وكالة ( الملف برس )
وكالة ( الملف برس ) ترسم صورة قلمية ميدانية لما يجري في احياء الفرات والبياع وحي العامل والسيدية
ملفات خاصة - 03/08/2007
بغداد – الملف برس
منذ ان بدات طروحات الفيدرالية لوسط وجنوب العراق ، ثمة همس يدور في اوساط العرب السنة، تحول مؤخراً الى العلن عن محاولات جادة لبعض الفصائل الشيعية بتغيير البنية الديموغرافية للعاصمة بغداد.
القادة السنة لم يتوانوا عن الاعلان عن ذلك عبر وسائل الاعلام المختلفة، بل ان بعضهم اتهم صراحة ميليشيا جيش المهدي بتنفيذ خطة افراغ بغداد من العرب السنة،لاسيما المناطق التي كانت حتى قبل عام تحسب ذات اغلبية سنية.
محاولات التغيير الديموغرافي هذه اكدها عدد من القادة العسكريين الاميركيين، الذين يعملون في قاطع الرشيد، غربي بغداد، والذي يضم مناطق البياع والعامل والسيدية والجهاد، وهي مناطق مختلطة بين السنة والشيعة.
ويتحدث هؤلاء القادة والعسكريون عن وجود (خلايا سرية) متمرسة في الإجرام وصفوها بأنها قد تكون ضد مقتدى الصدر وجيش المهدي نفسه، وقالوا إنها تتلقى الدعم من إيران، وأنها وراء تهجير السكان السنة عبر تنفيذ عمليات منظمة (بالقتل والتهديد وبقطع الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء عن البيوت). ولهذا يقول القادة العسكريون الأميركان: إن جيش المهدي وليس القاعدة أو المتمردون التابعون لها، هو العدو رقم واحد في مناطق غربي بغداد.
وبينما يقول القادة الميدانيون ان جيش المهدي وليس القاعدة هو العدو رقم واحد في غربي بغداد بالنسبة لهم، وانه يسيطر بشكل مطلق على هذه المنطقة بالكامل، فان رواية سيطرة جيش المهدي المطلقة على منطقة (الرشيد) يفنـّدها مسؤلون كبار في الجيش الأميركي، مؤكدين أنّ جماعة من المتمردين السنة التابعين للقاعدة هم القوة المهيمنة والمرعبة في هذه المنطقة.
وفي الوقت الذي تشير فيه إمارات كثيرة الى أن المجموعة التابعة للقاعدة نشطة في المدينة، فإنّ الأشهر العديدة الماضية، أثبتت – بحسب الواشنطن بوست- أنّ جيش المهدي قد أجرى فيها تحوّلات قاسية وبلا رحمة مستخدماً القتل والتهديد والحرمان من الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء بهدف طرد السكان السنة.
ووصف الجنرال (ديفيد بيتريوس) القائد العسكري الكبير في العراق هذه المنطقة بأنها" واحدة من ثلاث أو أربع مناطق هي الأكثر تحدياً للقوات الأميركية من جميع مناطق بغداد".
معروف إن الميليشيات الشيعية تهيمن على المناطق الواقعة في منطقة الرصافة شرقي بغداد مثل مدينة الصدر، بينما تقع مناطق غربي نهر دجلة وجنوب بغداد حتى طريق المطار الدولي تحت هيمنة الجيوب السنية الكبيرة.
ومنذ وقت ليس طويلاً كانت الأحياء السكنية في غربي بغداد قد توافقت على مثل هذا الفهم. ويخمن الجنود الأميركيون أنّ السنة قبل سنة مضت يشكلون ما نسبته 80 بالمائة من السكان في تلك المناطق فيما يشكل الشيعة فقط 20 بالمائة.
لكن المتغيرات الجديدة تعكس - بحسب مسؤولي الجيش الأميركي- وجود جهد منسق لتطهير السكان السنة من المنطقة، فيما تشير الرسومات والشعارات على أسوار البيوت في هذه الأحياء السكنية الى "حالة جديدة"، فالشعارات المكتوبة تقول: "كل أرض كربلاء.. وكل يوم عاشوراء". وهو الشعار الشائع جدا في المدن الجنوبية العراقية، لاسيما المدن التي تضم العتبات المقدسة ككربلاء والنجف.
وتـُبرز الهجمات القوية ضد الجنود الأميركان تحدياً جديداً لفكرة أن جيش المهدي قد اختفى ليتفادى المواجهة مع القوات الأميركية في الفترة الأخيرة، فقد شهدت الفترة الماضية تفجر القتال بين الطرفين (جيش المهدي والقوات الأميركية) في العديد من مناطق بغداد، واستدعيت طائرات الهليكوبتر (الأباتشي) لقمع نيران البنادق الآلية وقذائف الصواريخ المحمولة التي استهدفت القوات الأميركية.
ويصف الأميركان الذين يشرفون على منطقة (الرشيد) غربي بغداد التي يسكنها حوالي 700000 نسمة والتي تضم منطقة العامل، والبياع، والأحياء السكنية في الجهاد، "الميليشيات الشيعية التي يعدونها عدوة بأنها ممولة بشكل جيد" ويقولون انها تتحكم بحياة السكان من غير رحمة (على حد وصفهم)، وتوزع (غنائم الحرب) الى سكان المناطق الفقيرة.
ويقول النقيب "جاي وينك" وهو ضابط استخبارات كتيبة أميركية: "نواجه هنا (يقصد منطقة الرشيد التي تضم العامل والبياع والجهاد) قتالاً مختلفاً عن بقية مواقع بغداد". وأضاف: "كل من نواجهه هنا هو في الحقيقة من جيش المهدي. وبشكل أو بآخر كل الناس الذين يعيشون هنا مرتبطين بهذا الجيش".
http://almalafpress.net/index.php?d=136&id=39793