 |
-
خلط الاوراق لايجدي الحقيقة نفعا ياشابندر....زهير الزبيدي
·
·
خلط الاوراق لايجدي للحقيقة نفعا ياشابندر
زهير الزبيدي "
رائع أنت سيدي الشابندر، لكن مشاكستك تعرقل نشر روعة قلمك وفكرك، فمعروف أن حزب الدعوة كان معارضا ومن اليوم الأول لوجوده على أرض ايران، اشراك مجاهديه في الجبهة حيث ذهب منذ أول يوم لتأسيس مكتبه الجهادي العامل في الداخل على طريقة
حرب العصابات النوعية جدا، ومنها ديمومة الاتصال بمنظمات الداخل والحصول على أخبار الأهل والدعاة في الداخل وان قلوا. والشاهد على ذلك معسكر الاهواز وما رافقه من عرقلات أدت الى غلقه وارسال مجاهديه الى الجبهات، ومنهم من رفض ولم يكن هناك توجه للحزب باشراك مجاهديه مع الجيش الايراني في جبهة الحق ضد الباطل والتي كانت تسمى وقتذاك، لكنني اراك تخلط الاوراق خلطا وتبتز الاخبار ابتزازا فتجعل من رأي شخص داعية، رأي حزب وهذا مخالف لمنهجية البحث وانت الباحث العملاق، ومخالف لمنهجية التوثيق وأنت المحقق البارع.
سيدي الشابندر ليس لنا معك مشكلة غير تلك المشاكسة التي اعترفت أنت بها، رغم أنك وضحتها بالاتجاه الايجابي انما نحن نعرفك غير ذلك، ومن أهم نقاط ضعفك رغم عظمتك، هو عدم استماعك للرأي الآخر مهما كان مصدره، فأنت دائما تسفهه فتلقي بظلال مشاكستك تلك إحباطا لمحبي فكرك، ومعتنقي مذهبك بالنقد، فتخلق في النفس حالة من الشك فيما تقول، لهذا فوقاحتك ليس كما قلت أنها (وقاحة المتوسمين بالخير عن طريق الجرح المفتوح، واللسان الطلق) فمن مآسي اللسان أن يكون طلقا في فضاء مشلول فكريا، حيث لاتوجد وقاحة في الخير، انما صراحة المحبين هي التي تخلق لنا الخير، ولا أدري لماذا هذا التلاعب بالألفاظ، يا سيد الكلمة وفارس البيان.
إن موقف حزب الدعوة طيلة بقائه على أرض ايران المفترضة اسلامية، ليس كما جئت به من محاضرة خالفك عليها أحدهم، فالحقيقة ليست نسبية بقدر ما هي وثائق يحتفظ بها الحزب، وموقفه مؤرشف بدماء الشهداء، وخيانة الأخوة الاعداء. لقد قال أحد المجاهدين للسيد الخامنئي عندما كان رئيسا للجمهورية محتجا على دمج المجاهدين العراقيين مع القوات الايرانية النظامية قائلا: إعطونا سعر طائرة فانتوم تسقط لكم في بغداد، نسقط لكم النظام من الداخل فتستريحون ونستراح، فنحن أبناء العراق ونعرف مسالكه ولنا امتدادات مع أهلنا فيه. هذا الموقف رفضه كل الدعاة وليس قيادتهم وحدها ومعروف للقاصي والداني، حتى أن بعض الأخوة جائني في قم، قبل وقف القتال باشهر، مستبشرا بأن الحرس الثوري طلب لقاء الشيخ الآصفي لعمل تنسيق جديد لاسقاط النظام، لكنه عاد في اليوم الثاني وقد خاب أمله باللقاء، فكان من نتائج اللقاء، أن طلب الحرس الثوري من الشيخ كشف الخط الجهادي شرطا للتعاون، فرد الشيخ رافضا هذا، مبررا ذلك بأن الخطوط الجهادية خطوط حمراء وهي لاتعرف بعضها انها مسؤولية الدم الزاكي.
لهذا اقول لك: لم تكن أنت لوحدك من وضع العراق أولا، بل أن الحزب هو من نادى بذلك، أما سياسة الدبلوماسية كانت مطلوبة في وقت ضيق على الحزب، وهو ليس له ملاذ غير أرض ايران. فطالما قال الحزب للإيرانيين لكم خصوصيتكم ولنا خصوصيتنا، حتى أن بعض المسؤولين الحاليين قال لهم باللسان العربي الفصيح في احدى زياراته لايران ( جئناكم حاكمين وليس محكومين ) هذا هو اللسان الطليق، ينطلق في الوقت المناسب والمكان المناسب، أما لسانك سيدي الشابندر تطلق له العنان متى شئت وأنّا شئت، حتى قلت لك مرة ــ أنا شخصياً ــ انك تتكلم في جمهور لايفهمك الا أربعة أو خمسة اشخاص، فلماذا تتعب نفسك في جو أنت لست بمستواه؟ واليوم تكرر اطلاق لسانك على الأنترنيت الذي تدخله النطيحة والمتردية. انك لاتعرف قيمة نفسك بل أنت الذي يحجم نفسه فيما يحترمك من تنتقدهم ، معزين أنفسهم بما أنت فيه سيدي الشابندر.
