"جند السماء" في حكايات الأرض

المصادر العاجلة والفتنة القديمة والفوضى الولود

المستقبل - الاحد 4 شباط 2007 - العدد 2520 - نوافذ - صفحة 10





محمد مظلوم

مثل كل عاشوراء في العراق، في كربلاء، أو في النجف أو ما بينهما، في الطريق إليهما، من بغداد أو من الجنوب، عبوراً من ضفة دجلة الشرقية أو صعوداً نحو الفرات، ثمة دائماً على الجسور "المقدسة" وعلى طول الطرقات "المدنسة" وعند تقاطعاتها وحواجزها وتقاتل أحيائها، قتلى يتزاحمون بأجسادهم، ودم كثير يسيل مُجدِّداً ذكرى عاشوراء بمزيدٍ من الدم ومُمجِّداً يومَ القتل بعدد وافر من أيام القتل. عاشوراء تستعاد عادة ليس في الأجساد المتجللة بالسواد رثاءً لدمٍ عمره ألفٌ وأربعمئة سنة فحسب، وإنما تستعاد، كذلك، تخضباً بالدم الذي تغيب معه حياة الحاضر في ذكرى الدم الغابر.
عاشوراء العراقية هذه السنة جاءت بدماء أكثر غموضاً من كل تلك التي سالت في السنوات الأخيرة التي أعقبت الاحتلال الأميركي للعراق.
في "تاسوعاء" حيث تضج الطرقات بقوافل حجيج التعزية ومواكب النحيب، أمطرت سماء النجف من شمالها قنابل وقذائف لا تحصى على مئات البشر في خنادق ومزارع، قال قاتلوهم إنهم من منظمة "جند السماء"، وأمطرت أيضاً وابلاً من الأحاديث والآراء الرقيعة التي لا تجد لها نسجاً متيناً في الواقع.
حدثت المعركة قريباً من الكوفة، وجاءت الأخبار لتعلن مقتل قائد الجماعة المسلحة، ولكنها "أخبار" تليق بالتعددية التي يرى كلٌ حقيقته من خلالها، ويصدرها لنا في زمن تعدد مفترض للخيارات، فزعيم جماعة "جند السماء" اسمه، حسب مصدر أمني في وزارة الداخلية أحمد كاظم الكرعاوي البصري، وهو بحسب هذا المصدر من مواليد البصرة 1969، رواية سرعان ما تنسخ برواية عاجلة قادمة بتوقيت يكاد يكون متقاطعاً مع الأخرى، فزعيم الجماعة، حسب مصدر في مكتب محافظ النجف، هو سامر أبو قمر وليس "أحمد كاظم" الوارد أعلاه.
ويصحح المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ جميع ما ورد في حديث المصدر الأمني ومحافظ النجف في ما يتعلق باسم الزعيم المزعوم وجنسيته وعمره وبطريقة غريبة جداً مشيراً إلى أن اسم زعيم التنظيم هو "سامر ضياء الدين" وليس الشيخ "أحمد إسماعيل كاطع" الملقب بأحمد الحسن اليماني، كما جرى تداوله قبلا. وهو "سامر أبو قمر" وليس كاظم عبد الزهرة!
هو ينتمي لعشيرة "الأكرع" في محافظة الحلة "بابل" لدى "مصدر"، لكنه لبناني الجنسية حسب مصدر أمني آخر، وهو عراقي الجنسية حسب مصدر امني ثالث، وهو عاش في لبنان بضع سنوات، لهذا فإن في لهجته نبرة لبنانية هادئة، وهو من مواليد البصرة كما يروي أحد مصادر وزارة الدفاع، فيما هو، في الحقيقة، يتحدر من محافظة الديوانية كما ترى مصادر أخرى، وهو عاش، في الواقع، لفترة معينة معتقلاً في إيران حسب مصادر أضافية.
