البعثيون يريدون اليد بكاملها !.. - مهدي قاسم

(صوت العراق) - 28-03-2007
ارسل هذا الموضوع لصديق

ومضات خاطفة : البعثيون يريدون اليد بكاملها ــ مهدي قاسم

ساذج مَن يعتقد بأن البعثيين العفالقة ــ سواء كانوا صداميين أو عفالقة مبدئيين ؟ ــ سيكتفون بالإصبع الذي يحاول " البعض " بدافع من النوايا الحسنة و الحرص على الوفاق و الإجماع و التوافق الوطني ، أن يقدمه لهم من أجل المصالحة الوطنية الشاملة و التعايش السلمي بين العراقيين بمختلف أطيافهم و اتجاهاتهم السياسية و الفكرية . و ذلك من خلال إلغاء قانون اجتثاث البعث و تبديله بقانون المساءلة و العدالة !! ..
لا أيها السادة لا !..
فأنتم و عذرا على ذلك :
أما كنتم و ما زلتم من الساذجين والجاهلين فعلا و لا تعرفون حقيقة البعثيين ، وأما أنتم من المتواطئين و المساومين ، على حساب ملايين الضحايا من ضحايا البعث النازي لكي تتشبثوا بكراسيكم المهزوزة بأي شكل من الأشكال ..
و أن إحدى الحالتين هي أكثر كارثة و خيانة من الثانية !! ..
و هل تعتقدون حقا بأن البعثيين الذين يملكون القوة و السلاح و المال و الدعم العربي و المتحالفين مع التكفيريين و لديهم معامل كثيرة لتفخيخ السيارات و الأحزمة الناسفة ، و حيث يوجد تحت تصرفهم آلاف من الانتحاريين المستعدين لتفجير أنفسهم القذرة بين الحشود من الناس و في الشوارع و الأسواق و المساجد و الحسينيات و المدارس و الملاعب وفي سيارات النقل العام ، نقول فهل حقا تعتقدون بأن هؤلاء البعثيين سيكتفون بهذا الإصبع فقط ، إصبع العدالة و المساءلة ؟؟! ..
في الوقت الذي يبغون فيه بالحصول على اليد بكاملها ، و فوق ذلك مع الذراع و المفاصل و أيضا ..
أي المطالبة و الإصرار على إرجاع الأمور إلى وضعها السابق قبل انهيار نظامهم الهمجي ..
يعني الحصول على السلطة و الحكم و الهيمنة المطلقة بكاملها أي : بالكمال و التمام !..
و كيف لا يخطر على بالكم أيها المتخاذلون و المتقهقرون و المهزوزون ، بأن البعثيين سيرون بهذه المساومة بإلغاء قانون اجتثاث البعث و تبديله بقانون المساءلة و العدالة ، بأنه بداية للعد التنازلي و إشارة لهزيمتكم ، و ارتفاع أقواس نصرهم ؟!! ..
ألم تتعلموا بعد ، بأنه لا يمكن المساومة مع البعثيين العفالقة إلا من منطق القوة و العنف ، الذي لا يجيدون غيره و لا يؤمنون بدونه ؟؟! ..
، اللهم إلا في حالة تجريدهم من وسائل القوة و عناصر العنف و مصادر الإرهاب و جعلهم قوة خائرة و مفتتة و هباء منثورا ؟؟! ..
ألا يكفيكم ما قدمتموه لهم من مساومات و تنازلات ، إلى حد قد أوصلتموهم إلى قمة مراكز السلطة العليا و القرارات الحاسمة ؟؟ ! ..
و إذا بهم يستغلون مراكز تواجدهم الوظيفي و السلطوي أقذر استغلال لتحقيق أهدافهم في انتزاع السلطة و الحكم ..
ليجلبوا معهم إلى هذه المراكز العليا و الحساسة ، العناصر الإجرامية و الإرهابية !..
و ليفشوا بأسرار تحركات الجيش و الشرطة وعناصرها الذاهبة بإجازة و استراحة ليجدوا أنفسهم في كمائن منصوبة بكل راحة و حرية ، ورقابهم ممدودة بين سكاكين التكفيريين ، ليرقصوا رقصة الذبح و حز الرؤوس المرعبة ؟؟! ..
ليرتكبوا مزيدا و مزيدا من التآمر و الغدر و الإجرام المنظم و بالتحالف مع أقذر و أحط القتلة من التكفيريين المهووسين !!..
فهل نسيتم حقا بأن كل هذه الجرائم المروعة و الرهيبة و المثيرة للاشمئزاز و التقيؤ ، و التي فاقت حتى أفلام الرعب و الإثارة الهوليودية ، نقول هل نسيتم بأنه ، ما كانت هذه الجرائم المروعة و الرهيبة لتُرتكب في العراق في غضون السنوات الثلاث الماضية بدون مشاركة مكثفة و مساعدة وطيدة و تنسيق كبير و تنظيم مباشر و فعّال من قبل البعثيين العفالقة و عرابوهم الأوغاد ممَن بدءوا الآن يدفعون ثمن تحالفهم هذا ، ليتعرضوا تباعا لعملية القتل و التفجير و الخطف من قبل الأفاعي التكفيرية التي دجنوها بين أحضانهم الدافئة حتى نمت و تكاثرت لتبتلعهم واحدا واحدا و الحبل على الجرار ؟؟! ..
ولكن و مع ذلك ..
نقول و عن قناعة أكيدة :
لو أصبح البعثيون العفالقة شرفاء ومن صادقين و نادمين و تائبين و متحررين ( فعلا و حقيقة و سلوكا و ممارسة سلمية و ديمقراطية و تنافسا شريفا و نزيها ) نقول لو تخلصوا من عبأ و أثقال و أوزار أرثهم الدموي الفاشي ، لقلنا عفا الله عما مضى ، إذن فلنفتح صفحة جديدة على غرار صفحة منديلا القديس ، لنعفو ــ و هذا رأيي الشخصي ــ حتى عن أولئك الذين قد تلطخت أيديهم بدماء الضحايا الأبرياء ، ليصبح هذا العفو شرطا أساسيا ووحيدا ، بل كضريبة لابد منها من أجل مصالحة وطنية ، بل من أجل الوفاق و الإجماع الوطني بين جميع العراقيين بهدف استتباب الأمن و الاستقرار و تطبيع حياة العراقيين المضطربة والتفرغ الكامل للتنمية البشرية و الاقتصادية و الثقافية و التمتع بخيرات العراق الهائلة ، بدلا من عمليات التقتيل و المجازر و التخريب و التدمير!..
أقول : لو ! ..
لو أصبح هؤلاء البعثيين شرفاء ، و ليسوا غدارين و متآمرين على طوال تاريخهم السياسي ! ..
على الأقل مرة واحدة فقط في مضمار نشاطهم السياسي و التآمري ! ..
و لكن مثلما يقول المثل الشعبي العراقي : الميت ميتي و أعرف أشلون مشعول الصفحة !..
فالإرث البعثي الفاشي و سلوكه الدموي الراهن قد أثبتا لنا بالمطلق بأنه :
لا يوجد هناك ثمة بعثي مبدئي شريف و طيب و إنساني إلا ..
إلا بعدما يكون ميتا ! ..
أي تماما ................
كجرذ مصاب بالطاعون و الوباء ! ..
لا يمكن الخلاص منه إلا بهلاكه الكامل ! ..
Mahdi1@vipmail.hu