كم تمنيت أن يكون مقالك لأخوتك بمستوى شفافيتك مع من تأريخه ملطخ بدم الأبرياء وأنت تقول في رسالة مفتوحة لعلاوي على صفحة البرلمان العراقي في يوم (الأربعاء 14 مارس) تقول له فيه: (هناك من يقول: أن الدكتور إياد يتحرك بوحي من شعوره بالظلم، وشعوره بالحيف، وأنه ما زال يتذكر حملات الإعلان التشويهية التافهة التي إستعان بها بعضهم لعرقلة فوزه النيابي والحكومي، وهؤلاء لا يعرفون السيد أياد علاوي الوطني الشهم، الذي يتعالى على مثل هذه الصغائر، ويجعل من الوطن قيمة كبيرة، تعلو كل قيمة،وأعتقد إن تعاونك مع حكومة السيد المالكي سوف تلقم أصحاب هذا التفسير المغرض او الجاهل حجرا، وسوف تبرهن للتاريخ أنك أبن العراق، وإن هنك العراق قبل أي شي آخر.) لقد أوقعت نفسك بفخ لن يرحمك عنده محبيك وأنت الذي قلت أن تحليلاتك السياسية تدرس في كليات العلوم السياسية، كيف تضع علاوي في منزلة لايستحقها بل انه ظاهرة أوجدها المحتل منذ خطط لحصار الشعب المظلوم، وفشل في تسويقها بعد الاحتلال، حتى راح يخطط هذا الرجل بضوء أخضر انكلوأمريكي . لم يكن لعلاوي شعبية ليظلمه من تتهمهم بحملات الاعلان (التشويهية التافهة) انها عندك تافهة بعد أن قرأت نيات الأفراد والجماعات ظلما، وقد قال أحد اسياد علاوي من الأمريكان: اننا عملنا لعلاوي ما لم نعمله في انتخابات الرئاسة الأمريكية، الا أنه لم يحصل الا على (44) مقعد، وكان وقتها مسيطرا على الحكومة، ونشرنا الكتب الرسمية التي يأمر فيها الجيش والشرطة والموظفين، فهل علاوي وطني وشهم وأخوتك (سباهي ودينيون ومتطرفون) عجيب أمور غريب قضية .
ومن مشاكلك سيدي الشابندر أنك مثالي في عالم فوضوي، ولايمكن للمثالية أن تستقيم مع الفضوى. ومشكلتك الأخرى أنك نظري أكثر مما أنت عملي فالمنّظر عندما يطرح فكره، عليه ــ ولكي يؤكد صحة نظرياته ــ أن ينزل هو الى ميدان الواقع فيمارس نظرياته على الآخرين ، انها عملية اختبار لصحة ما يقول ، أما أنت سيدي تنزل نظريات في وقت تقبع فيه في زوايا بيتك. تجربة واحدة كانت لك مع حزب الدعوة أردت أن يسمعك الحزب وان غير من ستراتيجية عمله وان ذهب الآخرون الى الجحيم ، لكنك لم تنضبط بضوابطه التي آمنت بها عندما انخرطت به كعضو، ولم تتبع ذلك النظام، ولو اتبعته بهدوء بعيداعن المشاكسة، لكنت غيرت ما تريده اليوم.
بالمختصر المفيد لا أراك تتأسى بنهج الأئمة عليهم السلام وان أخذت فكرك منهم، قد تكون تأثرت بفكرهم، لكنك لم تنضبط بالتأسي بأدائهم، وها أنت تحترق بين معانديك وأن صح قولك عليهم، وبين أفكارك التي لم تستطع أن تجد لها الطريق الى ميدان التطبيق وهذه بديهية الفكر، يتجاذب بين النظرية والتطبيق، وإلا!!! لا يمكن للمفكر أن يكون كأبن الراوي يعلم الآخرين على الصلاة وهو لايصلي. وأخيرا المفكر لايمكن أن يكون ملك نفسه بل هو ملك من إنجذب الى فكره وتعمق في فهمه وتأثر فيه.
زهير الزبيدي
"
-
وللامانة هذا مقال الشابندر
عنوان المقال :يوم حاضرت ضد الذهاب للجبهة
كنت مشاكسا منذ أن دخلت حزب الدعوة الإسلامية، وبقيت مشكاسا وسأبقى كذلك، وهي (وراثة) أتشرف بها لأني عاهدت ربي أن تكون في سبيل الحقيقة، رغم أني أعترف بأن الحقيقة قضية نسبية من فهم لآخر.
ولكن عزائي في ذلك هو صدقي مع نفسي فيما أرى أنه حقيقة. وقد عانيت وما أزال من هذه الخلة التي طالما أمجدها داخل ضميري وأحث علي تطبيقها كل من ألتقيه وأعاشره، فينجو من هرب من فضائي، ويبتلي من دخل هذا الفضاء المشحون بالتوثب الحي والإنتظار لما هو مثير، وقد درجت على كره السكون، ولعل ذلك هو الذي اوحى لي فكرة أن القران كتاب صراع وليس وئام كما كتبت في أخر تآليف لي بعنوان (الصراع الا جتماعي في القرآن).