وهو اعتقل في سجون إيران لفترة، حسب أحد المصادر، وهو أعتقل في لبنان فترة حسب مصدر آخر، وهو اعتقل أيام نظام صدام حسب مصدر صادر، وهو أقام في إحدى المدارس الدينية حسب مصدر وارد.
هو مدعوم من إحدى الدول العربية المجاورة لوجستياً وتعبوياً، وهو مدفوع من قبل المخابرات الإيرانية حسب مصدر آخر.
هو يدعي إنه المهدي المنتظر! وهو يدعي إنه "وصي" المهدي المنتظر ورسوله، وهو يدعي أنه "سفير" الإمام الغائب رغم أن تراث التشيع يخبرنا إن عهد السفراء انتهى عند السفير الرابع : علي بن محمد السمري المتوفى 329 للهجرة، ليبدأ بوفاته عهد الغيبة الكبرى والدخول في زمن الانتظار، وترقب الفرج والخروج.
لكن "قاضي السماء" يتهم السفراء الأربعة بالاحتيال، وتالياً يذهب نحو تجديد فكرة ظهور "اليماني" التي تؤكد الأحاديث المتعلقة بظهور المهدي، إنه سيسبق الظهور ببضعة أشهر وينبغي نصرته! ولكن "اليماني" كما تفيد كنيته ينبغي أن يظهر من اليمن وليس من أي من كل الأماكن التي نسبت لها المصادر الرجل الغامض المقتول في معركة شمال النجف! وهو إلى جانب الرايات السود القادمة من الشرق التي يحملها الممهدون لظهور المهدي، وفتن بلاد الشام، والسفياني السفاح، علامات نهائية ينبغي بعدها مواجهة حقيقة عصر ظهورالمهدي!
إذن هو تعجيل إنساني لخلاص مصدره سماوي وغيبي، بعد أن عجزت آخر إمبراطوريات الأرض عن الإتيان بشيء من ذلك الخلاص. وهو نزوع محلي مستل من فكرة عقائدية لا تخص الشيعة وحدهم بل تنطبق على الديانات السماوية جميعها، وحتى على ما هو أقرب إلى الأرض وأبعد عن السماء.
بيد أن الذين التقطوا هذه الفكرة في عراق لا خلاص له، نشروا كتاباً تحت عنوان "قاضي السماء" وكأنه خطة لتحرك لاحق قاده شخص وتبعه أشخاص وراح ضحيته بشر كثيرون في غموض لا يفترق كثيراً عن الغموض الذي يحيط بعمليات القتل الجماعي اليومي وضحايا السيارات المفخخة.
وهكذا صارت القضية برمتها خليطاً من هجاس شعبي وممارسة تنظيمية خطيرة العواقب وعمق غنوصي متاح ومساغ.
غموض الرجل الأربعيني، يشبه غموض صورته أو بالأحرى سرعة ظهوره حياً وميتاً في صورتين متجاورتين يظهر فيهما للمرة الأولى. فبينما ظهرت صورته رافعاً يده اليمنى وخلفه صورة للأرض تحيط بعمامته السوداء كهالة ملونة من بحار وغابات وصحارى تعلوها آية المستضعفين، ظهرت معها، في الوقت نفسه، صورته قتيلاً بين عدد من أتباعه وهو ممدد على الأرض بخريطة الموت التي رسمت الفوضى الخامدة لجسده، وتلاقي يديه، والتصاق رأسه هذه المرة بالأرض تماماً.
غموض هذا" السفير" هو في الواقع ليس من الصنيع الشخصي وحده، ولن يجعل منه الحصن المنيع، فلعله تركيبة مخابراتية متعددة المصادر، وتوليفة بارعة لفقهاء المارينز ووعاظ السلاطين والسهارى في ليل الفتن. فالالتباس في الاسم الشخصي للقتيل اختفى مع الاسم الذي "قالت المصادر" إنه اختاره لنفسه وظهر به علي بن علي بن أبي طالب.. لكأنه ترك كل هذه الفجوة بين تكرار الاسم لتمتلئ بالشائعات وبهذا الفراغ الكبير من تسلسل الآباء والسلالة العلوية لأكثر من ألف وأربعمئة عام.
