لعلنا لم نر أي خير من هذا البلد .. في كل مصيبة تعصف بالعراق يجب أن تأخذ عقداً كاملاً أو أكثر ..
وينشأ معها جيل جديد يعيش مرحلة هذه المصيبة الكارثية بكل أيامها وشهورها وسنينها ..
ولو أخذناها منذ مجيئ العصابة البعثية وحتى يومنا هذا ستجد أن العقود تطوى وتحترق وكله من سنين عمرنا وحياتنا ..
أتى البعث وأستمر في مرحلة الستينيات بالانقلابات والسيطرة على الحكم بالسرقة واللصوصية .. في مرحلة السبعينيات ( المرحلة الانتقالية من الحكم كما يسمونها) هذه أخذت عقداً كاملاً آخر من التصفيات الجسدية للخصوم ورجال الدين على طريقة أبو طبر وسيارة الاطفاء ..
ثم لم يجدوا مرحلة أخرى أفضل من إدخال العراق في حرب مع دولة جارة (أيران) وهذه أخذت قرابة العقد أيضاً ... ثم ما لبثنا خرجنا من الحرب المدمرة والتي أحرقت شبابنا وأهدرت أموالنا فدوة للمقبور أبو عداي ونيابة عن أمن أسرائيل .. حتى أدخلنا المجرم صدام في معمعة الكويت ونتيجة لذلك فرض الحصار الاقتصادي على العراق ليبدأ عقد آخر من الحرمان والجوع والامراض والدمار ..
ثم أتى الامريكان في نهاية المطاف لينقلوا حربهم على الارهاب الى العراق وتبدأ مرحلة تصفية الحسابات والاجندات الدولية على أرضنا ...
عقد جديد يحترق من عمرنا :
بترايوس يتوقع بقاء القوات الأميركية 10 سنوات في العراق ... المالكي يخشى تشكيل ميليشيات سنية بدعم أميركي
بغداد الحياة - 18/06/07//
انتقد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قيام ضباط اميركيين بتسليح عشائر وجماعات سنية، واعرب عن خشيته من قيام ميليشيات سنية مقابل الميليشيات الشيعية.
الى ذلك لمح قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس الى أن محاربة المسلحين قد تتطلب البقاء عشر سنوات، على الأقل، في العراق. مؤكداً «صعوبة بلوغ العراق الأهداف المحددة خلال سنتين».
وأكد مستشار المالكي كريم البخاتي لـ «الحياة» ان «الحكومة قدمت دعماً لوجستياً لبعض عشائر المناطق الساخنة، بينها عشائر تقطن محافظة ديالى وبعض المناطق المحاذية للعاصمة في ابو غريب واللطيفية والأحياء المجاورة وتعرف بـ «مثلث الموت» الى جانب بعض عشائر المنطقة الغربية».
وأشار الى ان «مطالبة المالكي (الأميركيين) بوقف تسليح العشائر يصب في مصلحة البلاد ويدعم مشروع المصالحة الوطنية». وأكد أن «الحكومة تخشى تشكيل ميليشيات وجماعات مسلحة جديدة وبقاء السلاح في أيدي أبناء تلك العشائر».
وكانت مجلة «نيوزويك» نقلت عن المالكي قوله إن «عدداً من ضباط الميدان الأميركيين يرتكبون أخطاء (...) بتسليحهم بعض العشائر. هذا يشكل خطراً لأنه سيؤدي الى تشكيل ميليشيات جديدة». وأعرب عن اعتقاده بأن «قوات التحالف لا تعرف خلفيات العشائر». وبعدما أكد ان هذا العمل «يعود الى الحكومة»، قال انه يسعى الى «تسليح عشائر ترغب في الوقوف في صفنا شرط معرفة خلفيتها والتأكد من أنها ليست مرتبطة بالارهاب».
وتزامنت تصريحات المالكي مع زيارة مفاجئة لبغداد لوزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الذي دعاه الى مضاعفة جهوده من أجل المصالحة الوطنية.
في واشنطن لمح الجنرال بترايوس خلال حديث الى شبكة «فوكس» التلفزيوينة، الى ان القوات الاميركية قد تكون ضرورية في العراق لعقد من الزمن لمقاتلة المسلحين في هذا البلد. وأكد صعوبة أن يبلغ العراق الأهداف المحددة من الآن «وحتى عام أو عامين». وقال: «اعتقد بالفعل ان العمليات ضد التمرد ستدوم تسع او عشر سنوات على الأقل».
من جهته اعتبر السفير الأميركي في بغداد ريان كروكر أن الوضع في العراق «صورة مختلطة، لكنها بالتأكيد ليست يائسة». وتابع في حديث الى قناة «ان بي سي» التلفزيونية أن هناك إحباطات، إلا أن هناك أيضاً مؤشرات الى التقدم، وحذّر من أي انسحاب سريع للقوات الأميركية. وقال إن العراقيين «قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق على خطة لادارة انتاج النفط في البلاد والمشاركة في الموارد الطبيعية». وأضاف أن ايران وسورية تلعبان دورين غير مساعدين في العراق.
ويحمّل السياسيون السنة المالكي مسؤولية ما آلت اليه الأمور، ويقول النائب حسين الفلوجي لو «التزمت المعايير التي ترضي الشعب من دون ازدواجية أو تمييز، لما اضطرت العشائر الى طلب دعم اميركي»، موضحاً أن»الحكومة تدعم طائفة دون أخرى، وتحل بعض التصرفات لجهة وتحرمها على أخرى»، وزاد أن «مطلبها بوقف تسليح بعض العشائر جاء متاخراً» لأن «الادارة الاميركية طرف في تسليح بعض الجماعات منذ مدة في بعض مناطق بغداد والملف برمته يلفه الغموض، فالأميركيون لا يترددون في تسليح بعض الجهات بما يتناسب ومصالحهم التي لا يمكن معرفتها بدقة في هذه المرحلة».