 |
-
10 بيضات فاسدة تحت الدجاجة الكردية

10 بيضات فاسدة تحت الدجاجة الكردية
كتابات - حاتم عبد الواحد
أكثر الحبال التي يلعب عليها البهلوان الكردي هذه الأيام هو حبل التاريخ، وقد يظن من يقرأ المقالات التي يدبجها مثقفو الأحزاب الكردية أن الحضارة الميدية هي التي فتحت أبواب العراق لحضارة العم سام .
التاريخ بريء من هذه الادعاءات، فالميديون الذين يحاول الأكراد الالتصاق بهم بأي شكل لا يمتون بصلة لبدو الفرس ، واستنادا للعهد القديم يكون الميديون من سلالة يافث ابن نوح، وأول ذكر لهم في المخطوطات اليونانية كان في عام 836 قبل الميلاد عندما تم ذكر دفعهم الجزية للملك الآشوري شلمنصر الثالث وهناك نوع من الإجماع إنهم لم يكونوا من الفرس وان كانت لغتهم متقاربة، وحشر الأكراد لمفردات في النشيد الوطني الكردي يدلل على جذورهم الميدية لا يعفيهم من مجهولية نسبهم فالتلفيق التاريخي لا يصنع تاريخا.
ولتسليط الضوء على ما يمكن توضيحه من الهوية المطموسة للأكراد لابد من مناقشة هادئة لسلوكيات طبعت التصرف الكردي بسمات اقل ما يقال عنها انها انتهازية كاذبة.
أولا - يدعي الأكراد أنهم أبناء حضارة تمتد إلى 2000 سنة قبل الميلاد ، ويريدون بهذا المنطق ردم فجوة الانتماء التي عانوا منها أكثر من أي شعب عاش في شمال العراق ، ولقد استأجروا في عيد نوروز الماضي قلم الدكتور المصري الأمريكي سعد الدين ابراهيم ليكتب مقالا بعنوان " وفي كردستان شفاء للعراق " يذكر فيه مزايا البيشمركة التي وصفها بأنها " المنقذة من الضلال " ولكن لم تستطع الجهة التي دفعت للدكتور سعد الدين ولا قلم مدير مركز ابن خلدون للدراسات التنموية أن يقدما شاهدا واحدا على صحة ادعائهما التاريخي المفرط في الخيال ، أين هي شواهد 4000 سنة من حضارتكم ايها السادة ؟؟ وكان من االحكمة لو عنون الدكتور سعد الدين إبراهيم مقاله بــ " وفي كردستان شقاء للعراق " لان شواهد الشقاء العراقي على اليد الكردية لا تعد ولا تحصى
وإذا علمنا أن الأكراد لا يمتلكون حرفا خاصا بهم سنكتشف خطورة التزوير الذي يراد له ان يمر من خلال الفوضى العراقية ليكون من ثوابت العمل الكردي.
ثانيا – إن الوطن الكردي حسب المدونات الحزبية التي تسوقها بنادق البشمركة يمتد ليكون محاددا لجمهورية أرمينيا من غربها ومطلا على البحر الأبيض المتوسط من الأراضي التركية بعد أن ينشب أظافره باتجاه بدرة وجصان العراقيتين ويصعد في الشمال الغربي من إيران، ولكن الرجوع إلى معاهدات ما بعد الحرب العالمية الأولى التي قسمت ممتلكات الإمبراطورية العثمانية ، لا يؤشر إلى وجود لهذا الوطن المفترض وإنما يشير إلى جماعات عرقية قريبة الصلة ببعضها لغويا، وعليه يكون ما يدعوه الأكراد بإقليم كردستان مجرد بقعة من الأرض يتكلم سكانها لغات متقاربة وتخضع هذه التجمعات لسيادة دول مختلفة، وما الدعوات الانفصالية التي يروج لها هذه الأيام سوى استجابة لمشروع أمريكي يريد الاستحواذ على منابع النفط الشمالية، ولو صحت الادعاءات الكردية ووجدت تجاوبا دوليا أو محليا فإننا نظنهم سيطالبون بعد سنوات بالسويد والنرويج وألمانيا لان الجالية الكردية بهذه الدول تمتاز بكثافة قد تفوق كثافة الأكراد في بقاع كثيرة من كردستان المفترضة.
ثالثا – أهم تعبيرعن الوجود الكردي كان في أربعينات القرن الماضي عندما حاول أكراد إيران تأسيس جمهورية مهاباد بدعم روسي ولكن هذا الحلم لم يدم طويلا بسبب فقدانه للحاضن الجغرافي ، فأكراد إيران والعراق لا يساوون من حيث العدد أكراد تركيا ورغم أن أكراد العراق تمتعوا بحقوقهم القومية في استعمال لغتهم داخل المناطق الكردية وفي المدن العراقية الأخرى في ظل كل الحكومات ملكية كانت أو جمهورية ، إلا أن صفة المظلومية رافقتهم دون غيرهم ممن يعيشون في البلدان المجاورة ، وصور العصيان الكردي في شمال العراق على انه نضال قومي من اجل الاستقلال في حين كان ينظر إلى الأعمال العسكرية الكردية في تركيا على أنها نوع من الإرهاب والتمرد رغم أن هدف كل الأحزاب الكردية في العراق وتركيا هو إقامة إقليم كردستان الكبير.
رابعا – إن ادعاء الأكراد بأنهم يعيشون على ارض أجدادهم هو ادعاء كاذب لا تدعمه الاركيولوجيا ، وقد يكون الكلدواشوريون والتركمان هم الأولى بادعاء ارض الأجداد ، ولكن منطق الغزو والسلب هو الذي ساد السلوك الكردي ، وربما لا يستطيعون أن يقنعوا العالم والتاريخ لأن مئات القرى المسيحية في شمال العراق قد أحرقت وتم الاستيلاء عليها بمنطق القوة الغاشمة، كما أن تسمية كردستان التي يطلقونها على شمال العراق تدلل على عنصرية فجة لأنها تمحو ذكر الأقوام الأخرى التي تتقاسم جغرافيا المكان بحضورها وتتقاسم التاريخ بإرثها الثقافي المهيمن حتى على السلوك الثقافي الكردي في مناطق كثيرة.
خامسا – المنطق ألانفصامي الكردي حيال استخدام اللغة اسقط قناعا شوفينيا عن وجه أنبياء الحرية، فهم يقيمون علاقاتهم مع الدول العربية لاعتبارات أنهم مسلمون والإسلام دين عربي وليس كرديا أو فارسيا، ولكن القيادات الكردية تحرم استعمال اللغة العربية في مناطق نفوذها، وكأنها تريد من الناس أن يرتلوا القران بلغة الفردوسي أو بابك الخرمي. وهذا هدف من أهداف الأكراد الخفية في محاولاتهم تكريد كركوك، فلقد هاجموا سياسة التعريب بشدة وطالبوا بإخراج العرب المهجرين من أجل جلب الأكراد من مناطق أخرى وإسكانهم في كركوك لتغيير ديمغرافية المدينة التركمانية كما أن الأكراد لم يكتفوا بمحاولات التكريد فى المدينة بل واصلوا مهازلهم واستمروا بها منذ سقوط بغداد حيث قاموا بتزوير الانتخابات التي جرت في العراق وخصوصاً انتخابات المناطق التركمانية فقللوا من أصوات الناخبين التركمان في شمال العراق بطرق تزوير مكشوفة، فمن المعروف أن عدد تركمان العراق حسب إحصاء 1957 بلغ نصف مليون تقريباً ولكن في انتخابات 2005 كان عدد المصوتين من التركمان 78ألف تركمانى فقط كما تذكر التقارير الكردية التي فاتها ان عدد التركمان في الحاضر قد ناهز المليون تركمانى في شمال العراق إضافة لمليون آخر موزع على المناطق العراقية الأخرى إنها عملية تزوير مفضوحة.
سادسا - ومن علامات النفاق الكردي تمسكهم بالقول فقط بوحدة العراق وحريته واستقلاله، بينما تصرفاتهم العنصرية الكريهة تمنع رفع العلم العراقي في الشمال، هذا العلم الذي قبله مسعود البرزانى مع كتف صدام حسين أمام العالم ،ويذكر مكرم الطالبانى من خلال رسالة أرسلها صدام حسين إليه عام1995م قائلاً: (بلّغ تحياتى للأخوة كاكه مسعود وجلال الطالبانى.وأبلغهم بأن يقيموا أو يعلنوا عن دولتهم الكردية المستقلة، ووعد شرف من صدام حسين سوف أكون أول من يعترف بدولتهم وأتبادل معهم العلاقات الدبلوماسية ) ولكن هذا العرض لم يحظَ بالموافقة الكردية وذلك لعدم رضا الولايات المتحدة ، خصوصاً وأنه مقدم من صدام حسين عدوها الأول في المنطقة وإرضاءً للولايات المتحدة تم رفض العرض الذي من المؤكد انه لم يشمل كركوك بل كان يعني الأجزاء الشمالية والجبلية الملاصقة لإيران وبعض دول الجوار الأخرى.
سابعا - إصرار الأكراد على الاحتفاظ بمليشيات البشمركة بالإضافة إلى مناداتهم بالفدرالية يدلل على مقدار السفه الذي يتمتع به التفكير الكردي المغرور بقوته وغير الواثق من حضوره لأنه حضور مصطنع ، فالفدرالية لا تحتمل وجود جيشين ، والأكراد يصفون البشمركة بالقوات الوطنية التي لا تنطبق عليها صفة العصابات المسلحة، ولا ندري لمن سيكون ولاء حامل بندقياتهم هل هو ولاء للعراق أم ولاء لكردستان المتخيلة .
ثامنا - مركز كردستان للدراسات الإستراتجية اعد بحوثا ومقالات ودراسات حول كيفيه السيطرة على محافظات كركوك والموصل وديالى ولقد غادرت هذه الدراسات والبحوث رفوف المركز إلى حيز التنفيذ الفعلي حيث اقصر الطرق وأسرعها لتحقيق الحلم الكردي ، فساد القتل والترهيب والاختطاف والتفجير في المناطق المراد ضمها لإقليم كردستان ، و الذين يرومون دخول شمال العراق فرارا من الموت اليومي في المدن العراقية الوسطى يصطدمون بحواجز التفتيش الممتدة من باب الخابور حتى جمجال والتي لا تسمح لغير الكردي بالدخول حتى يحصل على تزكية من الاستخبارات الكردية "أسايش "، وفي هذا السلوك إعادة إنتاج لوسائل اعتمدها صدام حسين ضد العراقيين وعليه يكون من الأنسب أن تتوحد الأحزاب الكردية تحت يافطة واحدة اسمها " حزب البعث الكردستاني " لان سلوكها العسكري والأيدلوجي يتفوق على سلوك مؤسسات صدام حسين.
تاسعا – إن الاستفراد باستغلال الثروات المعدنية لصالح الكرد وحرمان القوميات الأخرى من هذا الحق يؤسس لشرخ عميق سيمتد إلى عقود طويلة من الاحتراب الاثني الذي تسعى الولايات المتحدة إلى إشعال فتيله من خلال ترويج منطق الحرب الصليبة الجديدة ، فإذا كان مسيحيو العراق قد نالوا نصيبهم من ديمقراطية الاحتلال بتفجير كنائسهم وإحراق متاجرهم وتهجيرهم عنوة إلى مناطق غير مناطقهم فان الاقتتال المسلم المسلم بين الأكراد وبقية الفئات التي تتقاسم جغرافيا شمال العراق سوف يبدأ من اقتسام الثروة التي يريد الأكراد الاستئثار بها دون غيرهم.
عاشرا – القاء نظرة سريعة على خارطة السفراء الذين يمثلون العراق في دول العالم ستكشف الإمبراطورية الدبلوماسية التي يؤسسها الأكراد على إيقاع المحاصصة الحزبية في إدارة العراق، وقد لا يكون مفاجئا أن الفضائح التي عصفت بالدبلوماسية العراقية الجديدة إنما وراءها أصابع كردية تريد فرض منطق الغلبة العددية على أي منطق، وقد لا نكون متجنين إذا قلنا أن هوشيار زيباري الوزير الكردي لخارجية العراق يعمل بطريقة غير مباشرة على خلق ملايين اليتامى العراقيين الذين لا يستطيعون إثبات وجودهم أمام إدارات الدول التي يعيشون بها جراء افتقادهم لوثيقة جواز السفر، ففي بلدان اسكندنافيا أصبح الكردي الإيراني والكردي السوري والكردي التركي عراقيين من خلال إصدار جوازات سفر عراقية لهم لكي يحصلوا على اللجوء الإنساني في حين بقي العراقيون الحقيقيون بلا جوازات والحجة في ذلك عدم توفر أعداد كافية من هذه الجوازات ، ووزارة الخارجية الكردية تلقي باللائمة في هذا الموضوع على وزارة الداخلية الشيعية بصفتها المسؤولة المباشرة عن شؤون السفر والجنسية .
freenewiraq@yahoo.com
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |