 |
-
النص الكامل للقاء الدكتور الجعفري مع العربية
[frame="1 70"] [/frame]
http://shabab4u.com/News.aspx?id_News=10747
النص الكامل للقاء الدكتور الجعفري مع العربية
من العراق: مع إبراهيم الجعفري
اسم البرنامج: من العراق
مقدم الحلقة: سهير القيسي
تاريخ الحلقة: الجمعة17-8-2007
ضيوف الحلقة : د. إبراهيم الجعفري (رئيس الوزراء العراقي السابق)
سهير القيسي: حياكم الله مشاهدينا أهلاً بكم إلى حلقة جديدة من برنامج من العراق، مشاهدينا يبقى اسم الجعفري الأكثر حظوة بين السياسيين العراقيين الذين يملكون رصيداً وطنياً وحضوراً بين الشخصيات السياسية الشيعية، يحظى باحترام القوى السياسية التي تجتمع هذه الأيام من حوله لإعادة ترتيب البيت العراقي, والجعفري الذي كسب خصومات وعداوات نتيجة موقفه من قضية العمل الوطني المتوازن والمتطلع إلى عراق قادر على أن يكون فاعلاً في محيطه العربي, يظل اليوم ورقة رابحة في نظر العديد من السياسيين لإعادة تسلم الموقع الأول في الحكم ممثلاً لشيعة العراق.
إذاً نرحب بضيفنا لهذه الحلقة الدكتور إبراهيم الجعفري عضو مجلس النواب ورئيس الوزراء العراقي السابق، مرحباً بك دكتور إبراهيم.
د. إبراهيم الجعفري: أهلاً وسهلاً مرحباً شكراً جزيلاً.
سهير القيسي: قبل البدء بحوارنا معك ومع مشاهدينا في هذه الحلقة, نتابع هذا التقرير الذي أعده الزميل جواد الحطاب عن إشكاليات العملية السياسية في العراق.
عودة للأعلى
العراق ودوامة الأزمات
جواد الحطاب: سماء الحكومة في العراق ملبدة بالكثير من الغيوم, ليس أولها انسحابات الكتل البرلمانية الرئيسية, ولا آخرها تعديلات القوانين المختلف عليها كاجتثاث البعث وتوزيع واردات النفط, والإحساس بالغبن من هذا الطرف أو ذاك, في دوامة لها بداية أما نهايتها فغامضة.
إياد جمال الدين (عضو البرلمان العراقي): نقاطع وزراء الحكومة القائمة العراقية الوطنية اجتماعات مجلس الوزراء, ثانياً يستمر وزراء القائمة العراقية الوطنية بتمشية وزاراتهم وشؤون المواطنين حرصاً من القائمة العراقية الوطنية على سلامة وأمن المواطنين الكرام، ثالثاً يبحث وزراء القائمة العراقية الوطنية جميع المواقف الحساسة التي تمسّ الشعب العراقي بشكل عاجل مع رئيس القائمة وأعضاءها, ويتم إعلام رئيس الجمهورية وهيئة الرئاسة ورئيس الوزراء بشكل رسمي.
جواد الحطاب: المالكي وفي محاولة لسحب فتيل الأزمة وتداركاًَ لوصولها قبة البرلمان, دعا رؤساء الكتل السياسية إلى مائدة مفاوضات لإيجاد مشتركات جديدة, وإن كان المرتقب محكوماً بنوايا الكتل ومصداقية سعيها للإصلاح, لأن لدى الجميع على ما يبدو أوراقاً بديلة لم تستخدم بعد.
د. كاظم المقدادي (كاتب ومحلل سياسي): أعتقد هناك خيارات كثيرة الآن, هو له حقيقة اليد تطلق الآن لكي يختار ما يريد أن يختاره وليس الكتل التي تختار, يعني على سبيل المثال الآن يستطيع أن يختار من داخل الأنبار من جماعة صحوة الأنبار اللي الآن برزت قيادات سياسية جديدة قتلت القاعدة, وأيضاً أثبت جدارتها في إدارة شؤون محافظة الأنبار, فهذا يعني ربما يستطيع المالكي أن يختار بعض الوزراء من هذه الكتلة الجديدة التي نسميها كتلة صحوة الأنبار.
جواد الحطاب: في هذا الخضم يلقي نشاط القوات الأميركية وخصوصاً تجاه مدينة الصدر بظلاله الثقيلة على علاقة التيار الصدري بالحكومة, مثلما ألقى توقيت زيارة المالكي إلى طهران, وتحديداً في اليوم الذي انتهت فيه حربها مع العراق ظلالاً من الانتقادات والتأويل. جواد الحطاب - لبرنامج من العراق.
سهير القيسي: إذاً دكتور إبراهيم برز الحديث مؤخراً عن مساعي الجعفري لإعداد تشكيل سياسي جديد, ما الذي يقوله الجعفري حول ذلك؟
د. إبراهيم الجعفري: بسم الله الرحمن الرحيم, تحياتي ست سهير لك ومن خلالك لكافة مشاهدي ومشاهدات القناة الموسومة بالعربية، ما يتعلق بالكيان السياسي الجديد هو في الحقيقة تعبير عن تطور واقع سياسي لا يختلف عليه أحد, ارتسمت معالم هذا التطور عبر السنوات الخمس المنصرمة, وبين فترة وفترة كانت هناك تطورات ألقت هذه التطورات بظلالها على البرلمان, وسلسلة تجارب الانتخابات التي حصلت وعلى البنى السياسية لكافة القوى السياسية الوطنية المعروفة، يبدو أن الواقع السياسي يؤشر بشكل واضح أن هناك حاجة لحالة وطنية عراقية تتسع بهيكليتها وخطابها ورموزها وأهدافها لكل الطيوف السياسية العراقية ولا تختنق في أفق معين.
عودة للأعلى
محاولات لتشكيل تيار سياسي جديد
سهير القيسي: يعني دكتور إبراهيم فعلاً هناك مساعي من قبلك لتشكيل تكتل سياسي جديد؟
د. إبراهيم الجعفري: لا يعني التكتل بمعنى أنه حزب جديد أو كتلة تضاف إلى بقية الكتل وتضع نفسها في مقابل الكتل الأخرى.
سهير القيسي: إنما ماذا؟
د. إبراهيم الجعفري: إنما تعني حالة تيارية اجتماعية تنبع من العمق الوطني العراقي وتتسع لكل العراقيين, وتحاول أن تستوعب كافة القوى الموجودة, وتستفيد أيضاً من القوى الموجودة بشكل لا تكون في مواجهة أحد.
سهير القيسي: ذكرت حضرتك أنه هو ليس تكتل أو بمعنى حزب جديد إنما هو حالة تيارية, من الأطراف ستنضم إلى هذه الحالة التيارية؟
د. إبراهيم الجعفري: الحالة التيارية الجديدة ستتسع لكل رموز الشخصية العراقية, وسيكون الباب مفتوح لمن يلتقي على أهداف هذا التيار ويؤمن بنظامه, وطبعاً سيأخذ وقتاً لسنا على عجالة بالإعلان عنها وإنما نحن الآن في قيد الإعداد, وتهيئة مقدمات طرحها مستفيدين من التطورات التي حصلت ليس في بلدنا فحسب, بل نحاول أن نستوعب أيضاً التجارب المماثلة لتجربتنا, لا يغلق التيار أبوابه تجاه أحد, وهو ليس تجمّع كتل وليس جبهة إنما حالة تيارية متسعة لكافة الألوان السياسية العراقية.
سهير القيسي: يعني حضرتك عقدت بعض اللقاءات مع مختلف الأطراف السياسية, عقدت لقاء مع خلف العليان عدنان الدليمي, وأيضاً زرت شمال العراق والتقيت بالقيادات الكردية, هذه لقاءات كلها طُرح بها موضوع هذا التيار الجديد؟ وكيف كانت الاستجابة؟
د. إبراهيم الجعفري: لم أكن مستهدفاً في سفرتي إلى كردستان أن يطرح هذا التيار على أحد, لكنه عندما نسأل عنه نعرف به وأعتبر هذه قضية وطنية ومسؤولية تاريخية في عنقي أن أستجيب للأصوات التي ناشدتني منذ زمن طويل, تعرفين جيداً أن فكرة التيار ليست جديدة وهي ليست تيار فوقي, إنما هو تعبير عن حاجة واقعية تكونت بمرور الزمن وربما المحنة لها في أكثر من مناسبة زادت على العام من هذا التاريخ, ووجدت تلقيات لدى الكثير من القوى السياسية يباركون فيها ويتطلعون إلى ظهورها.
سهير القيسي: ولكن البعض ينظر إلى هذه الخطوة دكتور إبراهيم على أساس أنها حالة انقلاب على حكومة المالكي وعلى الائتلاف من الداخل, شنو رأيك بهذا الطرح؟
د. إبراهيم الجعفري: على العكس من ذلك, أحد أبرز أهداف التيار هو الحفاظ على سير العملية الديمقراطية, وآليات العملية الديمقراطية من انتخاب البرلمان إلى انتخاب الدستور إلى الحكومات التي تتشكل بطرق برلمانية، فهو أيضاً ليس بمعزل عن الخطاءات الأخرى التي أعيشها هنا بشكل مستمر, لدي هنا مبادرة أيضاً اللي هي الديوان البرلماني وتستهدف دعم العملية البرلمانية وتوحيد الصف وجمع الفرقاء ومحاولة التقريب بين تصوراتهم وتعميق العلاقة والوشائج بينهم.
سهير القيسي: طيب ولكن هذه المساعي من قبلك يقول البعض بأنها بدأت تتصاعد بعد مؤتمر حزب الدعوة الأخير, وبعد أن عُين المالكي رئيساً لحزب الدعوة, وأنت في هذه الحالة يعني أقصيت من رئاسة الحزب شنو تعلق؟
د. إبراهيم الجعفري: أولاً المبادرة البرلمانية دخلت شهرها السادس, وأما بالنسبة لفكرة التيار فسبق وأن تمت الإشارة إليها قبل حوالي أكثر من سنة, فهي ليست ردة فعل إنما فعل يتفاعل مع رغبة الجماهير ورغبة القوى السياسية, وما لدي من طرق الاستطلاع المباشرة وغير المباشرة لمدى الحاجة لذلك، ثانياً لم يكن هناك شيء اسمه إقصاء في داخل الحزب بل العكس من ذلك, هناك محاولات للاستمرار بالوضع الذي كنت فيه لكني سجلت تحفظاتي على مجموعة من الخروقات التي حصلت في المؤتمر, وأتطلع إلى أنهم يعملوا بأقرب وقت ممكن إلى تصحيحها كما وعدوا بذلك.
سهير القيسي: طيب أيضاً مؤخراً بعد لقاءك بقوات الأكراد في شمال العراق, كان هناك تصريح يعني مثير نوعاً ما هناك في مؤتمر صحفي مشترك معك ومع البرزاني, ذكرت بأن المادة 140 حول كركوك يجب أن تفعّل, طبعاً هذا الموقف كان مختلف كان الأكراد أيام ما كنت حضرتك رئيس الوزراء يتهمونك بتعطيل هذه المادة ويعتبر هذا التصريح تحول, لماذا هذا التحول؟
د. إبراهيم الجعفري: لا يوجد هناك تحول ولا يوجد هناك تناقض إطلاقاً, أنا أنظر للدستور من زاويتين, من زاوية أن يعتقد أن الدستور حرم وكل مادة من مواد الدستور معناها دخلت في الحرم الدستوري, لا أسمح بنقدها بطريقة غير دستورية, ولكن الدستور الذي يؤكد على أنه حرم هو ليس مقدس.. اسمحي لي بس أكمل..
سهير القيسي: ولكن دكتور إبراهيم الأكراد عندما كنت رئيس وزراء.. تفضل.
د. إبراهيم الجعفري: بمعنى أن الدستور قابل أن يتبدل ولكن بطريقة دستورية, وكل المواد لم تبدأ من مستوى الكمال, وإنما بدأت بمستوى بسيط ومن شأنها أن تتطور مع مرور الزمن, ولذلك الكثير من المواد قابلة للمناقشة ولكن لا نسمح ونفرق بين انتهاك الدستور وعدم مناقشة الدستور, نحن نسمح بمناقشة الدستور بتطوير الدستور, لكننا لا نسمح بانتهاك حرمة الدستور, فكل شيء الآن في الحرم الدستوري يجب أن يطبق, ولكن يسع الذين لا يعتقدون ببعض مواده وأنا واحد من هؤلاء لا أعتقد ببعض مواده, ولكن لا أعبر عن عدم إيماني ببعض هذه المواد من أنني أخرق حرمة الدستور.
سهير القيسي: إذاً سأكمل معك هذه النقطة دكتور إبراهيم الجعفري ضيفنا لهذه الحلقة, ولكن مشاهدينا نبقى الآن مع فاصل نتابع بعده هذا الحوار راجعين.
[فاصل إعلاني]
سهير القيسي: أهلاً بكم مشاهدينا من جديد, نكمل معكم حوارنا مع ضيفنا لهذه الحلقة الدكتور إبراهيم الجعفري عضو مجلس النواب العراقي ورئيس الوزراء العراقي السابق، دكتور إبراهيم كنا نتحدث عن أفكارك فيما يتعلق أو انطباعاتك فيما يتعلق ببعض مواد الدستور, أيضاً من الأمور التي تطالب بها أو من الأفكار التي تطرحها أن يكون رئيس الجمهورية رئيس عربي يجيد التعامل مع دول الجوار ومع المجتمع العربي كونه عربي سني, يعني ممكن توضح لنا لماذا هذه الفكرة؟
د. إبراهيم الجعفري: يعني كانت لهذه القراءة منذ مرحلة ما قبل تشكيل الحكومة الحالية يعني أكثر من سنتين, أنني لا أنظر إلى التصدي لرئاسة الجمهورية بمعزل عن العالم العربي والإسلامي من جانب, الجانب الآخر أميز بين ولادة رئاسة الجمهورية بطريقة الانتخاب المباشر وطريقة التوافق, طالما التوافق معنى ذلك تبادل الحصص بين القوى فهذا من شأنه أن يثير في الداخل العراقي الأخوة السنة العرب من جانب, وقد يثير علينا أيضاً دول العالم العربي ودول العالم الإسلامي, وقد عبرت بذلك بيني وبين الأخ رئيس الحكومة وأنا أكن له التقدير وتربطني به علاقة شخصية, بس أنا لا أتعامل مع المواقع من خلال أشخاص, إنما أتعامل مع المواقع كحقائق اجتماعية ودستورية, كان لي هذه وجهة النظر, الآن أيضاً هذه القضية متروكة للإخوة السنة العرب هنا في الداخل أن يساهموا في وجهة النظر, إذا كان هناك الآن قناعة وتبدو أن هناك قناعة بتكملة هذه الدورة على هذه المواقع بالنسبة لموقع رئاسة الجمهورية أو أن يكون للأخ جلال أو إلى آخره, فبالنسبة لي ليس عندي عقدة من أحد على العكس من ذلك فأنا أتفاعل مع الجميع وأنا مع الخيارات الشعبية والقوى السياسية والوطنية التي تعبر عن رأي شعبي بأمانة.
سهير القيسي: ماذا لو عُرض عليكم منصب رئيس الوزراء يعني بالمستقبل مثلاً شاءت الظروف أن يعرض عليك من قبل الأطراف كونك ذو حظوة بين مختلف الأطراف السياسية أن تكون رئيس الوزراء, ما الذي تغيره؟
د. إبراهيم الجعفري: بالنسبة لي عملت مستمراً أعمل أنه أقوي الأداء الحكومي العراقي, والشيء الذي دائماً أفكر به ويشغل بالي هو تقوية الدولة العراقية, وأعتبر الحكومة العراقية ليست إلا مؤسسة من مؤسسات الدولة, فيهمني ومعاييري بالربح والخسارة هو تقوية الدولة, الحكومة بلا شك تؤثر في بناء الدولة وأعمل على تقوية الحكومة تكويناً وأداءاً, وأحترم خيارات هذا الشعب العراقي, عندما تأتي الخيارات بطريقة شعبية جماهيرية لا أتأخر عن رغبة شعبي, عندما أعتقد أن الشعب يريد مني أن أتحمل أي مسؤولية كانت الذي باع نفسه من أجل شعبه ومستعد أن يضحي بحياته من أجل شعبه لا تتوقعي أنني أرفض له طلب عندما يريدني في الموقع الذي يختاره شعبي, فأي موقع يختاره الشعب لن أتخلى عنه.