على أن مشاكستي صريحة علنية، لا تعتمد الوجهين كما هو الكثير من المتربعين على كراسي الوزارة والبرلمان العراقي، بل هي مشاكسة الوجه للوجه، شرسة، صعبة، قتالية، من على المنابر وفي الصحف، ولم أخف أحدا في إعلان رأيي، مهما كانت منزلته، ومهما كان سلطانه ومهما كانت عواقبه بالنسبة لي، وذلك ما أشكر الله عليه، وإن كان قد أدخلني في حياة جحيمية لا تطاق.
أقدم هذه المقدمة لأشفع القراء الكرام ببعض الذكريات عن عملي وتواجدي في حزب الدعوة الاسلامية، وسوف أختار بعض المقاطع الخاصة، فيما أحتفظ بدفترين كبيرين دونت فيهما العشرات من الصفحات بالاسماء والمسميات، عن كل ما يشين ويزين، بلغة واضحة، تعتمد الصراحة والوقاحة في آن واحد، ولكنها صراحة المحبين ووقاحة المتوسمين بالخير عن طريق الجرح المفتوح، واللسان الطلق.
ذات يوم وأي يوم، جاءني مسؤولي وهو اليوم وزير في الحكومة المالكية وطلب مني طلبا عزيزا على حد تعبيره، طلب مني أن أحاضر في مدينة (دولت آباد) في طهران في بيت إعتاد استضافة محاضرين كل ليلة جمعة، ولما سألته إن كان هناك موضوع خاص، قال (حث الشباب على التطوع للجبهة)، فقلت له : هذه مهمتي، وأنا لها، وما عليك سوى أن تهيئ أسباب الحضور وأسباب الاستماع، من لاقطة جيدة، ومكان مفروش، وشي من الشاي والحلويات والمرطبات، فوعدني خيرا.
جاء موعد المحاضرة، وكان هناك جمع كبير من شباب العراق الجريح، وقدمت بالمحاضر الجيد، صاحب القلم المعروف، إلى آخر ما هنالك من مواصفات تجميل وتبجيل إعتاد عليها ( المتيدنون )، وفيما بدأت، رحت أتكلم عن أهمية العراق، وقدسية العراق، وكيف أن العراق أهم من ايران، لأنه مركز التشيع العالمي، ومهد الأنبياء والرسل، وقد كان الحزبيون من الدعاة يستمعون وقد توافدت على وجوههم حيرة متدرجة الشدة والعتمة، لان الذي يتكلم بهذه اللغة في ذلك الزمان السئ يلقى شرا مستطيرا، وربما ينعكس على حزب الدعوة على صعيد علاقته بإيران. وفي تضاعيف كلامي، قلت لهم ما معناه: أن كل واحد منكم عبارة عن مشروع كامل للعراق، عراق المستقبل، ومن هذا المنطلق أدعوكم الى القراءة والدراسة وتحصيل المعرفة والخبرة، كي تخدموا عراقكم الجريح بالمستقبل القريب أو المتوسط إن شاء الله تعالى، وما عليكم سوى أن تنجوا بأنفسكم اليوم مما يسمى بالجهاد على أرض غير أرضكم، فهناك من يكفي عنكم، ومهمتكم المستقبلة أشرف من هذا القتال الذي لا أدري إلى أين سينتهي، وإن كنت أعتقد، بأن النتيجة هي صلح رغم أنف الدولتين المتحاربتين، وبالتالي، سوف تذهب دمائكم هدرا....
أنهيت الحاضرة وكان كثير من الشباب وبعض الاباء قد رحبوا وهللوا ولكن بشكل سري خفي.
في اليوم التالي، اتصل بي المسؤول (الوزير اليوم) وصوته يختلج ويتلجلج، يعاتبني بعنف، مذكرا أياي، أنها ليست سياسة الحزب،ثم خلاف المتفق عليه، فأجبته: ترى لماذا لا تذهب أنت للجبهة؟ فسكت على مضض، وأحلت على لجنة إنضباط كان احد أعضاءها المرحوم أبو أحمد الخليجي، والذي أدهشني هو تبرير دعوة الشباب إلى الجبهة خوفا على الشباب أنفسهم من القتل، ربما كان يقصد يقتلون بسيف الشرعية.
ولكن في يوم من الأيام حيث كشفت إيران عن موقفها لرافض للحزب، قال لي المسؤول : حسنا فعلت، ولا انسى تلك المحاضرة التي ألقيتها في دولة آباد، وأنت تحث شبابنا على الاحتفاظ بدمائهم الزكية (هذه نص عبارته)، لعراق الإئمة سلام الله عليهم!! ولكن المسؤول ذاته تغير موقفه وصار من دعاة الذوبان في الجمهورية الإسلامية، ما الذي حصل؟ وكيف حصل ؟ وما الذي تمخض عن كل هذا؟
يبدو هذ اهو الطريق إلى الوزارة كان؟
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |