لخصت شبكة النبأ مقالات الصحافة حول ما تمر به الساحة الايرانية من صراع بين الاصلاحيين والمتشددين !!
الذي قد يؤدي هذا الصراع الى استقالة حكومة خاتمي ودخول رفسنجاني على الخط مرة اخرى .
-------------------------------------------------------------------------------------
مصادمات جديدة على ابواب الجامعات.. رفسنجاني قد يشكل حكومة مؤقتة بعد استقالة خاتمي.. وزيادة كبيرة في عائدات النفط الايرانية


في فصل آخر من فصول الساحة الايرانية التي يبدو انها سوف لاتكتمل قريبا تجمع نحو الفطالب من الاسلاميين المتشددين ظهر امس امام مسجد جامعة طهران. احتجاجا على الاحداث الاخيرة، ولا سيما التحرك الواسع للطلاب الاصلاحيين الذي يتخذ منحى سياسيا متزايدا بعد ان انطلق للاحتجاج على الحكم بالاعدام على المفكر والاستاذ الجامعي الاصلاحي هاشم اغاجري.

وكان المتظاهرون وبينهم عناصر من الباسيج (ميليشيا اسلامية) وحوالي 200 امرأة يتلون آيات قرآنية بهدوء في الحرم الجامعي، على مسافة مئات الامتار من تجمع نظمه طلاب اصلاحيون في كلية اعداد المعلمين.

وتجمع الاسلاميون المتشددون في جامعة طهران تحت يافطة كتب عليها «تجمع كبير احتجاجا على مافيا السلطة والمال وعلى الاحداث الاخيرة». كما رفعت يافطة اخرى كتبت عليها حرفيا عبارات مرشد الجمهورية علي خامنئي حين هدد في الاسبوع الماضي باللجوء الى «قوة الشعب» في حال حصول ازمة. ووزع الاسلاميون كذلك منشورات كتب عليها «الموت لاميركا».

اما المظاهرة الاصلاحية التي يفترض ان تكون الاخيرة في اطار حركة الاحتجاج الحالية نظمها «مكتب تعزيز الوحدة» الذي يشكل المنظمة الطلابية الرئيسية في ايران فقد شارك فيها 1500 طالب اصلاحي هتفوا بشعارات ضد المحافظين مثل «الطالبانيون يجب ان يغادروا ايران قريبا» و«مستعدون للثورة» و«الاعدامات والتهديدات بهز العصا لا تخيفنا، ولا خيار لايران غير الحرية».

وانتشرت قوات مكثفة من الشرطة حول المتظاهرين من الجانبين. وبعد حادث عابر، ابعد عناصر من الشرطة بعض الطلاب من الباسيج كانوا يعملون مجددا على استفزاز زملائهم.

واصيب نائب اصلاحي ايراني وثلاثة طلاب اول من امس حين هاجم عناصر مسلحون من الميليشيا الاسلامية تجمعا طلابيا في جامعة شهيد شمران في الاهواز (جنوب غربي ايران).

وافادت الوكالة ان المسلحين هاجموا التجمع حين كان النائب محمد كيانوش راد يخطب في الطلاب.

ونقلت الوكالة عن رئيس الجامعة صفائي مقدم ان مهاجمين مسلحين اقتحموا البوابات بالسيارات والدراجات النارية ودخلوا الحرم الجامعي. واضاف مقدم انهم «شهروا اسلحتهم النارية وبطاقات» عضويتهم في بعض الهيئات الثورية. واحتج عدد من النواب أمس خلال جلسة في مجلس الشورى على هذا الهجوم. وقال حاسم شديدزاده النائب عن الاهواز مستنكراً ان (الشرطة اكتفت بمراقبة الهجوم من المطار من دون ان تتدخل). وحذر من انه (اذا كانت المسألة تتعلق بانزال الناس الى الشوارع, فنحن ايضاً قادرون على ذلك. لكننا نعتبر ان هذا ليس من مصلحة البلاد في الوقت الراهن. غير اننا ان بدلنا رأينا في احد الايام لتلقين هؤلاء السفلة درساً, فسنفعل).

