 |
-
زرادشت الدليم: أخشى أن يكون الهدوء(الامني) مقدمة لعاصفة !!!
الدليمي لـ إيلاف: أخشى أن يكون الهدوء مقدمة لعاصفة
Gmt 16:30:00 2007 الخميس 22 نوفمبر
سيف الخياط
كل الأمور منحصرة بالمالكي بشكل دكتاتوري وصارم
الدليمي لـ "ايلاف": أخشى أن يكون الهدوء مقدمة لعاصفة
سيف الخياط من بغداد: على الرغم من بلوغه في العمر عتيا، أو قريبًا من ذلك، إلا أنه بات من أعلى الأصوات السياسية الناقدة للحكومة العراقية الحالية، ويطارده بين الحين والآخر عدد من الاتهامات، أولها طائفية وآخرها عمليات اختطاف ومليشيات.
لم يعرف له في السابق أي نشاط سياسي داخل الدولة العراقية البائدة أو خارجها في المعارضة، وهو الاستاذ في الشريعة الاسلامية في عدد من جامعات الدول العربية، وتنقل بين بغداد والقاهرة والمملكة العربية السعودية.
دخل البرلمان العراقي في دورته الاخيرة ممثلاً للعرب السنة بمعية ابنته الدكتورة اسماء الدليمي، وتزعّم مؤتمر اهل العراق الذي يتخذ من حي العدل الساخن غرب بغداد مقرًا له.
يشن الشيعة في العراق عليه هجومًا بين فترة واخرى، بل يعلقون عليه ساخرين بسبب زيه البغدادي القديم المتمثل بسدارة سوداء كانت رمزًا للأفندية ابان الحكم الملكي للعراق وترك العراقيون ارتداءها منذ اكثر من خمسين عامًا، ويصفه احد البرلمانيين الشيعة بأنه عضو في فرقة الجالغي البغدادية الغنائية، التي تعد من الفرق الغنائية الفلكلورية.
ويقول مقربون من اعضاء البرلمان، إن النائب بهاء الاعرجي عضو التيار الصدري في البرلمان يشاكس الدليمي دائمًا لأنه يجلس في الصف الاول داخل قاعة البرلمان ويخلع سدارته ويغط في نوم عميق ما يدعو الاعرجي الى ارسال قصاصات من الورق تنبهه كي يصحوا ويكف عن شخيره ويرتدي سدارته فينهض فزعا كل مرة بسبب ذلك.
ومع كبر سنه وحداثته في العملية السياسية الا انه ظل محورًا في جميع المفاصل السياسية ومدافعًا عنيدًا عن حقوق الطائفة السنية في العراق، وصار وجهها الابرز في وسائل الاعلام والمفاوضات العلنية والسرية.
ايلاف حاورت الدكتور عدنان الدليمي عضو البرلمان العراقي عن كتلة جبهة التوافق "العرب السنة" في بغداد وفي المكتب الخاص لجبهة التوافق في الطابق الارضي من البرلمان العراقي، وكان مرحبًا ومتعاونًا وسلسًا ومن دون مقدمات ومواعيد او مطالبة بتقديم الاسئلة اولاً كالتي يفرضها بعض السياسيين على مثل هذه المقابلات الصحافية.
يقول الدكتور عدنان الدليمي "ان الحكومة العراقية المتمثلة برئيس الوزراء تتصرف بشكل تعسفي وانفرادي وتسعى الى ابعاد جميع المكونات السياسية عدا مكون او اثنين مما يسبب خللاً كبيرًا في العملية السياسية، فقد انسحب وزراء الكتلة الصدرية ثم وزراء جبهة التوافق وقسم من وزراء الكتلة العراقية الوطنية، وبقية الحكومة تعمل وهذا دليل على ان جميع هذه الوزارات لم يكن لها تأثير في مجرى الحكم، وان كل الامور منحصرة برئيس الوزراء بشكل دكتاتوري وصارم، الامر الذي يؤدي الى اصابة العملية السياسية بالاخفاق ما لم تكن هناك مشاركة من قبل الكتل البرلمانية المشاركة في الحكومة التي سميت حكومة وحدة وطنية...لا اعتقد ان العملية السياسية ستتقدم وانما ستتأخر، وسيكون هناك شلل في جوانب كثيرة اداريًا وتنفيذيًا داخل الحكومة، وهذا مما ندعو الى تغييره والاسراع الى اجراء تصليح في هذا الوضع".
ويجد الدليمي ان مصادر قوة المالكي التي تبقيه في الحكم بعد كل هذه الانسحابات "هي السلطة التنفيذية وما ورد في الدستور من حصر للصلاحيات التنفيذية بيد رئيس الوزراء وهذا يعد خللاً في الدستور، وانما يجب ان تكون هناك مشاركة لرئيس الجمهورية في اتخاذ القرارات المهمة في البلد، فالدستور حصر الصلاحيات التنفيذية بيد رئيس الحكومة وهذا مما يضفي على رئيس الوزراء شيئا من التحكم والتسلط الدكتاتوري".
ولا يخشى الدليمي من سعي الحكومة الى الالتفاف على كتلته السياسية في ظل تعاونها مع صحوات العشائر في المناطق السنية التي تمثل القاعدة الجماهيرية للدليمي فيقول "ان الصحوات لنا علاقة بها وقد اعلن الشيخ ستار ابو ريشه زعيم صحوة الانبار رحمه الله قبل أن يتوفى، أن الصحوة لا يمكن ان تكون بديلة لجبهة التوافق ونحن على اتصال مستمر بهذه الصحوات ولا نعتقد ان الحكومة تستطيع ان تجعل هذه الصحوات بديلة عن جبهة التوافق، فنحن نواب منتخبون من قبل الشعب العراقي ونحن الممثلين الحقيقيين والرسميين لمكون سياسي وسكاني وطائفي مهم في العراق ونعتقد ان الحكومة ستجبر في اخر المطاب الى التعامل مع نواب جبهة التوافق".
- ألم تكن الصحوات غير مرحب بها من قبل الحكومة، وحتى الامس القريب كانت تعارض قيام الصحوات، فما حدا مما بدا.. كما ان مقتل الشيخ ابو ريشه جاء في وقت اعتراض على الصحوات فهل تعتقد ان للحكومة يد بذلك..؟
-"مقتل ابو ريشه في هذه المرحلة كان ضربة قوية للصحوة لاسيما في الانبار والتحقيق لا زال جاريا ونحن لم يصل الينا أي نتيجه لهذا التحقيق، والامر يحتمل كثير من التاؤيلات والتسريبات لكن القاعدة في مقدمة من اتهم بمقتل ستار ابو ريشة، الحكومة الحالية تحاول تجيير كل شيء لنفسها ولكنها ليست قادرة على ذلك لأن القائمين على الصحوة اناس عقلاء ويفهمون مرامي الحكومة ولا بد لهم من التعاون مع الحكومة، لكن هذا التعاون لن يكون في الضد من مناطقنا او ضد جبهة التوافق ونحن على اتصال بالصحوة ونعمل على التعاون".
ويستطرد الدليمي "اعتقد جازمًا ان رئيس الوزراء نوري المالكي يريد ان يبعد جبهة التوافق ويريد ان يهمش ابناء السنة ويكون هناك حكم طائفي في العراق ينحصر في دائرة ضيقة من المكونات السياسية، وهو في خلاف مع التيار الصدر وخلاف مع حزب الفضيلة وبعض الكتل في المجلس الاسلامي الاعلى وفي كتلة الائتلاف وما يحدث في كربلاء والديوانية والبصرة اكبر دليل على انه لا يوجد هناك وحدة راي ولا اتفاق بين هذه الكتل السياسية التي تجمعها كتلة الائتلاف وقد خرج حزب الفضيلة من الائتلاف كما خرج التيار الصدر والائتلاف معرض الى تمزيق اكثر وتشتت اكثر".
- خروج التيار الصدري والفضيلة من كتلة الائتلاف والحكومة الا يؤشر على ان المالكي ليس طائفيا ولديه اجندة مختلفة..؟
-"لا فالمالكي طائفي ويعمل على الاستحواذ على السلطة وابعاد كيانات سياسية هي داخل الائتلاف ويجب ان تكمم افواهها ويجب ان يبعدوا عن السلطة وما يجري في كربلاء والديوانية والبصرة اكبر دليل على ذلك".
- رئيس الوزراء اعلن ان عام 2008 هو عام الاعمار الا تجد ان هذا الكلام اقرب الى الدعاية منه الى الواقع في ظل انعدام الكفاءات والنزاهة..؟
-"لن يكون هناك اعمار حقيقي في العراق الا اذا كان هناك توافق سياسي بين مكونات الشعب العراقي جميعها، فالمنطقة الكردية يوجد فيها اعمار وسببه التوافق السياسي والامن، فإذا لم يأخذ رئيس الوزراء بالمطالب التي تقدمت بها جبهة التوافق وما لم يحصل تواصل حقيقي في جميع مناصب الدولة من وزراء ووكلاء ومدراء عامين فلا يمكن ان يتحقق أي اعمار ولا يمكن ان يتحقق الامن ايضًا".
ويضيف "نتمنى ان يكون ذلك لكن يجب ان تتوفر مقدمات لذلك اهمها التوافق السياسي وحكومة وحدة وطنية، وخلاف ذلك لن يتم الاعمار فالمفسدون كثيرون والمتربصون بالمال العراقي كثيرون وتوجد الان شكاوي في جميع مناطق العراق بانه لا يوجد اعمار حقيقي وان الاموال المخصصة للاعمار تذهب الى جيوب المفسدين ويجب اعطاء الفرصة الكافية لهيئة النزاهة والرقابة المالية لتدقق في حسابات الجميع".
- الا تجد ان الجميع يسعى الى حفظ المواقع داخل الدولة والمافيات تزداد اتساعا فكيف ترى المستقبل القريب..؟
-"يوجد من يتوجس خيفة من مخطط يستهدف الرموز والكفاءات العراقية والقادة السياسيين بعد ان ان يستتب الامن او يتحسن حيث سيستبدل الوضع الامني الحالي بعملية اغيالات منظمة، وما يحدث الان مقدمة لذلك ويجب الحذر منه لانه سوف يحدث بلبلة كبيرة في البلد ويحدث صراع طائفي وعرقي وحزبي، واخشى ان يكون الهدوء الحالي مقدمة لعاصفة قادمة، وبعون الله سوف لن يحدث مثل هذا الشيء خصوصا في مناطقنا".
ويتابع "جميع الاركان المشاركة في العملية السياسية تتحمل الجزء الاكبر مما يحدث في العراق، والى هذه اللحظة لم تتمكن القوى السياسية المختلفة من ايجاد صيغة حكم يملى على اساسها ان العراق واعماره والموقف من الولايات المتحدة الامريكية هما الاساس، ولهذا يجب على المكونات السياسية المختلفة من المشاركين في الحكومة وغيرهم والمقاومة ان تجتمع على صيغة موحدة للتعامل مع القضية الامنية واعمار العراق والموقف من الامريكان فيجب ان نصل الى اتفاقات تضمن مصالح العراق ومصالح امريكا ومصالح دول العالم جميعا".
ويضيف " ان اللاعب الاساسي الان هو الحكومة العراقية ثم الامريكان واعتقد ان القوى السياسية الان في المرحلة الحالية لا تاثير لها ولهذا يجب على هذه القوى السياسية ان تجتمع على صيغة تستطيع ان تواجه بها الحكومة وتواجه بها العالم كله".
رنين الهاتف النقال الخاص بالدكتور الدليمي قاطع الحوار واتضح ان المتصل شخص يتحدث باللغة الانجليزية فلم يستطع مجاراته بالحديث لضعف لغته فاستعان بالدكتور سعدون وهو المترجم الخاص للرئيس السابق صدام حسين ويعمل الان مستشارا اعلاميا لرئيس مجلس النواب الدكتور محمود المشهداني لكن لم يحصل على جواب ما جعل الدليمي في قلق ودفعه الى الاتصال بمكتبه الخاص لمعرفة هل اتصل احد من القيادة الامريكية، وقاد الاتصال لسؤاله عن محاولاته للتتحاور مع الجانب الامريكي ووضعه امام مسؤولياته..؟
- لماذا لا تتحدثون مع الجانب الامريكي وتضعونه امام مسؤولياته؟
- "نحن تحدثنا مع الامريكان مرارا وتكرارا ولا يمر اسبوع دون ان نتحدث معهم مرة او مرتين ونضع كل الحقائق امام اعينهم واعتقد ان الامريكان الان قد تفهموا موقفنا وابدو استعدادهم لتقديم كل المساعدات الممكنة لكن يوجد تيار داخل السياسة الامريكية وهو غير واعي وغير مدرك لما يجري في العراق وهذا التيار اذا استطعنا ان نبين له حقيقة ما يجري في العراق، فأعتقد ان الامر فيما يتصل بالقوات الاميركية او بالسياسة الاميركية سيتعدل وسيتحسن".
- من هو هذا التيار داخل الادارة الاميركية..؟
-"لا استطيع ان اشخص من هو التيار ولكن هو واضح لأنه قد بنى افكاره على اخطاء ومعلومات غير دقيقه، ولا يريد ان يكون العراق دولة واحدة مستقرة وواحدة ويسعى الى تقسيمه وتجزئته ولا يريد ان يكون العراق قويًا ويريده ضعيفًا لتحقيق مصالح معينة".
- ولصالح من يريد ان يكون العراق مقسما وضعيفا اسرائيل ام ايران ام سوريا ام السعودية ام الاردن؟
لم يجب الدليمي عن السؤال واكتفى بالاشارة بيديه الاثنين بانه يرفض الحديث عن ذلك او يجهل من هم.
ويعتبر الدكتور الدليمي ان ايران "متنفذة ويريد الايرانيون ان يكون العراق تابعا لهم اقتصاديا وسياسيا وماليا وحكما، والكل يقول ذلك بما فيهم الامريكان والفئات السياسية في جنوب العراق والوسط ورؤساء العشائر الشيعية، والكل يؤكد ذلك حتى وصل الامر ان اصبحت كربلاء ايرانية كما يقال وان هناك توغل ايراني في كل مناطق الجنوب لا سيما في البصرة وكربلاء".
- هل الدين ام رجال الدين هم سبب الوضع في العراق..؟
-"اعتقد ان الدين بريء من ذلك لانه يدعو الى الوحدة والاخوة والتعاون، ولكن المشكلة فيمن يمثل الدين وهم وراء تازم الوضع العراقي لانهم لا يسعون الى ايجاد صيغة متفق عليها لحكم العراق وانما يريدون ان يكون الحكم طائفيًا وبيد طائفة واحدة، وهذا ما سيؤزم الصراع الطائفي ويؤججه ولن يقتصر على العراق وانما جميع الدول الاقليمية".
- هل نحن امام سياسيون جهلة ام سياسيون بدون اخلاق ام سياسه موجهة..؟
-"نحن امام كل ذلك فلدينا سياسيين جهلة واخرون ينطلقون من مصالحهم الشخصية والحزبية، وعلينا ان نعالج هذه الحالات والامر يستغرق سنين".
- هل انتصرت اخيرًا الطائفية في العراق وتغلبت على التاريخ المشترك والتعايش والمواطنة والدين والثقافة والتراث..؟
-"الطائفية اوشكت ان تنتصر وعلينا نحن العراقيين ان نحذر من انتصارها لان انتصارها سيؤدي الى تحطيم العراق وعلى الجميع ان يتعاونوا فيما بينهم ويعودوا الى الاخوة العراقية المبنية على الاخوة الدينية والقومية، ويحذروا من التاثيرات الاجنبية التي تريد ان يكون العراق دولة ملتزمة بمذهب واحد وتحكم من قبل طائفة واحدة".
الدكتور الدليمي كشف لايلاف عن خططه القادمة:
"ان مشروعنا اليوم هو اجراء تغيير شامل في الحكومة، واعتقد ان المجال الان مفتوح امامنا فيما يتصل بهذا الامر، واذا لم نستطع ان نحقق ذلك فسوف نعمل على اسقاط الحكومة واستبدالها ويوجد تشاور مع كتل سياسية مختلفة داخل البرلمان لتحقيق هذا الامر وقد ننجح وقد لا ننجح ولكننا سنبقى عنصرا مهما معارضا لسياسات الحكومة وتوجهاتها العامة والخاصة ما لم تغير هذه الحكومة من نهجها وتلتزم بما اتفقنا عليه عند بدء تشكيلها وتراجع المبادئ الاربع والعشرين التي تاسست الحكومة في ضوئها وان تكون حكومة وحدة وطنية حقيقية، وقد بدأ الحوار منذ مدة مع الكتل السياسية قائمة، وتوجد كتل سياسية في البرلمان تسعى الى ما نسعى اليه ويوجد تشاور وقد نستطيع ان نحقق ما نريد الا اذا عدلت الحكومة من نهجها".
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |