مجلس الشيوخ يبدأ مناقشة "خطة الانسحاب" من العراق
0812 (GMT+04:00) - 15/03/07
واشنطن، الولايات المتحدة (CNN) -- مع اقتراب الحرب على العراق من دخول عامها الخامس، أقر مجلس الشيوخ مساء الأربعاء، وبأغلبية ساحقة، قراراً يقضي بمناقشة خطة الديمقراطيين لسحب القوات الأمريكية من العراق، بحلول مارس/ آذار 2008.
وجاءت نتيجة التصويت على مشروع القرار، بتأييد 89 عضواً، مقابل معارضة تسعة أعضاء جمهوريين فقط، بعد إعلان عدد من الأعضاء الجمهوريين بمجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، تأييدهم لطرح الخطة الخاصة بسحب القوات الأمريكية من العراق، للتصويت.
كما جاء القرار ببدء مناقشة حول اتخاذ إجراء من شأنه أن يحث الرئيس جورج بوش، لسحب الجنود الأمريكيين من العراق، في أعقاب محاولتين سابقتين استخدم خلالها الجمهوريون "حق الأقلية" للحيلولة دون طرح مشاريع القوانين للمناقشة.
غير أن الأعضاء الجمهوريين الذين صوتوا لصالح عرض المشروع للمناقشة، أكدوا معارضتهم القوية للقرار الخاص بالانسحاب من العراق، والذي يصفه البعض بأنه "محاولة للاستسلام، ولا يمثل إستراتيجية للنصر في العراق."
ومن شأن هذا الاقتراح أن يلغي موافقة الكونغرس في عام 2002، على قرار بوش بغزو العراق، وينص على أن الولايات المتحدة "يجب ألا تتورط في حرب أهلية"، كما يوجه بوش إلى البدء في إعادة انتشار القوات الأمريكية في العراق خلال أربعة أشهر من تبني القرار والانتهاء من سحب معظم القوات المقاتلة من هناك قبل 31 مارس/ آذار من العام المقبل.
وينص مشروع القرار على بدء إعادة نشر القوات الأمريكية في العراق خلال أربعة أشهر من إقراره.
وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد، إنه "بعد خمسة أعوام من سياسات الرئيس بوش الفاشلة في العراق، يجب تغيير مسار الحرب الآن."
وقال السناتور المخضرم تيد كينيدي، إن العالم كله يترقب المناقشات الدائرة في الكونغرس، واصفا قضية حرب العراق بأنها "أهم قضية في عالمنا المعاصر."
من جهته قال السيناتور الجمهوري جون ماكين، وهو أحد الطامحين لخوض انتخابات الرئاسة العام المقبل، إن "سحب الجنود من العراق، سيخلق كارثة أكبر من كارثة حرب فيتنام."
وتتخذ قضية حرب العراق أهمية بالغة في السباق الانتخابي في الولايات المتحدة، بين السياسيين من الحزبين الذين يسعون لنيل الترشيح لخوض انتخابات الرئاسة.
ويقود مشروع قرار إنهاء الحرب وانسحاب القوات من العراق، كل من نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب، والنائب الديمقراطي ماكسين والترز، اللذين يقولان إنهما واثقان من إحراز تقدم والحصول على أغلبية تؤيد إقرار المشروع.
ويعني القرار الذي تم إقراره مساء الأربعاء، أن رئاسة الكونغرس بمجلسيه، سيبدآن خلال الأسبوع القادم، مناقشة تشريع جديد يدعو إلى سحب القوات من العراق.
وكان البيت الأبيض قد اعلن قبل نحو أسبوع معارضته إعلان أي جدول زمني لسحب القوات الأمريكية من العراق، مؤكداً أن الرئيس بوش سيستخدم صلاحياته لإحباط أي مقترح لسحب هذه القوات.
موقف البيت الأبيض جاء في أعقاب عرض النواب الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي مقترحا تشريعيا لإعادة القوات الأمريكية إلى البلاد بنهاية العام الجاري أو في أواخر العام المقبل على أن تطبق الإدارة الأمريكية مقابل ذلك "استراتيجية سياسية واقتصادية ودبلوماسية شاملة" لإنهاء الصراع المستمر منذ قرابة أربع سنوات.