الاتفاق الصدري البدري
كتابات - د.سلمان البدري
بين الحين والحين يظهر علينا طرفين او مجموعة من الأطراف السياسية المتناحرة ويعلنون عن اتفاق نهائي بينهم يتضمن عدة محاور وتوصيات واتفاقات سرعان ما تنقض من قبل نفس الأطراف عند حدوث أي خلاف بسيط او اختلاف في وجهات النظر بين هذه الأطراف وتحصل المعارك والمذابح والاتهامات ويروح ضحيتها المئات من الأبرياء وغير الأبرياء ....... وكان آخر هذه الاتفاقات ((وليس أخيرها)) الاتفاق الصدري البدري الذي حسب ما جاء في وسائل الأعلام انه حاز على مباركة رئاسة الجمهورية والوزراء والأطراف السياسية الأخرى ((على أي شئ لا اعلم)) ويفترض أنهم من ذوي الخبرة ومطلعين على الأحداث في العراق ويعلمون جيدا مصير مثل هكذا اتفاقات...... ولكن ماذا نقول ؟؟؟!!!! فهنا أود أن اذكر بعض الملاحظات على هذا الاتفاق:
1- انه ليس بالاتفاق الأول فقد سبقه عدة اتفاقات بين هذين الطرفين المتناحرين وكانوا أيضا أطرافا في اتفاقات أخرى ضمت آخرين (( كالدعوة بشقيه والحزب الإسلامي وو...........)) فما هي نتائج الاتفاقات السابقة التي لو اطلعت عليها لقلت إن العراق سيكون بخير لو التزموا بـ 10% فقط مما جاء بها ؟؟!! أنا أقول لك ما هي النتائــــــج (( أحداث كربلاء المأساوية , حرق مقرات المجلس الأعلى وبدر , حملة اغتيالات من الطرفين واتهامات متبادلة في وسائل الإعلام ومواقع الانترنت)) فما الذي سيضيفه الاتفاق الجديد ..؟ الله العالم ..؟ فتحضروا يا عراقيين لمذبحة جديدة..!!
2- صرحت وسائل الإعلام ((وخاصة جريدة الصباح )) أن الاتفاق تم توقيعه من قبل عبد العزيز الحكيم ومقتدى الصدر ( ولكن الذي ظهر في وسائل إعلام أخرى إن الاتفاق بين قيادات عليا في التيارين المتناحرين القبنجي والصغير والعبيدي ولواء سميسم وآخرين) فإذا كان عبد العزيز في إيران ( بلده الأم) فكيف التقى بمقتدى ووقع معه الاتفاق إلا إذا كان الأخير في إيران أيضا (وهو شئ أكيد ,, ولو انه خلاف ما يصرح به أتباعه المغفلون) فمثل هكذا مؤامرات واستخفاف بأرواح الشعب العراقي لا تحاك إلا في إيران الإسلام ؟؟!!
3- جاء هذا الاتفاق ليفضح كل ما قالوه سابقا في وسائل الإعلام من إن الطرفين لا شأن لهم بأحداث كربلاء ..؟ فلماذا إذا الاتفاق وعلى أي شئ إذا كانوا حبايب ولا خلافات بينهم . ولكنهم مفضوحون منذ البداية , فيخرج علينا عمار الحكيم ((وهو جالس على كرسيه المذهب )) ويقول أن لا علاقة للتيار الصدري بأحداث كربلاء ونحن أخوة ومسلمين والذي حصل في كربلاء بفعل عصابات إجرامية صدامية بعثية,,,,,,في نفس الوقت الذي تنشر اعترافات حامد كنوش (القيادي في جيش المهدي) وآخرين على موقع (براثا) التابع للقيادي البارز في المجلس الأعلى وزعيم كتلة المجلس الأعلى فيما كان يسمى بقائمة الائتلاف المفكك في مجلس النواب جلال الدين الصغير, والتي تدل على تورط التيار الصدري في هذه الجرائم ؟؟!! فأين حسن النية بينكم وأين ذهبت اتفاقاتكم يــــا ......... كذلك وفي نفس الوقت لم تتوقف حملة الاعتقالات ضد أبناء ما يسمى بالتيار الصدري ولم تتوقف حملة الاغتيالات المتبادلة ولم تتوقف مطالبات قيادات التيار في كربلاء بالإفراج عن معتقليهم والكف عن المزيد من هذه الاعتقالات وووو.؟ فكفاكم استهزاءا بالشعب الذي أوصلكم إلى ما انتم عليه والذي سيرميكم في المزابل في يوم قريب إنشاء الله ...
4- الذين قتلوا وأصيبوا في كربلاء ما هو مصيرهم وماذا ستقولون لأهلهم ؟؟ بأي وجه ستقابلونهم ؟ ولو أنكم لا تعرفون الحياء ولا تهمكم أرواح العراقيين فهي رخيصة لديكم ولدى أسيادكم الإيرانيين والأمريكان القذرين.... ولكن احذروا غضب الحليم فستعلمون أي منقلب ستنقلبون..؟
5- ثم لنأتي إلى بنود الاتفاق...(( تحريم الدم العراقي)) إن المسلم يعلم جيدا أن دم المسلم على المسلم حرام منذ أن خلقت البشرية ونزول أبونا ادم عليه السلام إلى الأرض وهذا ما أكدت عليه جميع الشرائع السماوية وتعاليم الرسول الأعظم وأهل بيته (صلى الله عليهم أجمعين) , وأكدت عليه جميع اتفاقاتهم السابقة ( اتفاق مكة واتفاقات أخرى لا تعد ولا تحصى) ولكن لم ولن يلتزموا بها (إما لأنهم غير مسلمين أصلا أم أن مصالحهم الشخصية اكبر من الالتزام بالتعاليم السماوية )... فمسلسل القتل والاختطاف والتسقيط والاتهامات المتبادلة لا زال مستمرا ..؟؟!!
((تشكيل لجنة متابعة مقرها في بغداد ولها فروع في المحافظات)) لقد سأم العراقيون من هذه اللجان التي لا تجدي نفعا , فهي رقم جديد يضاف إلى الأرقام المعطلة الموجودة أصلا , وهي ويل جديد يضاف إلى الويلات الموجودة .. ثم إننا سمعنا كثيرا بلجان متابعة وتحقيق شكلت في البرلمان والحكومة والأطراف السياسية المتناحرة .. فما هو عملها وما هي النتائج التي توصلت لها وما وما وما................. لا احد يعلم ؟؟!!
وآخر الكلام وليس أخيره كفاكم يا ظلمة كذبا واستخفافا بالشعب العراقي كفاكم إراقة لدم العراقيين كفاكم سرقة لخيرات العراق .. فان الشعب لن يلدغ من جحر مرتين .. سوف لن يخدع الشعب مرة ثانية .. وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين