ساعات من الانقطاع (الكهربائي) الطويل
بغداد - المؤتمر
توسد احمد ادوات الصيانة اليومية التي اعتاد على افتراشها يوميا في منزله المتواضع عند ساعات المساء وبعد انتهاء وقت دوامه اليومي المعتاد في الوظيفة.. اذْ اصبحت من اولى مهامه اليومية ان يبادر الى صيانة المولدة الكهربائية ويقوم باحضار البنزين من خلال شرائه من السوق السوداء التي ازداد تجارها المعتاشون على مصائب ومعاناة غيرهم من المواطنين.. وكالعادة لايخفي احمد معاناته وهمومه اليومية جراء الجهد المتواصل والانفاق المستمر بغية توفير الاضاءة لمنزله بعد ما امست استمرارية الكهرباء الوطنية حلما مستحيل التحقيق حتى ولو بشكل متقطع .. في ظل ظروف امنية واقتصادية شائكة ومربكة القت بظلالها القاسية على حياة المواطن البسيط.. وخلقت امام القائمين على توفير هذه الخدمات الاساسية والماسة للمواطن العشرات من الاعذار والحجج الجاهزة لتبرير دوام انقطاع التيار الكهربائي حيث لا تصل ساعات الاضاءة الى العشر من ساعات الليل والنهار احيانا. ويشير السيد احمد الى انه يشعر بالتعاسة واليأس احيانا نظرا للمتطلبات المادية المتراكمة والمتزايدة والتي تثقل كاهله ولكونه موظفا محدود الراتب والامكانيات مؤكدا ان الجميع مهتمون بالشأن الامني وهذا امر مهم وضروري ولكن يجب ان يكون هناك اهتمام ايضا بمعاناة المواطن المتواصلة التي سببها غياب الخدمات الاساسية ومنها الكهرباء والتي احبطت من معنوياته كثيرا.. ويصف الحاج مزهر المياحي الحالة التي وصلت اليها خدمات الكهرباء بالمزرية والمأساوية منوها الى انه يشعر احيانا بان من الافضل الغاء التيار الكهربائي العام بغية تعويد المواطن على الاعتماد على مصادره الخاصة في توريد هذه الطاقة من خلال المولدات الخاصة او بالاعتماد على الفوانيس واللمبات النفطية والشموع الزيتية الخ..!
ويتساءل السيد كريم الموسوي عن جدوى الصرف الهائل للاموال الذي يتم توظيفه لصيانة المحطات الكهربائية الحكومية طالما ان وضع التيار الكهربائي لم يستقر على حال جيدة منذ اكثر من ثلاث سنوات ويقترح تشكيل هيئة عامة لادارة المولدات التي تزود اكثر من 50 منزل فما فوق بالطاقة الكهربائية معللا ذلك بان اصحاب هذه المولدات سيبذلون قصارى جهودهم للمحافظة على مولداتهم ولضمان استمرارية التيار الكهربائي للمواطنين نظرا للايرادات المالية الكبيرة التي تصلهم شهريا .. في حين يقترح المواطن ناظم الحيالي انشاء محطات كهربائية حكومية جديدة من خلال ابرام عقود مع شركات اجنبية معروفة والعمل على توفير الحماية الامنية اللازمة للملاكات الهندسية لهذه الشركات على ان تكون الايدي العاملة اغلبها من المواطنين العراقيين. وبالرغم من الاثار المتلاحقة والمؤثرة لتداعيات الظروف الامنية التي يمر بها البلد وسيطرتها على جميع الملفات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المواطنين .. الا ان جميع الملفات بما فيها الملف الامني تكاد تكون متشابكة وذات مساس وتأثير مباشر بحياة المواطن الفلاح والعامل والمهندس والطبيب والمدرس والباحث والصحفي.. ولا اخفيكم سرا حين اقول باني امارس مهنتي الصحفية هذه مستعينا بمزايا الفانوس الاثري الذي احتفظ به منذ اكثر من عشرة اعوام بعد ان ورثته من جدي.. الذي اخبرني قبل وفاته حين اهداني اياه.. بانه اشتراه في الستينات من سنوات القرن الماضي وابان حكم الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم رحمه الله..! .