قد يبدو الامر مستحيلا ولكن السفير الامريكي لايمارس دورا شريفا في العملية السياسية وبدلا من أن يكون راعيا لها حسب الاتفاقات المعقودة وداعما للحكومة فتحركاته توحي عكس ذلك،مما يعطي الفرصة
أو تشجع الاخرين على المضي قدما في المشاريع المعرقلة للخطة الامنية ولبسط نفوذ الحكومة العراقية.
وإلا ماذا يفسر لنا زلماي زاد اصطحابه لاياد علاوي بعد أن أعلن عن نيته الانسحاب وانتقاده للحكومة بهذا الشكل السافر مع إنه السبب الرئيسي لكثير من الامور التي انتقدها.
زلماي زاد ينفذ سياسة اخرى غير معلنة من قبل الادارة الامريكية أو من قبل المؤسسات الحاكمة على البيت الابيض وهو أحد استشاريييها وموظفيها قبل أن ينتقل الى العمل الدبلوماسي ..
لذلك على الحكومة أن تستوضح من تحركات زلماي زاد والتشاور مع البيت الابيض مباشرة دون السفارة الامريكية.
وأقل خطوة تقوم بها الحكومة الامريكية هي الاعتراض على تمثيل زلماي زاد في مؤتمر بغداد القادم وإلا ستجد الحكومة نفسها محاصرة من قبل المفاوضيين جميعا ،ويعاد سيناريو أراده زلماي قبل لقاء الرئيس الامريكي بوش مع رئيس الوزراء العراقي في الاردن ،ولولا اصرار السيد المالكي على لقاء بوش وحده دون الاطراف الاخرى لنفذت خطة زلماي زاد .
سنجد الكثير من الاستفزازات السياسية ضد الحكومة من خلال عمليات امنية تقوم بها الوحدات العسكرية الامريكية الخاصة التي تتلقى أوامرها من السفارة الامريكية.
على رئاسة الوزراء التصدي لتحركات زلماي بحذر ومجابهة في نفس الوقت حتى يتسنى لنا الخلاص منه
والغريب هو إصرار بقاء زلماي في العراق بالرغم من ترشيحه لمنصب أرقى كسفير لامريكا في
الامم المتحدة ..
على الحكومة تجاوز زلماي ان لم تستطع طرده فعلى الاقل تحجيم تحركاته المريبة التي تريد تنفيذ الفوضى المطلوبة في العراق....