ليس من العدل الافراط في تحميل رجل الدين اكثر مما يحتمل وليست كل سلبية نراها في المجتمع نلقيها على رجل الدين .. و لا نتصور ان على العالم الديني ان يوفر للراغبين فتاوى تتناسب مع شبقهم الجنسي . و ان كانت معايير العفة لدى الفقيه بهذا الشكل فنعمت المعايير هذه .. و العبرة في الدول التي لا يمنع فيها البغاء و تكتسب فيها بائعات الهوى صفة رسمية و مهنة مسجلة .. وان اعترض الاصلاحيون على نمكي لانه ابدى تعاطفا مع المومسات فهو اعتراض عقلاني و في محله و ان كان الاعتراض وحده ليس بكاف .. لأن الترويج للبغاء بأي طريقة امر خارج عن الوجدان الانساني العام .. ولقد رأينا من العلمانيين من يؤمن بالاساليب العنيفة في مواجهة دور العهر و المجون و الفسوق لأثرها في ايجاد حالات الخراب النفسي لدى العاهرة اولا و لدى من يرتاد هذه الاماكن .
ليس هناك في الكون كله مخلوق اسؤأ من العاهرة .
ان الانفتاح في بعض الدول الاسلامية ورفضها لتعاليم علمائها اوجد حالات وجرائم اخلاقية لا تحصى .. فلا العالم يسمع له صوت حين يصرخ لأيقاف الرذيلة المنتشرة في السر و العلن ..و ليست هناك عائلة مسلمة حقا تعرف تعاليم الدين .. و لا تمتلك تلك الدول مشاريع خاصة من شأنها ان تلتف على مسالة انتشار الفساد الاجتماعي في المجتمع .. وهذا كله نتج عنه اطلاق سراح الصبية و الصبايا ليلعبوا معا لعبة الاستغباء المتبادل .. لا يستحسن معه ان نصدق ما يقال عن تغرير الرجل بالمراة او تغرير المرأة بالرجل فهذه احابيل و حيل يلجا اليها المخلطون بعد ان تنتهي االلعبة الحقيرة .
نعم ينبغي ان يكون لرجل الدين موقفه الكبير في تحديد مفهوم العفة طبقا للاسلام المحمدي و للعائلة
في واحدة من دول الاسلام ظهرت اغنية دخلت كل بيت و سمعها كل الناس و تسمعها اين ما تذهب .. كلمات الاغنية و على لسان المطربة تقول : ان هذا الرجل يتبعني اينما ذهبت و يرعاني دائما بنظراته و تقربه الحميم , و صارحني بحبه , قلت له ان لي صاحبا , فلا تطمع في مصاحبتي , نحن اصدقاء فقط .. اصدقاء و لكن اخلاء واخدان .
هذه الاغنية اصبحت مرجعية فكرية للشباب و الكهول و اصبحوا يطلقون عليها اسما مختصرا .. فيقولون ت ت م .. و هي اختصار لأصدقاء و لكن اخدان .
المجتمع المنفتح على الرذيلة يكتفي منها بمستوى واحد .كالاحتيال المتبادل بين مراهق و مراهقة .. لا ننكر ان بعض تلك العلاقات تتكلل بالزواج .. و لكنهم يشترطون لهذا النجاح ان يدوم لبضع من السنوات ضمن اطار علاقة غير شرعية .و ربما تفرضه حالات انجاب لأطفال غير شرعيين .
القصص مدمرة و مروعة لا يوازيها عندنا الا تلك الحالات الشنيعة التي يمارسها بعض ابناء العشائر بما يسمونه بغسل العار . مع احترامنا لرؤساء العشائر واهل الحكمة منهم بمواقفهم السديدة ازاء تجاوز مثل هذه الفجائع بستر المرأة الخاطئة و تزويجها .
لا خلاف اذن في ضرورة استخدام كافة الوسائل للحد من مظاهر الدعارة , هذا مع صرف النظر عن عدم فاعلية تلك الوسائل في القضاء الكلي على الدعارة .. فالهدف هو استنقاذ ما يمكن استنقاذه من الفتيات و الفتيان لكيلا يقعوا في براثن هذا المرض الوبئ الذي يحطم حياة الانسان نفسيا و معنويا .ومعروف ان اغلب الدول تحارب انتشار البغاء و الاتجار بالنساء و لا ضير اذن ان يقول الايرانيون بدورهم في ذلك .
و مراد النفوس أصغر من أن تتعـــــادى فيه و أن تتفــــانى