كما تحدثت وكالة الانباء الطلابية عن هجوم اخر خاطف شنه متطرفون اول من امس على طلاب في ياسوج (جنوب). كذلك حصلت صدامات في طهران اسفرت عن اصابة عدد من الاشخاص بجروح .

وفي اصفهان ثاني المدن الايرانية، تظاهر 1500 طالب اول من امس هاتفين «افرجوا عن السجناء السياسيين»، بحسب الوكالة الطلابية.

كما جرت تظاهرات اخرى امس في عدد من المناطق، فقاطع الطلاب الدروس ونظموا مسيرات في اورومية (شمال شرق) وزنجان (وسط) وزابول (جنوب شرق) وكرمان (وسط).

وفي ما يبدو انه محاولة لاستعراض القوة من جانب المحافظين نقلت الصحف الصادرة امس عن قائد ميليشيا الباسيج الجنرال سيد محمد حجازي ان اكثر من خمسة ملايين من اعضاء هذه الميليشيا سيتظاهرون في الشوارع بمناسبة «يوم القدس» في 29 الشهر الحالي، ويؤكد الباسيج ان عددهم يتراوح بين ستة وسبعة ملايين عنصر.


من جهة اخرى أوصل الاصلاحيون قضية حكم الاعدام ضد الناشط الاصلاحي هاشم آغاجري الى المجلس الاعلى للأمن القومي بتوصية من الرئيس الايراني محمد خاتمي, فيما اصر القضاء (المحافظ) على موقفه الداعي الى طي المراحل القضائية للحكم كبقية الاحكام وفقاً لما اعلنه رئيس القضاء هاشمي شاهرودي.

قال وزير التعليم العالي مصطفى معين في رسالة وجهها الى رؤساء الجامعات في البلاد (بعد الامر الذي اصدره المرشد الاعلى للقضاء بمراجعة الحكم، وتوصيات الرئيس محمد خاتمي فإن ملف (هاشم آغاجري) سيحال على الدرس في المجلس الاعلى للامن القومي قصد التوصل الى حل). ويعتبر المجلس الاعلى للامن الوطني الذي يرأسه خاتمي اعلى هيئة تبت في القضايا المرتبطة بالامن القومي. وفي امكان المجلس الذي يضم اكبر سلطات البلاد, ان يقترح على المرشد الافراج عن آغاجري لتهدئة الطلاب.

وجاء رفع القضية الى المجلس الاعلى للأمن القومي بعد التداعيات الكبيرة التي اثارها الحكم ومنها الاحتجاجات التي تجتاح الشارع الجامعي والمخاوف من خروجها عن السيطرة, خصوصاً ان آغاجري استاذ جامعي يرأس قسم التاريخ في جامعة اعداد المدرسين في طهران.

وكان خاتمي اعلن صراحة عن رفضه حكم الاعدام وأكد انه غير قابل للتنفيذ, فيما ظهر انفراج عملي في القضية مع اصدار المرشد امراً الى القضاء باعادة النظر في الحكم, وترافق هذا الامر مع تسريبات من الاوساط القريبة من المرشد تفيد بأن حكم الاعدام سيُلغى.

لكن الامور لا تسير بالسرعة التي يريدها الاصلاحيون اذ اعلن رئيس السلطة القضائية هاشمي شاهرودي (ان من الطبيعي ان يتخذ هذا الحكم مساره القضائي كبقية الاحكام, ويُستأنف). ودعا المحكمة العليا الى النظر بدقة متناهية في هذا الحكم تنفيذاً لتوصية المرشد.

ورفض الانتقادات الموجهة الى القضاء وقال: (ان الحكم الذي يصدره القاضي يكون نافذاً طبقاً للأنظمة القضائية, ولا يجوز لأحد ان يسمح لنفسه بإضعاف الحكم القضائي ناهيك عن اهانة القضاء).

وفي المقابل يطالب الاصلاحيون بإلغاء كل الأحكام الصادرة في حق آغاجري وليس فقط إلغاء الاعدام, اذ ان الحكم ينص ايضاً على السجن ثماني سنوات وحرمانه من التدريس لمدة عشر سنوات.

وكان آغاجري اعتذر عما صدر عنه في حق رجال الدين التقليديين, ورفض ما نُسب اليه عن اهانة الانبياء والمقدسات الدينية وقال في رسالة من السجن ان شخصين مجهولي الهوية حضرا جلسة محاكمته غير العلنية وان القاضي لم يكترث باعتراض آغاجري على حضورهما.

وأضاف: (انه لو يتم الاعلان عن هوية هذين الشخصين فإنه يمكن كشف جذور الضوضاء ضدي، وجهوا لي الاتهامات في شكل علني وعقدوا جلسات محاكمتي في شكل سري, ولم يوافقوا على طلبي حضور خمسة خبراء لمحاكمتي من اجل درس ما كنت قلته في كلمتي السابقة). وأبدى استعداده (لعقد مناظرة متلفزة مع اي شخص (محافظ) مثل الشيخ مصباح يزدي كي يتضح الحق).

رفسنجاني قد يشكل حكومة مؤقتة إذا استقال خاتمي

تساءلت مصادر إيرانية عما إذا كانت الانتصارات التي حققها التيار الإصلاحي في الجولات الأخيرة من المواجهة بينه وبين التيار المحافظ، كتفاعلات قضية الحكم بالإعدام على المفكر هاشم آغاجاري ودفع الأمور لتدخل المرشد الإيراني المباشر في الملف طالبا إعادة النظر فيه وإعادة ضخ الحياة وتنشيط جسم الحركة الطلابية أن تتكرر في المعركة الحاسمة حول قانوني صلاحيات الرئيس والانتخابات اللذين لا يزالان قيد الدرس والتدقيق في المجلس النيابي مع العلم الأكيد بأنه سيوافق عليها ؟

و قال مصدر نيابي إصلاحي بارز وعضو في اللجان النيابية التي تدرس قانوني صلاحيات الرئيس والانتخابات لـالوطن، أن هناك جهودا يبذلها نواب كتلة الجناح المحافظ لخلق العراقيل القانونية أمام عمل الهيئة العامة للمجلس في مناقشتها المفصلة للقانونين، بهدف كسب الوقت إلى حين حلول موعد تقديم الموازنة الحكومية الأمر الذي يعني تأخير البت في اللوائح المتعلقة بمشروعي الانتخابات وصلاحيات الرئيس وهو ما يستلزم الكثير من الوقت قد يفوق الثلاثة أشهر.

وحول مصير اللوائح بعد المجلس النيابي، علق المصدر بالقول إن القرار الحالي الذي اتخذته الكتلة الإصلاحية يقضي بأنه في حال رد مجلس صيانة الدستور اللوائح، وهو أمر مؤكد، فإن المجلس النيابي لن يدع اللوائح تصل بأي وجه من الوجوه إلى مجمع تشخيص مصلحة النظام، بل سيتم اللجوء إلى الاستفتاء العام، ذلك أن مجمع تشخيص المصلحة سيعمد إلى وضعها في البراد أو تشويه لائحة الصلاحيات وذلك من خلال المصادقة على أجزاء غير مهمة منها ويرفض الباقي لصالح التيار المحافظ.

وتعليقا على أن الاستفتاء يحتاج إلى قرار وموافقة المرشد الإيراني، أشار المصدر إلى أن هذا الأمر صحيح ولكن في هذه الحالة سيكون الرئيس خاتمي أمام خيارين، أما التعايش مع كونه رئيسا من دون سلطة، أو الاستقالة.

وحول دفع الإصلاحيين لخاتمي في هذه الحالة إلى الاستقالة، علق المصدر بالقول إن الإصلاحيين والشارع الشعبي يؤيدان الاستقالة في حال عدم الموافقة على اللوائح .

وحول التصور الموجود لدى الإصلاحيين عن مرحلة ما بعد استقالة خاتمي، علق المصدر بالقول إنه على الرغم من صعوبة التكهن بحدوث الاستقالة أم لا، نظرا للوضع المعقد الذي دخلت وستدخل فيه البلاد بعدها، إلا أن التصور العام للأوضاع لما بعد الاستقالة، التي قد تكون جماعية لجميع الإصلاحيين في الدولة، بأن شيئا في المدى المنظور لن يحدث خصوصا وأن التيار الإصلاحي سيدعو الناس إلى عدم القيام بأي عمل مخل بالقانون وسيركز على ضرورة الهدوء وضبط النفس، إلا أنه في المدى الطويل نسبيا، سيضع الحكومات القادمة والنظام برمته موضع السؤال حول مدى مشروعيتهم، وإلقاء المسؤولية على كاهل من يريد السيطرة والحكم.

وحول إمكانية أن تحل حكومة مؤقته برئاسة الشيخ هاشمي رفسنجاني بعد استقالة خاتمي، أكد المصدر أن الجناح المحافظ ليس لديه تصور عن الخطوة الأخيرة، أي مرحلة الاستقالة وما بعدها مباشرة، إلا أن بعض المحافظين قد يساورهم الاعتقاد بأن رفسنجاني شخص مناسب لإدارة الأزمة، لكن من المستبعد جدا أن يسلم الجناح المحافظ بهذا الاعتقاد خصوصا في ظل وجود اختلافات نظر كثيرة وخوف أساسي من قوة رفسنجاني ونفوذه .

عوائد ايران من صادرات المشتقات النفطية حققت زيادة قدرها 35 بالمائة‏

‏ قال مصدر في شركة النفط الوطنية الايرانية ان قيمة ‏الصادرات من المشتقات النفطية خلال الفترة ما بين مارس واكتوبر من العام الجاري ‏بلغت مليارا و 850 مليون دولار محققة بذلك زيادة قدرها 35 بالمائة عن الفترة ‏نفسها من العام الماضي.‏

‏ ونسبت وكالة الانباء الايرانية الى مصدر وصفته بالمطلع في شركة النفط الوطنية ‏قوله اليوم ان عوائد الشركة من مبيعات الكيروسين والمازوت والغاز السائل ووقود ‏السفن بلغت مليارا و 850 مليون دولار امريكي خلال الاشهر السبعة الاولى من السنة ‏‏الايرانية التي تبدأ في الحادي والعشرين من شهر مارس.‏

‏ واضاف ان هذه العوائد تزيد عما تم استحصاله من مبيعات المشتقات خلال الفترة ‏

‏نفسها من العام الماضي بنسبة 35 بالمائة .‏

‏ غير ان المصدر قال ان واردات البلاد من البنزين كلفت خزينة الدولة 400 مليون ‏ دولار خلال الفترة نفسها اي بزيادة قدرها 28 بالمائة عن المدة ذاتها من السنة ‏الماضية.‏

‏ وذكر انه تم استيراد 5ر9 مليون لتر من البنزين يوميا في المدة المذكورة مقابل ‏‏7 ملايين لتر كانت تستورد يوميا في الفترة ذاتها من العام الماضي اي بزيادة قدرها ‏‏36 بالمائة .‏

‏ واوضح ان قيمة الواردات من البنزين تستقطع حسب ضوابط الميزانية من العوائد ‏التي تحققها المشتقات النفطية مضيفا ان هذه العوائد ستكون عرضة للانخفاض على ‏المدى الطويل بسبب الاستهلاك غير المرشد لمادة البنزين .