الإحتلال؟
- هذا الكلام غير صحيح.
* لا تحدث انتهاكات؟
-مطلقاً! أميركا بلد حر يحترم حقوق الإنسان. سياستها الخارجية عليها مؤاخذات. لكن يبقى النظام الأميركي أفضل نظام حكم موجود. نحن نريد أن نصنع عراقاً أفضل من أميركا! التأسيس يطول. نحن بحاجة إلى مساعدة أميركا وموافقون على وجودها. نريد الدستور الأميركي لا الأميركيين، وأنا قلت للمسؤول عن الملف العراقي في الخارجية الأميركية أنهم إن أحضروا طاغية آخر فسنقف في وجههم ونقاتلهم. قرار المقاومة قرار وطني, لايتخذه رجل واحد أو حزب واحد. لم يتبلور الى الآن قرار بالمقاومة من قبل القادة أبداً.
* أنت تدعو إلى قيام دولة علمانية في العراق رغم أنك رجل دين؟
- الدولة العلمانية لا تعني دولة ضد الدين وإنما دولة خدمات, الذي دمر الدين الإسلامي تاريخياً هو الدولة الدينية الإسلامية. كانت تحتكر تفسير القرآن وتلغي سائر التفسيرات وتكون هي الوصي على القرآن وعلى الإسلام وعلى الشريعة، وأثبتت تجارب 14 قرناً فشل هذه الحكومات وهذه الدول الإسلامية. فلابد من تحجيم دور الدولة في المجتمع وأن يكون هناك توازن بين المجتمع وبين الدولة. نأخذ من صلاحيات الدولة ونضيفها الى مؤسسات المجتمع المدني. الدين هو روح الشعب العراقي والمقوم الأساسي لهذا الشعب. العلمانية هي تحرير للدين من مخالب الدولة. الدولة الخدماتية تعني إفساح مجال أكبر لمؤسسات المجتمع المدني وللإنسان الفرد الواحد. نحن تاريخياً نتحدث عن حقوق الأمة وننسى حقوق الإنسان. والله أول ما خلق الانسان الفرد الواحد. حقوقه هي أولى أولوياتنا. أياً كان هذا الانسان, من أي قومية ومن أي دين من حقه أن يفكر كما يشاء، ويعبر كما يشاء، ويتصرف كما يشاء، وليس للدولة أن تقيد من حرياته. نريد دولة عبارة عن بلدية ومركز شرطة فقط.
* دعوت كذلك لإلغاء الجيش؟
- الجيش لم يحرر شبراً من أرض محتلة. كانت كل مهامه قمع الشعب في الداخل. لا نريد جيشاً أخطبوطياً مترهلاً وإنما نريد جيشاً صغيراً عالي الحرفية.
* ألم تضعوا جدولاً زمنياً لإنهاء الإحتلال؟
- الآن مازلنا في طور بناء مؤسساتنا. ليكتب الدستور أولاً وتجرى انتخابات حرة وبعدها سيخرج الأميركيون طواعية.
* هل من الممكن أن تكونوا وسيطاً بين واشنطن وطهران؟
- إيران دولة لديها وزارة خارجية ولديها قنوات إتصال تستطيع أن تنحى المنحى الذي تريد. هي دولة مستقلة وحرة ولديها كفاءة سياسية. ليست بحاجة إلى وسطاء، والعراق لحد الآن لم تتشكل فيه حكومة لتقوم بدور الوساطة. إذا تشكلت حكومة وتم الإحتياج لمثل هذه الوساطة ربما تكون.
* إذا تطرقنا لفكرة المد الثوري الشيعي والتي تبناها الإمام الخميني سابقاً, ما مدى تمسككم بهذه الفكرة باعتبار أن السلطة الآن أصبحت لكم؟
- كل حدث إنساني عظيم مثل ثورة جمال عبد الناصر وثورة الإمام الخميني سنجد له الكثير من الأتباع والأنصار والمؤيدين في جميع أنحاء العالم. هذا شيء طبيعي. فالثورة الإيرانية هزت أركان الدنيا جميعها. لا بد أن يكون لها أتباع ليس في الخليج فقط وإنما في كل الكرة الأرضية حتى من غير المسلمين. هنالك عشاق للإمام الخميني وهذا لا يعني أن الشيعة مرتبطون بإيران سياسياً. أما بخصوصنا نحن, فلا توجد عندنا ثورة حتى نصدرها لغيرنا من الجيران. الآن نريد أن نلملم جراحنا وصفوفنا. لن نتدخل في شؤون أحد، ولن نسمح لأحد بأن يتدخل في شؤوننا. لا يعنينا أحد من خارج العراق.
* هل ستقيمون علاقات مع إسرائيل إذا تطلبت مصالحكم ذلك؟
-الشعب العراقي هو من يقرر هذا، هنالك قوة واحدة قوية في الشرق الأوسط. لماذا لا تكون قوتان العراق في مقابل إسرائيل. لكن في النهاية الشعب هو من يقرر.
* ما دورك الحالي في العراق؟
- لدينا تجمع اسمه المؤتمر الدائم لأعيان العراق وهذا التجمع يضم شيوخ العشائر ورجال دين من مختلف المذاهب وأكاديميين. حوالي 1000 شخصية عراقية يجتمعون مرة واحدة شهرياً وهذا التجمع ليس حزباً سياسياً ولن يكون حزباً سياسياً وإنما منتدى للشخصيات العراقية يمارس دوره الأبوي والتوجيهي ويقدم النصح والارشاد والتحذير للاعبين في الساحة السياسية سواء كانوا أحزاباً أو حكومة مستقبلية.
منقول مجلة الازمنه العربيه
للفهم طول وعرض ,وللطاعات سنه وفرض ,والخلق كلهم في السماء والارض,وليست للمعرفة طول ولاعرض ولاتسكن في السماء والارض, ولا تستقر في الظواهر والبواطن مثل السنن والفرض
رد مع اقتباس
]