وهذا الرجل شاعت الأفكار عن حقيقة شخصيته أكثر من غموض اسمه، وحمل كتابه المفترض المعنون "قاضي السماء" صورته اللافتة تلك، ونشر الكتاب ووزع "غفلاً" لا اسم لواضعه سوى أن عنوانه اللافت "قاضي السماء" ناب عن الاسم والعنوان معاً.
والمصادر المتعددة التي نسجت هذا الغموض المزدهر في البلد الذي يهتم بالشائعات أكثر من اهتمامه بعدد القتلى من أبنائه كل يوم، أو حتى بالبحث عن تفسيرات لعمليات القتل، المصادر المتعددة تلك، لم تطلب عدم الكشف عن أسمائها أو إغفالها كاسم صاحبنا "قاضي السماء" وإنما هي أسماء لها سلطان ولها صفات وأصوات وصولات وجولات : مستشار الأمن القومي، وزير الداخلية، وزير الدولة لشؤون الأمن الوطني، المتحدث باسم الحكومة، المتحدث باسم وزارة الدفاع، مصدر أمني في الداخلية، ومصدر أمني في محافظة النجف، ومصدر أمني من كل ميلشيا وتنظيم مسلح!
مهرجون حقيقيون لا يكاد أحدهم يسمع ما يقوله الآخر. كل " يشمر" كلمته ويمضي، ويغني مواله لليلاه ليس من آهٍ ولكن لأجل الجاه.. هؤلاء المهرجون عرفوا بأنهم مضطربو الخيال ومتدفقو القريحة بلا جهد، وليتهم أجهدوها لتفسير الماء بالماء، إنما استنفروها لتفسير السراب بظله! وهؤلاء الذين اعتاد العراقيون كذبهم فعادوهم، ولم تعتدْهُ الفضائيات العربية فاعتدَّت بهم.. ليسوا مجرد محللين استراتيجيين، وإنما هم منظرون خططيون في إعداد المنتخبات الوطنية لكرة القدم لكأس العالم! والأمر هنا لا يتعلق بأية حال بالسخرية المحض، أو بالتندر والتفكه والتظارف، فالمتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية كان يتحدث بدراية القائد الجديد للقوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد باتريوس، ليشرح على إحدى الفضائيات العربية المعطيات الميدانية، والأبعاد الاستراتيجية لخطة أمن بغداد الجديدة، في ما ظهر بعد نصف ساعة على قناة العراقية الرياضية متحدثاً عن الفجوات الدفاعية في خطة4 ـ 2 ـ 4 التي انتهجها المنتخب العراقي لكرة القدم في الشوط الأول من إحدى مبارياته. اللافت أن شوط المباراة كان يجري في الوقت ذاته الذي كان فيه المحلل الرياضي منشغلاً بتحليل أمني استراتيجي لفضائية عربية.
لهذا نحن لا نتحدث إلا عن سيرك حقيقي. الطقوس العاشورائية تستثمر، للأسف، مناسبة حشدية بينما دماء الضحايا وكأنها مشهد ساخن من عرض سيركوي لترويج هذا الكم الهائل من المتناقضات في خبر من الأرض الشهيدة عن جند من السماء البعيدة!
أكثر من ألف من القتلى والجرحى والأسرى في ساعات معدودة، لم تبلغ معدلاتها أي من المعارك الكبرى، لا في الفلوجة ولا النجف، ومع هذا المعدل العالي في وضوحه ثمة تفسيرات بقيت مبهمة.
في ما يتعلق بهوية الأتباع واصلت المصادر هديرها الباذخ، فتواترت معها الأهواء والأمزجة في اتجاهات شتى، طائفياً وعرقياً وجنسياً ومناطقياً وأهلية، فمصدر قال إنهم خليط من سنة وشيعة، وآخر رأى أنهم مزيج من العرب والأفغان، وآخر عرّف عنهم بكونهم سكاناً محليين من الديوانية والحلة، ومصدر أكد أنهم من الشيعة الغلاة استعدوا بإغواءات "قاضي السماء" وتلاعبه بعقولهم لظهور المهدي في كربلاء، وفي يوم عاشوراء تحديداً! وإن ثمة أطفالاً ونساء كانوا في عداد الأسرى لأنهم جاءوا لملاقاة المهدي في كربلاء! رواية ساذجة لا يمنحها الإتكاء على سذاجة العوام أية عمومية، خاصة عندما تتسرب أخبار لافتة من شهود عيان نقلوا روايات لم يجر الانتباه لها جيداً، وقد تفصح عن خفايا خطيرة في وقت لاحق وهي معززة بمعلومات تفصيلية تتعلق بأسماء موثقة لأعداد كبيرة من المواطنين من عشيرتي الحواتم والخزاعلة الذين كانوا في طريقهم لتأدية شعائر عاشوراء في كربلاء حينما اصطدموا مع حواجز أمنية لميلشيات مسلحة لأحد الأحزاب في المؤسسة الأمنية فكانت المعركة التي تدخلت بها الطائرات الأميركية.
وبين محنة هذه العشائر العربية التي لا تزال تطالب بجثث أبنائها القتلى وبإطلاق المأسورين والمأسورات منهم، وبين فكرة ظهور "اليماني" المسلح، نجحت جهات عدة في إعادة حرث رماد الفتن القديمة من خلال عقيدة "المهدي المنتظر"، لذلك اجتمعت أسماء عدة في خبر عن قتيل وقتال. ذلك أن مجريات الحكاية لها أكثر من بطل في أمكنة عدة، ما بين الديوانية والنجف وصولاً إلى البصرة. ثمة أكثر من "سفير" مزعوم للإمام الغائب، يتهارشون في ما بينهم منذ فترة، ذلك أن ليس ثمة رؤية أرضية ولا رؤيا خلاصية في العراق اليوم أكثر رواجاً من "المهدوية".
والظاهر حتى اللحظة أن الانتقال من ليل الركون للتأجيل إلى التطلع نحو فجر التعجيل، في ظهور المنقذ في العراق أو استظهاره، هو حصيلة جد طبيعية في واقع تخوم مكورثة في عراق وصله البرابرة بأساطيلهم ولم يصل معهم أي جزء من أسطورة الحل، فألقى الناس. حلم كافافي وراءهم وذهبوا بعيداً أو قريباً، نحو أخبار أولئك الذين يحملون ملامح من السماء، حتى وإن كانوا مقيمين بينهم.
تحت هذه السماء الموحشة بانتظار طويل، تعددت الثقافة "المهدوية" لتتجلى في تنظيمات مستحدثة، وأخرى مجتلبة مثل المدرسة "الحجتية" التي تحولت إلى تنظيم سياسي متين انطلاقاً من عقيدة تقوم على مزاوجة فكرة الانتظار بفكرة الظهور حتى تلاقيهما في نسق واحد، إذ ظهرت هذه المدرسة في إيران بداية الخمسينيات بعد الإطاحة بنظام مصدق، وصعدت مع ذروة القمع السياسي في إيران الشاه في مقابل الانفتاح الاجتماعي والثقافي.
