الشمعة!! التي تحولت الى ظلام في نهار العراق...
أين وعودكم يا 555 ؟؟ .. عمار كاظم محمد
حينما خاطرت الناس بأرواحها من أجل الوصول إلى صناديق الانتخابات وإنجاح العملية السياسية في هذا البلد المنكوب كان همها الأول أن تأتي حكومة تنتشلهم من هذا الوضع المزري الذي طالما عاشت فيه طوال ثلاثة عقود من الاستبداد والظلم وفقدان الحقوق.
كانت الدعاية الانتخابية تعد الناس بحال أفضل وخدمات أكثر وفرص عمل اكبر لكننا وبعد مرور عام على ما جرى وبعد أن سلمكم العراقيون كراسي الحكم وبأغلبية ساحقة ما الذي قدمتموه لهم ؟
فهاهي الإحصاءات الدولية عن الفساد الإداري تضعنا ولله الحمد في قائمة أكثر الدول فسادا في العالم وحق لنا أن نفخر أننا حصلنا على المرتبة الأولى ضمن دول (الخمط واللفط و اللهط ) حق لنا أن نفخر أننا انتخبنا حكومة لم تستطع لحد الآن أن توقف مافيات السرقة و لصوص النفط والمقاولات والمشاريع الوهمية بينما الناس تئن من الرعب والجوع ونقص في الأموال والثمرات والأنفس وبشر العراقيين .
أما عن الإحصائيات الأمنية فكنا وبهمة المجرمين من كل الجهات في ذيل قائمة الدول التي تتمتع بنعمة المشي بلا كانتونات ولا مناطق جغرافية مجيرة لهذا الطرف أو ذاك ولا يوجد ما هو أسوأ منا غير الأخوة في دارفور وميليشيات الجنجويد فهل هذه هي انجازات حكومة الوحدة الوطنية المزعومة ؟
عام كامل والسيد رئيس الوزراء يتحدث عن مؤتمرات المصالحة والحوار فما الذي تحقق منها ؟ فمازلنا إلى الآن نرى الصلخ الوطني يملأ هذه الأرض بالجثث المجهولة الهوية ومازالت السيارات المفخخة تحصد أرواح الأبرياء في أي مكان .
4,1 مليون لاجئ في دول الجوار وثلاثة ملايين أرملة ومطلقة وأكثر من 750 ألف شهيد بينهم 600 أستاذ جامعي وطبيب وصحفي ومهندس ضحايا عمليات القتل والعنف الطائفي ومع ذلك تتحدث الحكومة عن تقدم في الوضع الأمني وفي مشروع (المصالخة ) الوطنية .
في كل يوم نفاجأ بجسور وشوارع ومزارات مقدسة وجوامع وحسينيات وأسواق تتفجر ومع فلا تملك الحكومة سوى أن تدين وتشجب وتستنكر وليس لديها سوى تلك اللازمة التي تتكرر دائما (البعثيين , الصداميين , التكفيريين ) قد عرفناه وهل يخفى الخطر وماذا بعد ذلك مالذي فعلته الحكومة لهؤلاء ونحن نعلم أن كل مخابرات دول الدمار التي ندعوها جوارا ومن لف لفها من الطائفيين تعمل بكل حريتها ومع ذلك فليس لدينا لحد الآن جهاز امن داخلي أو مخابرات وطنية تتولى مهمة تصفيتهم مثلما يصفون إنساننا العراقي المغلوب على أمره.
ليس لدينا سوى أجهزة رمزية( لا تهش ولا تنش ) أمام أجندات أجنبية وإقليمية تتصارع ولا يدفع الثمن غير هذا المواطن الذي ابتلاه الله بالوجود في هذا الوطن.
هل خلق العراقي كي يقضي عمره أنينا في هذه الدنيا ؟ وهل تظل الدمعة جواز سفر العراقي كلما سمع أغنية داخل حسن (يمة يايمة ) في بلاد العرب الغريبة .
أيها ال555 هل تظنون أن أحدا سينتخبكم بعد الآن والمواطن لا يجد وقودا ليطبخ طعاما لعياله في بلد النفط ؟
هل سنطبخ طعامنا بالحسرات نعم سنطبخه بالحسرات على انتخابكم وبالأسف على الناس التي ضحت وصبرت وتحملت وكانت النتيجة (تيتي تيتي مثل ما رحتي اجيتي)
هل سيظل المواطن الذي لم يهرب ولم يسرق ولم ينتمي لأي حزب يتقلب في هذا الصيف اللاهب بدون ماء ولا كهرباء ولا وقود ولا عمل ؟
كيف نعيش أيها ال 555 هل سال أحدكم نفسه في احدى(صفنات) المنطقة الخضراء وتحت التبريد كيف يعيش العراقي وكيف تريدون منه أن يصمد وانتم تركتموه كما قال الشاعر :-
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء .