بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
تنويه الى الاخوة اعضاء لجنة صياغة الدستور الدائم.
لم يكن للعراق دستورا دائما منذ ان اصبح مستقلا ، وذلك بسبب عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي للعراق بكل مفاهيمه ومن قبل كل الحكومات السابقة ، الى ان جاء اليوم الموعود لاتخاذ القرار الطبيعي رغم صعوبته بصياغة دستور دائم للبلاد أسوة ببقية البلدان المتحضرة.
ولكي يأخذ الدستور شرعيته لابد من ان يصار الى اجراء انتخابات عامة في البلاد وانبثاق جمعية وطنية تأخذ على عاتقها وضع مشروع الدستور الدائم للبلاد ويعرض على الشعب للاستفتاء العام ثم يقر.
والذي حدث في الماضي من انتهاكات لحقوق الانسان العراقي من ظلم في ظل محاكم عسكرية وامنية صورية سلبت صلاحيات السلطة القضائية وانعدم مبدأ سيادة القانون. وعلى ذلك امثلة كثيرة منها الحروب التي شنها النظام السابق على جيرانه، واستخدام اسلحة محرمة دوليا على ابناء شعبه ، والقمع الدموي للانتفاضات واعدامات الجملة والمقابر الجماعية والتهجير والتسفير وسلب حريات الفرد وووو... الى آخر القائمة، يجعلنا ان نفكر مئات المرات قبل ان نكتب اي كلمة في الدستور الجديد.
ان مفردة(الدستور) بالمعنى اللغوي تعني القاعدة او الاساس، وهي كلمة فارسية الاصل، وهنا لابد من الوقوف والتنويه على تسمية مفردة (الدستور)، فبما انها كلمة اجنبية لابد لنا ان نجد البديل او المرادف اللغوي لها في لغتنا العربية كي لانتهم ابتداء" بان (دستورنا) الجديد قد بدأ من أسمه اجنبيا.. لابأس من ان نستعين بالقوانين والانظمة والدساتير للدول الاجنبية المتحضرة بما يخدم واهداف ومصالح شعبنا ضمن المفاهيم الاسلامية والعربية ومراعاة حقوق الاديان الاخرى والاقليات والقوميات الاخرى.. ويمكن ان نسمي الدستور ب ((القانون الاساسي للدولة)) او (( قانون الدولة الدائم)) شريطة ان يكون العراق دولة قانون لضمان الاستقرار بكل انواعه.
والنقطة الثانية التي اود طرحها بهذا الخصوص، هي ان(الدستور) لابد من ان يصيغه ابناء البلد دون اي تدخل خارجي لامن قريب او بعيد.. لانه سيفقد معناه وهويته ومضمونه...
فارجوا من الاخوة الافاضل في لجنة الاعداد والصياغة ان يأخذوا بالاعتبار بان هذا الحدث التاريخي يشكل منعطفا هاما في تاريخ العراق وشعب العراق وان للعراقيين فقط الحق المطلق في ان يكتبوا (دستورهم) بأنفسهم ولانفسهم لذا وددت التنويه. ومن الله التوفيق.

محمد الصدر