لقد حولت "الحجّتية" عقيدة انتظار الغائب إلى نزعة للاستدعاء في نسق ثقافة الظهور ونعرة الاستظهار في سياق قسري مصنوع. ذلك أن وجود العدل أو بقيته، من شأنه أن يمنع الظهور أو على الأقل يؤخره، فيما القسوة الفاحشة والظلم والطغيان دوارق لكيمياء نموذجية لتعجيل الظهور. وفي هذا السياق الغريب راجت دعوات لإشاعة شتى الموبقات الممكنة وأقصى المحرمات لأجل خلق مناخ الفساد التام، توسلاً لقائم آل محمد. وفي هذا السياق نفسه راجت الأحاديث عن ارتباط احتلال الأميركان للبلاد وكذلك تصاعد قسوة الزرقاوي بالفكرة التي تطرحها "الحجتية" عن قرب ظهور القائم، وأية ظروف نموذجية وعلامات مؤكدة على ظهور المخلص إمام المستضعفين الذي يملأ الأرض عدلاً، غير الفوضى والانفلات وشيوع الجور والقتل؟
ومع هذا كله فإن جانباً من القضية قد يتحرك في مكان آخر، ليس بعيداً عن ضفة الفرات، وربما له علاقة باختطاف الجنود الأميركان من داخل مبنى أمني في كربلاء قبل أسبوع، وقتلهم في ما بعد في عملية صاعقة في جرأتها وصادمة للمارينز الذين جرى اختطافهم من ثكنة عسكرية. والقضية قد تذهب إلى أبعد من الاكتفاء بسحق " جند السماء" فثمة تكملة للحكاية على ما يبدو، مع شخصية "مهدوية" أخرى في العراق وهي أحمد الحسني الصرخي، المقيم في النجف وصاحب البحوث اللافتة في كمها وفي طبيعتها عن شخصية المهدي.
وإذ بقيت العلامات المتكررة منذ هولاكو وما قبله وما بعده تدور حول خروجات وظهورات ممهدة عدة، من السفياني إلى اليماني والخراساني، وتصل إلى قتل الحسني؟ فإن الخطة الأميركية الجديدة، خاصة بعد غياب العنف الاسمي للزرقاوي، تستلزم مزيداً من الاستعانة بتراث الطوائف لإعمال الأسلحة في أجساد أهلها تماماً كما أعمل هولاكو بسيفه متذرعاً بالعقيدة الشامانية التي تقوم على توصيف القتل بأنه تطهير للنفس من كهف شرها بالسيف والذهاب بها نحو الفردوس، أما القاتل فهو يستحق الثواب لأنه عجل بأرواح قتلاه إلى الجنة!
ومع هذا، فحتى مع الرجوع بالأمر إلى "قاضي السماء" لن نجد حلاً لا في الجغرافيا ولا في البلاغة ولا حتى في المعتقدات. فربما ضاع الحل في ذلك المكان الذي قتل فيه "قاضي السماء" المزعوم في مزرعة في منطقة "الزركة" شمال شرق النجف، والتي تجانس "زرقاء" الزرقاوي شمال شرق عمان.
البوصلة والمدن والرجال جميعها ليست جزءاً من الحل، لكن أي كسر للجناس وللبلاغة العزلاء سيتم فقط عندما نجد كم هو مسكين قاضي السماء المجهول.. أما القاضي المزعوم الذي قيل أنه صاحب موقعة "الزركة" فكأنه أراد أن يركن إلى أبيات من الشعر تقول المصادر العربية إنها وجدت مكتوبة في لوح قديم باليمن:
إذا خان الأمير وكاتباه
وقاضي الأرض أجحف بالقضاء
فويل ثم ويل ثم ويل
لقاضي الأرض من قاضي السماء.
لكن حكايات شياطين الأرض هذه المرة هي من أضلت القضاة جميعاً، وقلبت فكرة الاقتصاص على أعقابها، وخلطت فتن أهل الأرض وحيلهم بأسلحة "جند السماء" وطقوس الموت، فكان يوم آخر لعاشوراء ولكن هذه المرة في الطريق نحو كربلاء جديدة!


http://www.almustaqbal.com/Nawafez.aspx?pageid=32934