عودة للأعلى
تقييم أداء الحكومة الحالية
سهير القيسي: دكتور إبراهيم كيف تقيم أداء الحكومة الحالية كونك أنت خبرت المنصب لأكثر من عام؟
د. إبراهيم الجعفري: أعتقد أن أداء الحكومة بشكل إجمالي لا يخفى على أحد أن هناك نقاط ضعف كثيرة جداً, هناك نقاط ضعف في الجانب الأمني, هناك نقاط ضعف في الجانب الخدمي والاقتصادي, هناك في الأداء السياسي ولعل مرد ذلك إلى طريقة تشكيل الحكومة وطريقة المحاصصة ليس فقط محاصصة بالتكوين بل محاصصة في تكوين الحكومة, ومحاصصة في طريقة الأداء, يعني هذا شعور كل وزير بأنه ينتمي إلى حزب أو كتلة معينة وأنه محكومة بإرادة تلك الكتلة أدى بالنتيجة والمحصلة إلى خلخلة, الحكومة يجب أن تكون حكومة قوية متمثلة بقوة رئيس وزرائها وبمجموع أفرادها, وأن الوزير فقط يحتفظ بكونه ينتمي كخلفية ليس إلا, أما الأداء والتعاطي ينبغي أن يكون أداءً وطنياً عراقياً وينبغي أن يكون الولاء الوطني العراقي فوق كل الولاءات.
سهير القيسي: دكتور إبراهيم ماذا في حال مثلاً.. نحن نتحدث في حال توليت المنصب من جديد منصب رئاسة الوزراء, هل نتوقع مثلاً تغيير في سياستك أنت, كان هناك الكثير من الأخطاء اللي وقعت في إبان رئاستك للوزراء ممكن أن نشهد شيء جديد مثلاً تلافي هذه الأخطاء؟
د. إبراهيم الجعفري: بغض النظر عن من سيشغل رئاسة الوزراء, هل استمرار الحالة أم هناك تطور سيحصل بغض النظر عن الأشخاص, أنا صورة الحكومة في ذهني هو أن تكون حكومة وطنية عراقية, محكومة بالمصلحة الوطنية العراقية فوق جميع الانتماءات, تبدأ بالقوة والكفاءة وتنتهي إلى مراعاة الخلفيات المتنوعة, تماماً كتشكيل الفريق العراقي الذي بدأ بالقوة وانتهى إلى أنه متنوع من كل المحافظات وكل التشكيلات العراقية, لكنه استهدف الأقوياء لذلك جاء الفوز ساحقاً ومبهراً هذا هو باختصار نظرية العملية السياسية.
سهير القيسي: دكتور إبراهيم أصبح المنتخب العراقي مثال جيد لكل السياسيين في العراق.
د. إبراهيم الجعفري: من دون شك وأظنه حظي بإعجاب السياسيين من غير العراقيين كذلك.
سهير القيسي: صحيح, أود أطرح مسألة ثانية وهي حكومة المالكي الحالية, يعني ذكرت حضرتك بأن هناك كثير من الأزمات تمر بها الحكومة الحالية, ولكن لحد الآن المالكي يحظى بدعم من قبل واشنطن لماذا؟
د. إبراهيم الجعفري: يعني هذا السؤال المفروض يوجه إلى واشنطن ولكن دعيني..
سهير القيسي: أنت برأيك كمتابع وحضرتك كعضو؟
د. إبراهيم الجعفري: دعيني أكون متطفلاً قليلاً أنه كيف تفكر واشنطن, واشنطن تفكر من طرفها أنها على الأرض العراقية ليست ستنظر من موقع الترف, مثلاً تنظر أنها قدمت خسارة بضعة آلاف من الجنود الأميركيين قتلوا وأصبحوا ضحايا على الأرض العراقية لعله ثلاثة آلاف, تنظر من ناحية اقتصادية أنها خسرت ما لا يقل عن تريليون دولار, وتنظر على أنه من ناحية سياسية حصلت هناك خلخلة ليس فقط في أميركا في إيطاليا وفي إسبانيا, يعني جرت انعكاسات تطور العملية السياسية في الداخل العراقي إلى إيقاعات وإلى ترقيات دولية, وهذا من شأنه أن يجعل الإدارة الأميركية يجب أن تفكر, فليس ترفاً فكرياً أنها تنظر للعراق وأنها تسنده وما شاكل ذلك, وتريد حكومة تنجح لأنه أثبت الواقع بأن هناك الكثير من نقاط الفشل عندما تحصل على الساحة العراقية تلقي بظلالها وتعطي انعكاسات سلبية على دول العالم, فليس من الغريب أن تهتم واشنطن بالشأن العراقي بل من الغريب أن لا تهتم بالشأن العراقي.
سهير القيسي: أعود إليك إلى الحالة التيارية أو التيار الذي تسعى إليه حضرتك لتشكيله للتقليل ولو من الأزمة الحكومية الحالية, هذا التيار هل هناك بعض الأطراف تميل إلى هذا التيار؟ هل هناك وعود بالانضمام إلى هذا التيار من قبل بعض الأطراف دكتور إبراهيم؟
د. إبراهيم الجعفري: إذا استعدنا كلمة أطراف بشخصيات لأنه يفترض في التيار أنه يضم شخصيات من خلفيات متنوعة, هناك الكثير من الشخصيات ممن أوصل وجهة نظره وأبدى حرصه منذ زمن بعيد لكنها تتراكم بمرور الزمن, ورأيت هذه التفاعلات ليس فقط من وسط دون وسط آخر, كافة الأوساط تتطلع على ولاية التيار, وهذا التيار يمكن أن يحول مسرح الحكومة إلى مسرح ليس مسرح نزاع هو صراح بين القوميات والديانات كما يبدو من بعض الوجوه, الآن هناك شعور بالتغالب بين هذه الجهة وتلك الجهة, هذه القومية وتلك القومية, أبناء هذا المذهب وهذا المذهب كلها ظواهر سلبية, أنا أعتقد نحن بحاجة لصناعة مظهر جديد, هذا المظهر يتميز بالتناصف أن الجميع يتناصفوا وكل كيان يحاول أن يتقدم لكن ليس من موقع الإقصاء للآخرين..
سهير القيسي: يعني ما هي السبل لتحقيق ذلك؟ هذا كلام جميل دكتور إبراهيم أن يكون هناك تكتل يمثل جميع الأطياف العراقية ويدفع بالعملية السياسية إلى الأمام, ولكن كيف؟
د. إبراهيم الجعفري: أنا أتصور نظرية التيار كما أتصورها ونتحدث بها بل عملنا بها, يعني الذي يتابع مرحلة التصدي منذ أول رئاسة مجلس الحكم إلى رئاسة الحكومة كنت عضواً في هيئة رئاسة الجمهورية إلى رئاسة الوزراء عملت بعقلية التيار, وطبقت نظرية التيار والتزمت بالحدود التي تمنعني من أن أتحول إلى محاصصي إذا صح التعبير وإنما أبدو مع الجميع, أنا مع التيار السني العربي وكنت من جملة ما اختلفت مع السيد بريمر هو عدم السماح له بشكل جيد, كذلك كنت ولم أزل مع التيار الصدري لغرض استيعابه وكذلك بقية التيار, مثلاً أنا أسفت كثيراً أن الفضيلة تخرج من كتلة الائتلاف, فأنا أعتقد كل هذه المركبات بمجموعها تشكل رصيداً للحكومة عندما تعبر الحكومة بشكل أمين دقيق لطموحات الشعب العراقي, كل الكتل السنية وكل الكتل الكردية وكافة الكتل الأخرى.
عودة للأعلى
الجعفري: يجب إعادة النظر بقانون اجتثاث البعث
سهير القيسي: يعني المأزق الأكبر اللي تعانيه الحكومة الآن هو مأزق الحالة الأمنية المتردية في العراق, ولكن البعض يقول بأن بعض يقول أن الخطوات التي اتخذت إبان رئاستك للوزراء كان لها السبب في هذا التردي القائم حالياً, منذ إدخال بعض العناصر المسلحة والميلشيات إلى جهاز الأمن العراقي, يعني هناك من يتحدث عن وثائق موجودة حالياً بدخول ألف اسم من قوات بدر إلى جهاز الأمن العراقي؟
د. إبراهيم الجعفري: دعينا نفكر بشكل يعني إستراتيجي لحل المعضل الأمني, المشكلة الأمنية كيف نطورها, أنا أتصور هناك تقدم يمكن أن يحصل من الناحية الأمنية إذا ثبتنا ما يلي: أولاً الحوار مباشرة مع الذين يحملون السلاح, إذا كانوا هم يحملون نظرية مقاومة, يجب أن نحاورهم بشكل مباشر ونفعّل مشروع المصالحة الوطنية, نفعّله يعني نحوله من مجرد نداء أو مؤتمر إلى عملية حوار مباشر يتعاطى معهم ما لهم من حقوق تجد غطاءً دستورياً, ويلتزمون بالقضايا القانونية والدستورية بعيداً عن الذين انتهكوا الحرمات وسفكوا دماً وهدروا كرامة أو هدروا ثروة, ممكن تفعيله ومخاطبة المفاصل الموجودة, ممكن النظر الآن إلى مسألة اجتثاث البعث على أن اجتثاث البعث جاء في وقت ما كانت عليه ملاحظات ولا تزال, ثم إنه الآن مضى عليه أكثر من أربع سنوات يجب إعادة النظر به, وإعادة تعريفه بشكل لا يجعل أنه كل بعثي بالضرورة إرهابي, أو كل إرهابي بعثي هذا كلام غير صحيح, هناك الكثير ممن التحقوا الآن بفصائل الإجرام وارتكبوا جرائم وحشية لا يمتون إلى البعث بصلة, وهناك الكثير من المواطنين البعثيين ممن حسنت تصرفاتهم وأثبتوا وطنية عالية وهم يتفاعلون الآن بمرأى ومسمع في مختلف أجهزة الدولة, إذاً يراد إعادة النظر في هذه الحالة, كذلك يجب أن نمد يد المصافحة ليس كتكتيك سياسي أو مناورة، وإنما من موقع وعي أبناء الشعب العراقي وجعل العراق لكل العراقيين ولا يخرج عن هذه الإرادة إلا من يختار لنفسه أن يكون إرهابياً ويصر على أن يقتل..
سهير القيسي: دكتور فيما يتعلق بموضوع قانون اجتثاث البعث, يعني كيف يمكن إقرار هذه التعديلات على قانون اجتثاث البعث في البرلمان, والبرلمان علق جلساته إلى أيلول؟ ليش اتخذت هذه الخطوة وكونك عضو في مجلس النواب العراقي قبيل 11 يوم من تقديم تقرير باتريوس كروكر يالله تبدي الاجتماعات من جديد لمجلس النواب العراقي؟
د. إبراهيم الجعفري: أنا أعتقد الآن الأجواء مهيأة أكثر من أي وقت آخر لإعادة النظر بتعريف اجتثاث البعث, والانفتاح وفتح صفحة جديدة مع البعثيين الذين لم يثبت أنهم.. وهم كثر الذين لم يثبت أنهم ارتكبوا جرائم, لمجرد الانتماء في ظرف ما قبل سقوط نظام صدام حسين يكاد يكون استبعاث بالقوة وليس عملاً إجرامياً في وقتها, يعني كان هذا الخيار الوحيد وتحت سيف السلطة وما شاكل ذلك, والشعب العراقي يفرق جيداً بين أصل الانتماء وبين من ارتكب جرائم, لذلك الأجواء مهيأة لإعادة النظر باجتثاث البعث, ويمكن الخروج بصيغة تستطيع أن تستوعب الكم البريء من البعثيين وحصر دائرة العزل والإقصاء لمن لم يزالوا كصداميين يعملون على نظرية صدام السابق.
سهير القيسي: في ختام البرنامج أشكرك ضيفي الدكتور إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي السابق وعضو مجلس النواب.
ومشاهدينا أشكركم على حسن متابعتكم لهذه الحلقة, دائماً نذكركم ختاماً في بريد البرنامج الإلكتروني: fromiraq@alarabiya.net محتوى الحلقة موجود على موقع العربيةwww.alarabiya.net أترككم في أمان الله وحفظه على أن يتجدد اللقاء الأسبوع المقبل.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |