 |
-
دولتنا اخر الدول
الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وال محمد وعجل فرج قائم ال محمد
دولتنا آخر الدول
( وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننَّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون ) النور اية 55 ، الامل بتحقيق العدالة والتحرر من قيود الشرك والظلم والاستبداد كان من سمات الاسلام العظيم الخالد الذي وضع للمستقبل الانساني كل عناصر الحركة والاستمرار والتكامل والوعد بالنصر المحتم من الله تعالى ولاجل ذلك لم تطفأ في قلوب المخلصين المؤمنين جذوة ولهيب الكفاح والجهاد ولم تنل من عزيمتهم وقوتهم ما تعرضوا له من قتل وتشريد وتطريد واقصاء وتهميش وتجويع وتسجين بل على العكس من ذلك كانوا كلما ألمت بهم نائبة ازدادوا صبرا واصرارا وتضحية واستمرارا واقداما ، وهذا لا يعني بانهم لم يتألموا ولم يتحسروا او ينفردوا او انهم لاقوا الترحيب والتقدير من قومهم فالواقع يكشف بخلاف ذلك فالحق كان وما زال سلاك طريقه قلة لوحشته التي لا يألفها من تطبع وتخلق باخلاق اهل الباطل وسلك مسلكهم .
لقد اعطى الاسلام للمقاومة من اجل دين اله والعدالة الانسانية اذا اتصفت بالشرعية والاخلاقية خصوصية الجهاد وكراماته وشهادته ونصرته ولذا نرى التاريخ الاسلامي حافل بوقائع ملحمية كبيرة خلدها رجالا مؤمنين ونساء مؤمنات افرادا وجماعات لتكون نماذج تتجسد في ضمير الاجيال اللاحقة او انها ارادت ان تحدث شرخا في هياكل الظلم الذي يتسع نفوذه وتتعدد منافذه وتتنوع مداخله كلما وجدت ضعفا وجهلا وميوعة وخنوع واستسلام في اخلاق الامة الاسلامية وارادتها ، والنماذج الجهادية في الامامية على وجه الخصوص اكثر من ان تعد وتحصى فهي ممتدة من رسول الله (ص) والائمة الاطهار (ع) الى اخر شهيد سالت دمائه لاجل دين الله العظيم ، اما جهاد اليوم فهو من طراز خاص قد لا يحضى به غيرنا في كل التاريخ البشري على الاطلاق ولكي نعي ونعرف خصوصية هذه المرحلة علينا ان نفهم دورنا ونحدد حركتنا وفق رؤية صائبة وصحيحة وشرعية واخلاقية حتى نستطيع ان ننال الحضوة من هذه المواجهة وحتى يكون لدمائنا وعرضنا ومالنا والمنا وعذابنا وصبرنا وعملنا اثر في تنامي واتساع قضيتنا وانتصارها لان اليوم هو يوم قطف الثمار التي سكبت انهار من الدماء حتى انصبغت بها ، فلان كان المؤمنون الاخيار والانصار ممن سبق هذه المرحلة ينصب دورهم وجهادهم في المحافظة على الاسلام واستمراره ليصل الينا فان جهاد اليوم ينصب مباشرة في قضية الاسلام الكبرى ومستقبل البشرية وتحقيق دولة العدل الالهي وعودة الارض بكل ما فيها الى بارئها وخالقها بعد ان اخذ الشرك منها ماخذة عظيمة ولم يبقى منها سوى مساحة صغيرة لدور المخلصين ليعدوا باذن الله ونصره وقيادة امامهم الموعود الموازنة الكونية التوحيدية الى حالها لتنطلق الارض برحلة عودتها الى الله تعالى فلقد وصلت الى نقطة الصفر في قوس نزولها وهي الان تضطرب لتعود الى الصعود .
كان الصابرون المجاهدون ينظرون نظرة شمولية الى حد كبير ويعتقدون ان الشيعة في حال وصولهم الى دفة الحكم يكونون مصداقا من مصاديق حكومة الامام (ع) وسيرته او انهم سيعملون على انشاء اسس دولة العدل الالهية بالقدر المستطاع من هذه الاسس لان السلطة توفر وسائل القوة والمساعدة والدعم ، وبقى هذا الامل يراود اغلب قيادات وافراد وحركات الكفاح الشيعي قرون طويلة ومريرة وقاسية ومليئة بالموت والجوع والدماء ، وفي الامس البعيد تحقق الحلم واستبشر المظلمون خيرا لكن املهم خاب وتكسرت احلامهم على صخرة الواقع الذي كشف ان هذه الدولة التي حلموا بها جعلت من الامام وسيلة وليس غاية جعلت من دعاية وليس عملا وحركة لكن الحلم بقي ولعل القادم من الايام خيرا ودارت رحى الظلم لتعصف في البلد الذي سيكون لامام (ع9 مقرا وعاصمة ودارت في شوارعه عربات الموت حتى كان بالامس القريب نموذجا اخر لسلطة الشيعة لم ينل منها الامام سوى تمزيق مراقد آبائه وانتهاك حرمتها وهرولة شيعته خلف المشروع الغربي الديمقراطي القادم من وراء البحار بعد ان تركوا ما امر الله به وهو بين ايديهم وصوته يملا اسماعهم ، وبعد هذا كله علينا ان نفهم ان كل من حلم في الحكم ناله وحصل عليه ولم يبقى سوى عصر الثلة الممحصة المغربلة الناجحة وهذه الثلة لا تعمل الا للامام الموعود وحركته وقضيته ولا تاتمر ولا توالي الا من يحمل لواء اسس ومشروع دولة العدل الالهي (والتي لم يبقى للمجاهدين الشيعة وحتى السنة المخلصين ) الا العمل لها بعد ان سقطت كل المحاولات السابقة في ايجاد مشروع يلبي للامة وللاسلام امله .
اننا اليوم امام مفترق خطير يحدد فيه كل فرد منا طريقه واسلوب حركته لاننا امام مرحلة اتسمت بملاحم جديدة تكاملت فيها كل اركان الثورة الكونية ، وايضا نحن امام اختبار يجب فيه التجرد عن كل الميول النفسية والعقلية والابتعاد عن كل مهاوي الفسق والانحراف وحب الدنيا وعلينا ان نكون مخلصين لله تعالى ودعائه حتى يمن علينا تعالى شانه باجتياز هذا البلاء بنجاح ونلتحق بالقيادة الشرعية ، وادعو جميع السياسيين الاسلاميين الى اعادة تنظيرهم السياسي والعقائدي وان يصوغوا مشاريعهم السياسية وفق قضية الامام الموعود بصورة مباشرة وعلينا ان نعمل للامام بما هو واقع متحرك ينتظر منا ما نقدمه اليه لان زمن الشعارات الفارغة ولى ولم يبقى امامنا سوى العمل لدولة الامام الالهية لانها آخر الدول
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |